( بقلم : سيف الدين احمد )
اعتاد محراب الصلاة ان يشهد صوتين في جمعات المسلمين صوت يمثل الطغاة والحكام اصحاب طريق الشيطنة والانحراف والكذب والتزويد الاموي مثل ما شهده العراق ايام نظام البعث الصدامي وطريقتهم التي يسير عليها هذه الايام البعثيون الجدد من الطائفيين المعقدين والحاقدين على العراق ،
وصوت اخر هو صوت الحق واصحاب طريق الله الذين اعتادوا ان لاتأخذهم في الله لومة لائم ومثلهم الصريح هذه الايام صوت المحراب الناطق الشيخ جلال الدين الصغير ذلك الصوت الملائكي الذي هبت مشاريع الكفر والرذيلة هذه الايام لانتقاده لانه يدافع عن حقوق العراقيين المستضعفين قبل الموسرين والفقراء والمحكومين بازاء الحاكمين والوزراء المرتشين واعلاميوا التملق الذين لاتعجبهم سياسة الانفتاح والعدالة في العراق الجديد ، فمن هو الشيخ جلال الدين الصغير ؟
هو ابن الشيخ علي حسين الصغير الذي عرفه العراقيون عالما جليلا ومجتهدا من وكلاء السيد محسن الحكيم امام الطائفة - وهل من العراقيين من لايعرف السيد محسن الحكيم ذلك المرجع ووكلائه الذي وعيت الدنيا والناس تقبل كتبه ومؤلفاته وتقسم باسمه وتدين بالولاء له حتى بعد مماته - والد الشيخ الصغير كان متوليا لجامع براثا المقدس فربى ابنه الشيخ جلال الدين على كل فضيلة وكل محمودة على الارض ومشكورة بين الناس ممدوحة عند الله والناس حتى توالى عن والده شؤون جامع براثا عام 1975 م بعد وفاته وكان مجازا من علمين زاكيين هما الشهيد محمد باقر الصدر والسيد الخوئي (قدس الله نفسيهما ) وشاهد ثقته الاخر هو اعتقال النظام الصدمي له اكثر من مرة فقد اعتقلته جلاوزة النظام عام 1976 في بغداد ثم اعتقل في احداث انتفاضة صفر عام 77 وسجن في سجن رقم واحد الخاص وبعد اطلاق سراحه فترة وجيزة اعتقل وذلك في بحر عام 78 في كربلاء المقدسة وبعد اطلاق سرحه عام 79 هاجر الى لبنان وتعرض لثلاث محاولات اغتيال من مخابرات المجرم صدام التي لاحقته دون هوادة باءت بالفشل مما اضطره للهجرة بدينة وحريته وفكره الى ايران عام 1981 بطلب من شهيد المحراب (قدس ) فتولى مسؤولية الاعلام لجماعة العلماء مع الدكتور اكرم الحكيم وفي عام 89 عاد الى لبنان لتولي ممثلية المجلس الاعلى عن سماحة السيد شهيد المحراب بعدها استقر في سوريا عام 95 حتى سقوط النظام البعثي واستهدف من قبل الطائفيين والبعثيين الذين حاولوا تشويه سمعته والاعتداء على جامع براثا الذي فجر اكثر من مرتين .
هذا تاريخ الشيخ جلال الدين الصغير وهذا ما اعطاه للعراق فاين ما اعطاه غيره فماذا فعل اعدائه للعراق وماذا عطوا وماذا يملكون بازاء هذا العلم والصوت الذي واكب احداث العراق فصلاة الجمعة ومنذ سقوط صدام في جامع براثا كانت محور الدفاع عن المظلوميين وللمؤرخين ان يتابعوها ويتتبعوها ليعرفوا ان تلك الخطب كانت تواكب احداث العراق الصغيرة والكبيرة وكانت محورها المواطن العراقي فكان الشيخ الصغير يستنكر كل اعتداء على العراق والعراقيين وكان يصدح بصوته ليفضح المتأمرين على العراق ويقوم الفاسد ويشجب المتكاسل حتى صار ارشيف جامع براثا حافلا بكل ماهو وطني وبكل تاريخ ناطق من اجل العدالة .