لم يعد ملتقى الجمعة الثقافي الذي يعقده سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ جلال الدين الصغير في جامع براثا ترفا ثقافيا، بل هو ضرورة أملتها علينا أسباب عدة منها أن اغلب المكلفين يجهلون الكثيرعن تكاليفهم في الأصول الدينية خصوصا اصل الإمامة وأن هذا الإهمال في التكاليف ناتج من العوز الثقافي، الذي من جملة أسبابه انحسار دور العلماء نتيجة تراكمات الماضي بكل ما يحمل من مآسي صبت على أتباع آل بيت العصمة صلوات الله عليهم جميعا، ومنها التشويه الروائي الناتج من انعكاسات الثقافة التسلطية آنذاك على الرواة وبالتالي الروايات، ومنها استمرارمنهج السطحية وعدم التحقق لدى أكثر الكتاب، ومنها الغزو الثقافي المعادي ومنها..الخ.
لهذه الأسباب وغيرها تأكد دور العالم والمتعلم في التصدي الواعي من خلال هذا الملتقى وغيره أن هذا النهج له الأثر البالغ في التوعية والحصانة الثقافية وعليه الكثير من التأكيد من الثقلين كتاب الله والعترة مما لا أحصيه عددا، وأقول وبصيغة الشهادة أمام جبار السماوات والأرض جل ذكره أن المجتمع المثقف ينظره بعين الإعجاب إلى جامع براثا ويأمل منه ومن سماحة الشيخ جلال الدين الصغير حفظه الله الكثير حيث شاع بين أتباع مذهب التشيع في العراق وخارج العراق بأن سماحة الشيخ الصغير من أهل المبادرات والتصدي لشؤون أمته ومن المهتمين بقضايا مجتمعهم من حيث النوع والكم وها هو قد تفرد بنوع من التصدي والعطاء (جعله الله في ميزان حسناته ) لأخطر موضوع، وأهم ما يجب أن يعتنى به وأدق مسائلة هي محل ابتلاء متنوع ألا وهو (متعلقات وحيثيات الغيبة لإمام العصر) سلام الله عليه حيث تميز هذا التصدي:
أولاً بسعة المعرفة ودقة الشعور بالواجب اتجاه الجماعة لتوضيح ما يجب أن يعلمه المكلف من الواجبات الشرعية اليومية اتجاه الإمام.
وثانياً: بالقراءة الواقعية المعاصرة لمفردات الروايات المنقولة عن المعصومين في موضوع الغيبة التي تتلاءم مع الاهتمام المسلط عليها من النبي الأكرم والعترة المطهرة صلوات الله عليهم، ولهذه القراءة المعاصرة ضرورة سببها تباعد الزمن بيننا وبين وقت صدور الحديث من المعصومين صلوات الله عليهم، لاسيما وهم يقولون (نحن امرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم.
وثالثاً تشخيص آليات التعامل الشرعي والثقافي اليومي وعلى كل المستويات الفردية والاجتماعية.
ورابعا الانتباه إلى ما خفي على الكثير من أن هنالك ترابط حقيقي يجب استثماره بين مشروع الاستعداد لنصرة الإمام أي تفعيل مفهوم الانتظار وبين الاستفادة من ممارسات الأنبياء والأئمة في التمهيد والاستعداد وبناءاً عليه استوجب استحضار توصيات الأئمة في تفعيل المشروع المهدوي من خلال توظيف آليات الممارسات الاجتماعية في أحياء المناسبات الدينية لذا فهي توظف لتجسيد الاستعداد للنصرة وخامساً الشمولية التي تغطي مساحة واسعة من مفردات الغيبة وسادساً سماع الأخر بكل إصغاء والمناقشة بالدليل الملموس0أذن هذا الملتقى وهذا الموضوع الرئيسي المتفرد في الشؤون المهدوية وبألحاظ غزارة المعلومات والتحقق من مراجعها الذي تميز به سماحة الشيخ الصغير أيضا حيث أبان ذالك من خلال كتبه ومحاضراته في المواضيع المختلفة، أصبح لا غنى عنه ولا بديل له 0أن هذا الموضوع المتفرد بالأهمية وبهذا الوصف كما أشرنا0 لم تتناوله وبحسب إطلاعي الفضائيات التي تتناول علوم آل البيت عليهم السلام ولا حلقات الدرس ومنابر الخطابة 0
أشترك مع العديد من الأخوة والأخوات الذين يحضرون الملتقى والذين عرفوا من خلال نقلنا وعرضنا عليهم ما حفظناه وعرفناه من كلام شيخنا الجليل ( لوجوب حقهم علينا )أنه أي الملتقى منة ألاهية وفرصة ثمينة إن لم نستثمرها خسرنا وندمنا (ندامة الكسعي) وما أكثر خسائرنا وندمنا على ما فرطنا، أذن حق علينا أن نوظف آليات
الحداثة في نشر هذا العطاء ( وأما بنعمة ربك فحدث ) سيما هنالك شوق ولهفة لدى الآخرين لتلقي مفردات هذا الموضوع مباشرة من لدن سماحة الشيخ وترحيب من غيرهم لسماعه من التلفاز 0
وبهذا المقتضب من العرض حيث لا أجد نفسي محتاج إلى الإطالة وأنا في وسط هل الاهتمام 0 اعرض مقترح العمل المؤسساتي يكلف به المتطوعين في النشر والاستضافة (أسئل الله أن يمن عليّ بأن أكون منهم) والتغطية الإعلامية من فضائية (س أو ص) تحت عنوان (نقل مباشر لملتقى الجمعة الثقافي من جامع براثا (
والله من وراء القصد 0
سعد الزيدي