في اليومين الأخيرين لاحظنا بعض وسائل الاعلام المرئي والمقروء ينقلون تصريحات منسوبة لبعض اعضاء مجلس النواب بشأن دخول سماحة الشيخ جلال الدين الصغير إلى مجلس النواب بدلاً عن الدكتور عادل عبد المهدي، وقد تلقى سماحته ومكتبه العديد من الاتصالات والرسائل المهنئة والمباركة وسط استغراب كبير من سماحة الشيخ كونه لم يبلغ بذلك بشكل رسمي، فضلاً عن أن يوافق عليه بشكل نهائي.
إن سماحة الشيخ في الوقت الذي يشكر فيه العواطف الكريمة التي عبر بها الكثيرين عن ذلك، فهو في نفس الوقت يتمنى على الجميع عدم الاستعجال في تقييم الأمور، صحيح إن سماحة الشيخ كان قد أعلن قبل 3 أشهر قبوله بالدخول في مجلس النواب بعد مدة رفض قضاها، لأنه كان قد قرر عدم العودة لمجلس النواب قبل الانتخابات التشريعية السابقة، ودخل في قائمة مرشحي الائتلاف الوطني بغية قطع الطريق أمام المتربصين بالعملية السياسية سوءا، ولكنه بنفسه أصرّ أن يكون ترشيحه على محافظة دهوك وهي محافظة تعد مغلقة للأخوة الأكراد والطائفة المسيحية، بعد أن تعرّض لضغوط كبيرة في ان يكون ترشيحه على بغداد (محل عمله وسكناه) أو النجف (مسقط رأسه) او الناصرية (موطن عشيرته) أو أي محافظة من محافظات الجنوب والوسط، ولكن موقفه كان ثابتاً في هذا المجال، وعلى أثر ذلك كان الإئتلاف الوطني قد قرر أن يكون اول مقعد تعويضي في نتائج الانتخابات يخصص لسماحة الشيخ خارج دائرة المحاصصات الحزبية بين قوائم الائتلاف، ولكن حينما أصبح المقعد التعويضي أمراً واقعاً طلب سماحة الشيخ من قيادة المجلس الأعلى أن يتم وضع اسم سماحة الشيخ همام حمودي (حفظه الله) بدلاً عنه، ثم أعلن سماحة الشيخ عن عزوفه الكامل عن الدخول في مجلس النواب حتى لو شغر مقعداً في البرلمان بناء على ذهاب بعض اعضاء مجلس النواب للمواقع الحكومية المختلفة، وهو الإعلان الذي قوبل برفض كبير وضغط اكبر من قبل من يكنّ لهم سماحة الشيخ كل الاحترام والتقدير، فعاد وأعلن رضوخه لذلك قبل شهرين..
إن سماحة الشيخ يرى إن الأوضاع السياسية والاجتماعية العامة في العراق ما عادت كما كانت، وهو في الوقت الذي يعرب عن إنه لن يتخل عن مسؤولياته في اي مكان كان.. يتمنى من صميم قلبه أن يبقى خارج مجلس النواب وأن يمارس دوره في خدمة مواطنيه وهو في خارج مجلس النواب فالخدمة ليست منحصرة بمكان، خاصة وإن صورة مجلس النواب ما عادت كما كان يطمح أن تكون..
مكتب سماحة الشيخ الصغير
1452011