سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :
بحمد الله وبكرامته انتهت زيارة اربعين الامام الحسين (ع) وقد كرر شعبنا الحسيني الولائي فعلته مرة أخرى ولكن بصورة ابهى وبمجد أعلى . هذه الصورة التي لوحظت في مراسم الأربعين والتي رسمت اعظم مسيرة في كل انحاء العالم بل وفي كل تاريخ العالم لم تحصل مسيرة كهذه المسيرة وإني متيقن لو ان هذا النزوح الذي رأيناه من كل المحافظات بإتجاه كربلاء لو أنه حصل في اي دولة من الدول لأسقط حكومات واسقط عروشا وتيجانا . هذه المسيرة التي قدرت بأكثر من خمسة عشر مليون إنسان جاء متلهفا وهو يقطع طريق التعب والضنك ، طريق البرد الشديد وطريق العناء الكبير وطريق الخطر الحقيقي المستطير ، جاء متلهفا ليلتقي بمعشوقه ابو عبد الله الحسين (ع) .
ماذا تعبر هذه المسيرة وماذا تعبر هذه العواطف فهذا من المبكر الحديث عنه ، ولكن تعالوا لكي نعقد مقارنات ونراقب الصورة من مجال أبعد من داخل من عايشها . فمالذي يؤدي بهؤلاء الزوار ان لا يكرروا فعلتهم في كل سنة وحسب وإنما يزدادون في كل سنة إباءا وإصرار وثباتا على هذا الطريق فمالذي يجعلهم يفعلون ذلك ؟ . أنا هنا اخاطب الباحثتين الاجتماعيين والباحثين الدينيين والباحثين السياسيين ، أبعدوا عنكم صورة هؤلاء الحفاة بمفردهم ولكن تعالوا وانظروا الى هذه الظاهرة التي لا يوجد لها أي مثيل في العالم ، فمالذي يجعل هؤلاء بكل هذا الحماس وهذا العنفوان ؟ .
وأضاف سماحته :
لو قدر أننا لو ذهبنا واتمنى لو ان وزارة الداخلية تفعل ذلك وهو ان نقوم بإحصائية عن طبيعة الجنح والجرائم التي ارتكبت خلال زيارة الأربعين مقرنة مع الأوقات الأخرى خلال السنوات فما الذي ستعطينا اياه وزارة الداخلية ، هل ستقول ان جريمة او جريمتين قد حصلت وفي الأوقات الأخرى من السنة هناك عشرات الآلاف من الجرائم فمالذي يحصل ايها الساسة وايها القادة وايها الأكاديميون ولماذا لا تدرسون شعبكم مالذي يصنعه وما الذي يفعله خلال هذه الفترة ؟ .
شعب لو قدر لنظرية علماء الأجتماع ان يسمونه بأنه بدوي النزعة وأنه سريع الفضب فلماذا لا نجد هذا الغضب ولماذا لا نجد هذه العصبية في زيارة الأربعين ؟ . انتم شاهدتم ونحن شاهدنا الآلاف من هؤلاء يقف وفي يديه بضع تمرات او مقدار من الطعام وهو يتوسل بكل من يمر به ويقسم بالله عليك تعال وكل مني . وقد كنت اتساءل عبر الطريق لو أن هؤلاء كانوا في محلاتهم في عمق الأسواق فهل يتوسلون بالناس ليشتروا من بضائعهم بهذه الطريقة ؟ ، لا والله لا يمكن ان توجد حالة من هذا القبيل . وهؤلاء كلهم من مشارب سياسية مختلفة فلماذا نجدهم متعاونون ومتفانون ومتقربون الى الله سبحانه وتعالى بخدمة بعضهم البعض . فالواحد منهم يمسك برجلك ويتوسل اليك لكي يقوم بتدليكها ، ونحن نستحي من خدمنا لو قدر لنا ان يكون لدينا خدما أن نقول لهم تعالوا ودلكوا لنا ارجلنا . فهذا الي يضع ماءا حارا وذلك الذي يضع الأدوية وكل هذا بدون تدخل من الدولة ، وهي حالة انفاق هائلة من شعب فقير ولكن سبحان الله طوال خمسة عشر يوم فيها البطون ممتلئة والمعدات شبعى ومرتوية ولا يوجد احد قد شكى من جوع او عطش والدولة بالتأكيد تقول انها لم تتدخل .
