المهنـدس ماجـد محمـد
عـذرا ياشيخـي .... فلقـد أجبرتنـي على العـودة للكتابـة
تعقيـب على خطبـة الشيـخ الجليـل جلال الـدين الصغـير من إبن بـار
عـذرا ياشيخي الجليـل ، فلقـد أجبرتني أن أعـود للكتابـة وأنـا الذي عاهـدت نفسـي أن لا أعـود إليهـا ! فكلامـك لا ينتمـي لهـذا الزمـان ولا لهكـذا أشخـاص ! وأنـّا لهـم أن يدركـوا ما تقـول ؟ (( أنـّا لأهـل الكوفـة أن يدركـوا ما يقولـه علـي ٌ ؟؟ )) .
لقـد أرجعتنـي بخطبتـك الى خطـب أبـيك البطـل الشجـاع وكنـا حينهـا طـلاب صغـار نتسابـق الى نهـل الشجاعـة والإقـدام من فيـه رجـل يقـول كلمـة الحـق في وجـه سلطـان جائـر ! بـلا خـوف ولا تــردد ! كانـت الكلمـات تنسـاب شعـرا من فـم فصيـح ، يعـرف ما يلزمـه بـه دينـه وما تحتمـه عليـه دنيـاه ، حتى أجبـرت كلماتـه دهاقنـة السلطـة ورموزهـا الى الجلـوس كتلامـذة صغـار تحـت مـنبره ! يحيطـون بآذانهـم فضـاء خطبـة الجمعـة ! يستفيـدون وينهلـون المعرفـة من مكمنهـا ! رغـم ما فيهـا من شجاعـة التجريـح وقـوة الصراحـة ! لأنهـم كانـوا يقـدّرون النصيحـة ويعرفـون صاحبهـا .
نعـم والله كنـا نسمعهـا ونداولهـا فيمـا بيننـا وكأنهـا أنشـودة كأناشيـد الإصطفـاف الصباحـي لمدرستنـا الإبتدائيـة ! منهـا تعلمنـا ديننـا وعرفنـا وطننـا وإدركنـا إن الـدين لا يكتمـل إلا بحـب الوطـن والشعـب ، وإن هـذا الحـب لا يتـوّج إلا بالتضحيـة حين تنـادي وبالإقـدام حيـث يستوجـب !..... إي وكـلام الله لا أقـول هـذا تملقـا ولا مـراءا ! فمثلـي لا يحتاجهـا ومثلك لا يريدهـا .
أرجعتنـي للكتابـة لأنـك أكـبر من أن تقبـل أيـاد ٍ ووجنـات تتسابـق لنيـل رضى أنفسهـا الأمـارة بالسـوء ! السبـّاقـة لغـرف متـاع الدنيـا وهـي زائلـة فانيـة ! لايهمهـا من أمـر دينهـا إلا مقـدار ما يعـود عليهـا من نفـع دنياهـا .. نفـع سلطـوي دنيـوي لا يـدوم ، ولـو كـان كذلك لدامـت لغيرهـم !؟ نعـم إنـك أكـبر من أن تترجـى بتقبيـل الأيـادي والوجنـات ....ولكنهـا صرخـة فجرّتهـا حميـة فيـك لـدين وعشـق داخلك للرعيـة ، ودونهمـا تسقـط الأنفـس في شبـاك الشيطـان ! وتتهـاوى الأجسـاد في فنـاء صـروح إبليـس الزاهيـة ! فأيـّان أنـت ممن تنـادي ؟؟
فديتـك بروحـي كـم أنـت كـبير ! وكـم أنـت صـادق صريـح ! كلماتـك أسمتـك عنهـم ! وحبـك لنـا رفعـك فوقهـم ! وكفـاك بنـا محـبين مخلصين تـواقـين لـرد جـزء من جميـل ما تقـول وعظيـم ما تفعـل .
إبنـك البـار
المهنـدس ماجـد محمـد