كتب سماحة الشيخ صباح اليوم ٢٤/ ٥/ ٢٠١٨ في تويتر ما يلي:
١: كل الوقائع والمعطيات تشير الى اقبال المنطقة على فتن عديدة وبلايا كثيرة، وقد تتلون اشكالها حسب البلدان، وتختلف من منطقة لاخرى، ومن يتصور نفسه في معزل عن ذلك فانه يستغبي نفسه، لأن الفتانين لن يكونوا في مخططاتهم واجنداتهم بمعزل عنه، وإن من نام لم ينم عنه كما يقول الامير ع.
٢: فلا تستخفوا بالفتن التي اقبلت عليكم كالامواج المتلاطمة، ولا تستهينوا بما سيقبل من بعدها، واستعدوا لها بالمزيد من التقوى والبصيرة وكرائم الاخلاق والاعتصام بالله تعالى والاعتماد عليه، واعلموا ان الكرامة تصنع من بعد وقوع الفتن، والصبر على البلاء الذي فيها.
٣: ولا خوف مع الصبر فكل الانبياء والائمة عليهم السلام وكل النجوم التي ازهرت في سماء الرسالة لم ينالوا كراماتهم والطاف الله الممنوحة اليهم الا من خلال الصبر على المكاره الشديدة، والثبات على مر الحق وصبّارة العدل وعدم الانخداع بأهواء الدنيا وزخارفها وعدم الغفلة عن الاتكال على الله.
٤: ان الله جل وعلا تحدث عن الشدة والضنك الذي عانى منه الانبياء ع من جهلة الناس ومفسديهم واكّد ان النصر لم يأت الانبياء والصالحين من خلال البسط الحمراء ولا من خلال الطرق المفروشة بالزهور، وانما حصل نتيجة لسيرهم على طريق ذات الشوكة وصبرهم فيه وقوة جلدهم وثباتهم في مساره.
٥: ولقد تعرض المؤمنون من قبلكم الى كل ترويع وشدة وقمع وارهاب او اغواء وخدع الترف والنعيم، فما كان منهم الا ان اعتصموا ببصيرتهم وتقواهم فواجهوا أعتى هذه الفتن، وحطموا سنابكها بصبرهم وجلدهم، وما كان لهم ان يتحولوا الى نجوم زواهر في تاريخنا لولا انهم كانوا امثولة في الثبات على الحق.
٦: تمعنوا جيدا في اسماء مصعب بن عمير وحذيفة وعمار وسلمان والمقداد وابي ذر وكميل ومالك الاشتر ومحمد بن ابي بكر ورشيد الهجري وعمرو بن الحمق وميثم التمار وزهير بن القين وحبيب بن مظاهر ومسلم بن عوسجة وجون والمئات غيرهم
اتحسبون اننا كنا نعرفهم لولا صبرهم وثباتهم في مسار الحق والعدل؟!
٧: ان كل المعطيات تشير الى حراك سنن الهية عظيمة، ومعها لا بد من ان يصاب المؤمن بحرارة التأديب الالهي فحصنوا انفسكم لتتحملوا، وامتحنوا ولائجكم التي تعتمل في قلوبكم، فان الولائج من دون الله هي اعظم سبل الانحراف، ولا تطمئنوا لكل متكلم فان الكثير من الزيف قد تسلح به اهل الفتن.
٨: ان النصر صبر ساعة كما يقول الامير عليه السلام والفتن لن تدوم اذ لابد من فجر وراءها وها هي طلائع الفجر تترى، ولكن تذكروا وعد الله لكم، اذ وعد الله ان ينصر من ينصره، وان ينجي من يؤوب اليه، وان يدافع عن الذين امنوا، وان يمددكم الله ان صبرتم واتقيتم.
٩: الله لن يخلف وعده اذ قال: ان الله يدافع عن الذين امنوا.. فآمنوا
والله لم ينكث عهده حينما قال:بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يمددكم ربكم. .فاتقوا واصبروا
والله صادق الوعد اذ قال:ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم.. فانصروا الله لينصركم.
١٠: سلوا القران العظيم كيف نجى اسماعيل ع ففدي بذبح عظيم؟ وكيف تحولت النار الابراهيمية الى البرد والسلام؟ وكيف نجي نوح واهله من الكرب العظيم؟ وماذا عمل موسى وعصاه بقوم فرعون وهامان؟ وكيف تخلص يونس من ظلمات البحار وبطن الحوت؟ وعشرات القصص الاخرى... ان في كل ذلك سبل خلاصكم ونجاتكم.
١١: نحن على مشارف مفترق تاريخي عظيم، وهذا المفترق فيه مسار الفرج ومسار الانحراف، فمن اعد واستعد سيكون من الذين اكرم الله تعالى، ومن اهمل وتواكل واتكل وتغافل فانه على موعد مع فتن ستطيح بمن كان يشق الشعرة بشعرتين، ومع فتن ستحول دين الناس فكيف ينتظر ان ينجو منها ليرزق حسن العاقبة؟
١٢: ولا تحسبوا ان الخطر يأتيكم من فتن الضراء او التي تاتي من العدو فحسب، بل ان اخطر الخطر يأتي من فتن السراء حيث النعيم الأخّاذ والترف والجاه العريض والمديح الذي يوقر الاسماع والبريق الذي يعمي الابصار والولائج التي تغلف القلوب، فلا تدع لكم بصيرة ولا تتيح لكم من نور.