والله ان الكلمات لتقصر وأن البلاغة لتعجز عن أن تصف هذه الصورة ، فأنت تنظر أطفالا ونساءا وبنات صغيرات ورجال كبار وهذا العرج وذاك الكبير وهذا المريض كلهم متوجهون بحماس وبكل الشغف واللهفة الى ابي عبد الله (ع) . وانتم تعلمون في هذه السنة حالة البرد الشديد وسقوط المطار ولكن هل قال هؤلاء الناس اننا لن نخرج وهل كانوا مبالون بكل هذه الظروف ؟ . اين انت يا أمير المؤمنين فجماعتك في صفين كنت تتلوى وتتأذى منهم اذ تقول لهم اخرجوا في الشتاء فيقولون برد لا نحتمله وتقول لهم اخرجوا في الصيف في الصيف فيقولون حر لا نطيقه . وها هي شيعتك قد تقدمت لا حر يمنعها ولا برد يردعها ولا موت يثنيها عن ان تجدد البيعة لكم وتعلن استعداده لبذل الغالي والنفيس من اجل شرعتكم ومن اجل منهجكم . كانوا يتصورون انهم قد اخذوا الحكم من اهل البيت وهم فعلوا ذلك ولكن تخطيط اهل البيت (ع) هو أن يأخذوا الأمة وهاهي الأمة قد اخذت لأن خمسة عشر مليون ليس شيئا هينا ، وأنا زعيم بان اخواننا خارج العراق لو سهلت لهم الحدود واطلعوا على بعض مما يجري لجاءوا بالملايين وأنا هنا اناشد وأحذر هذه الدولة الكريمة . خمسة عشر مليونا في هذه السنة والمواكب كانت ممتلئة ومكتضة والطرقات مملوءة فأين انتم من التخطيط لما بعد سنتين او ثلاثة لمثل هذه الزيارة ومالذي سوف تفعلونه .
وعن الزيارة في السنوات القادمة قال سماحته :
في هذه السنة كنت اسير ما بين النجف _ كربلاء وفي الأعم الأغلب طريق يا حسين الذي افتتح للزوار كان مكتظا وطريق السيارت ايضا كان مكتظا فبعد سنتين أو ثلاثة مالذي ستفعلونه حيث ان وعي الناس في هذه القضية بدأ بالإزدياد والبركة التي رآها الناس لا يمكن ان يتخلون عن هذه الزيارة فما الذي ستفعلونه ؟ . لذلك يا رئيس الوزراء ياخواننا الأعزاء في محافظة كربلاء ومحافظة النجف اعطوا للطرق وللنقل أهمية وأولوية خاصة . ان طريق يا حسين اتعجب من ان الحكومة لا تنفق عليه فالمقاولون هم من تبرعوا واصحاب المواكب وانا اقولها هنا هيئوا لنا المجال ونحن سنبلط الطريق ونجمع دينارا دينارا ونبلطه نحن الحسينيون . فكيف وان مقاولوا النجف تبرعوا بتبليط هذا الطريق وتعهدوا بذلك .
اخواننا الأعزاء في مجلس محافظة كربلاء لقد مررتم على المواكب المتجاوزة وانا اعلم ان هناك تجاوزا ولكن مالضير اذا تركتم طريق السيارات لزوار الأمام الحسين (ع) وبدأتم بإنشاء طريق آخر ؟. واخواننا في النجف مالضير لو اعتنيتم بالطريق الستراتيجي لكي تتركوا هذا الطريق الى زوار الأمام الحسين (ع) حيث ان هناك بدائل كثيرة يمكن أن تشعروا اناسكم بأنكم مهتمون بسلامة وامن الزائرين ؟. وفي هذه السنة في السابع عشر من صفر نزلت السيارات على الطريق المخصص للزوار نتيجة الزحام الشديد والسيارات عندما تنزل على الطريق الزوار فما الذي تفعله بهم . لذلك يااخواننا في البرلمان انتم الآن تضعون الموازنة واخونا العزيز رئيس الوزراء واخواانا في المحافظات اعتنوا بطريق بغداد كربلاء . فما الضير في ان يفتتح طريقا من اليوسفية الى المسيب ويكون خاصا بالزوار حيث انه يختصر الطريق ويمكن ان يكون طريقا مؤمنا .
اعود الى طبيعة المسيرة وانا اناشد الأخوان الى ان ينظروا الى الأموال التي صرفت على ارواء وتغذية هؤلاء الزوار من الذي انفقها ونحن نعلم ان الدولة لم تقدم شيئا فمن الذي قدم هذه الأموال ؟ . فعلى مدى خمسة عشرة يوما على أقل تقدير تغذي خمسة عشر مليون انسان وليست تغذية قوت لا يموت وانما تغذية الأنسان المترف وأنا سألت الكثير من اصحاب المواكب بأي مبلغ بدأ موكبه فيقول بمئة الف ومنهم بخمسين الفا وهناك مواكب معدودة من المواكب الكبيرة التي هيأت عدة ملايين ولكن اي عشرات الملايين التي تستطيع ان تفي بغرض يوم واحد ! . وانا اتكلم عن يقين ان من أكل في هذه الزيارة انما أكل من مال الإمام (عج) فهو الذي انفق على هؤلاء الزوار وهو الذي حماهم ورعاهم ولا تخالون للحظة واحدة ان التاجر الفلاني او التاجر الفلاني . نعم التجار جزاهم الله خيرا ، بل الفقراء جزاهم خير فهم من قدم ولكن المبالغ العظمى التي انفقت على دفئ الناس وعلى طعام الناس وشرابهم ورفاهيتهم انما هي من الأمام (عج) ، وهنيئا لمن سار في مسيرة كان الإمام يسير معهم فيها ولا أشك في ذلك لا والله .
في العام الماضي اصبت بحالة هبوط في الضغط في مكتن واردت ان اجلس فلم اتمكن فتقدمت بضع خطوات واذا جلسنا عند احد اخواننا من اهل البصرة وهو لم يعرف من هم الذين جلسوا عنده ولكنه كان متلهفا لتقديم ما يستطيع ان يقدمه ثم نظر الي وبكى فسألته من اين انت فقال انا من البصرة ، فقلت له مالذي كنت قد اعددته للزيارة فقال جئت من البصرة ومعي مئة الف دينار وانا لدي سيارة نقل بضائع كبيرة ( تريلة ) فأتيت بها وقلت قد اخدم بها الزوار ولكن عندي امنية ان ابني موكبا لخدمة زوار الأمام الحسين (ع) ، وقد نظرت فلم اجد مكانا إلا فيما بعد خان النصف وهي ارض منخفضة عن الشارع بمقدار متر ونصف الى مترين ، وهنا وقفت كيف يمكن لي ان اهيئ هذه الرض فذهبت الى احد اصحاب ( الشفلات ) وقلت له كم تأخذ على الساعة الواحدة فقال أأخذ سبعين الف دينار ، فقلت ان تعديل هذه الأرض وتسويتها تتطلب من خمس الى سبع ساعات وعندها توجهت الى أبي الفضل العباس وقلت له ( يأ أبا الفضل انني جئت من اجلكم ) فقال والله لم تمر ساعة واذا بجرافة ( شفل ) قد جاء ومعه ثلاثة ( كاميونات ) قد اقبلت علي وقالوا لي يا حاج هل تريد ان نسوي لك الأرض وانا ابكي وعملوا بها وذهبوا دون ان اسألهم من اين انتم ومن ارسلكم .
ان الناس لن يتركوا هذا الطريق مع هذه المعاجر والكرامات ولكن يا دولتنا العزيزة تعالوا وفكروا بهؤلاء الناس ماذا لو تعاظمت اعدادهم . نحن في هذه السنة رأينا من الجاليات الأجنبية وهم مصممون على نقل الصورة الى اخوانهم ، ومن المغرب كانوا بأعداد كبيرة قد حضروا وقالوا اننا سننقل الصورة الى اخواننا وسنأتي بالآلاف منهم في السنة القادمة . ونحن رأينا انسانا صينيا بوذيا جاء ليضع اسمه مع زوار الأمام الحسين (ع) فهل تتصورون ان هذه القضية تمر من دون ان تترك اثرا ؟ .
ان السعودية ومكة تستقبل ثلاثة ملايين حاج في السنة وتنفق الدولة عشرات المليارات من اجل الأستعداد لموسم الحج فما بالنا نحن ؟ . ان اناسكم لا يريدون من الدولة ان تنفق على المواكب لا والله ولن يقبلوا بذلك ، ولكن تعالوا وأمنوا الطرقات وأمنوا الوقود . ان اخواننا في وزارة النفط لا اعرف كيف ينظرون الى الأمور وكأنها نظرة انسان لا يعرف ماذا يجري في المواكب حيث انهم يوزعون قنينة غاز واحدة فقط لكل موكب ؟ .
كما وجه سماحته الشكر الى الأجهزة الأمنية وقوات الجيش قائلا :
ان لساني يكل عن الشكر للقوات المرابطة في مناطق الزوار لا سيما الفرقة الثامنة والفرقة السابعة عشر ة والفرق الأخرى التي سهرت على أمن وخدمات الزوار . الجيش بطبيعته مسؤول عن أمن الزوار ولكن الشيء الذي رأيناه هو نقل وزارة الدفاع ونقليات القوات العسكرية كان لها مواقف أكثر من مشرفة حيث ينقلون الزوار من مناطق الزيارة بإتجاه مناطقهم ويجلبون الزوار من تلك المناطق الى مناطق الزيارة . ووزارة التجارة والنقل والموقف الجميل والكبير لوزارة الصناعة فجزا الله خيرا السيد الوزير الذي لم يكتفي بسيارات الوزارة وانما هيئ مؤسساته وموظفيه لخدمة الزوار . ففي هذه السنة كان هناك نفيرا في الوزارات من اجل تأمين الخدمات ، وأحد الوزراء اتصلت به وانا عائد وقد رأيت بعض الزوار على الطريق فأبلغني بعد ذلك بأنهم استمروا الى الواحدة فجرا وأيقظوا الزوار النائمين في الخيم ليوصلوهم الى أماكنهم . ان الجهد الي بذل هو جهد مشكور ولكن ياوزارة النقل ويا بقية الوزارات ان هذه المسيرة في كل سنة وفي كل سنة لدينا أزمة فمثل ما عملت هيئة الحج عندما وجدت ان لديها ازمة قامت بتأجير طائرات ، انتم ايضا عليكم ان تفكروا بزيادة اساطيل النقل او بإيجار الحافلات من البلدان القريبة .
وعن المشهد الأمني قال سماحته :
طبعا المسألة الأمنية ففي هذه السنة لدينا مشهدان ، المشهد الول لماذا في هذه المنطقة تحصل مجازر وهي منطقة الهندية والأبراهيمية وتحصل لدينا الأنفجارات ؟ . فليس صعبا لجهد استخباري ان يستمر ويعالج هذه الأمور بشكل جدي ، ولكن الصعب هو أن لا يجد الزائر الأمان في طريق الإمام الحسين (ع) رغم ان لدى الزوار من الأحاديث والعقائد ما يجعلهم يقتحمون كل مواطن الخطر ولكن أين الدولة ؟ .نعم الفرقة الثامنة قامت بدور عظيم ، وإن من يؤمن كل هذا العدد الكبير من الزائرين يكون لدى الأنسان نقص في المروءة اذا لم يشكر هذا الجهد . ولكن بالمقابل ايضا تحصل مثل هذه الأمور ولكن ان تحصل في كل سنة وفي نفس الموقع فهذا يعني ان لدينا مشكلة في داخلنا قبل ان تكون هناك مشكلة في قوة الإرهابيين .
والمشهد الآخر هو عندما حصل انفجار الإبراهيمية ثقوا بالله ان الزوار الذين كانوا على طريق النجف ـ كربلاء فزعوا بالالاف الى منطقة الإنفجار في الوقت الذي كان يظن الأرهابيون ان الزائرين سوف يهربون وكلهم يقولون ان زوار ابي عبد الله قد ذهبوا وانتخوا جميعهم لزوار ابي عبد الله (ع) . واخواننا في مضيف ابي الفضل العباس (ع) يقولون ان الناس دفعة توجهوا الى منطقة الإنفجار وهنا ياتي الإرهاب يهددنا في الشعلة وفي بعض المناطق ألا تتعظون ؟. ان هؤلاء الناس لا يجزعون من الموت ولا يخافون منه . لقد قتلتمونا طوال هذه السنوات فماذا وجدتم منا وماذا وجدتم لدى هذا الشعب من كرامة وهل رأيتموه شعبا ذليلا أم رأيتموه شعبا يشرف شعوب العالم في كرامته وفي قدرته على الصمود والثبات والإباء امام طغيانكم وامام جرائمكم وبربريتكم . ( قتلتم منا في الشعلة خمسين ولكن ثقوا بالله أن من هذه الدماء ستخرج الملايين وهي تهتف يا حسين ) ، هذه الأنفجارات اعطتنا مصاديق لشعار كنا نرفعه والكثير من الناس ربما لم يكونوا يفهمونه وهو الشعار الذي رفعه ابو عبد الله الحسين (ع) ( هيهات منا الذلة ) وصحنا من بعده ، فالسيارات المفخخة علمتنا ما معنى هيهيات منا الذلة لذلك جئنا اشد ثباتا على هذا الطريق .
انا في الوقت الذي اعزي فيه اخواني الأعزاء في مدينة الشعلة حفظهم الله تعالى وسترهم ادعوهم ان لا يعطوا لعدوهم فرصة في ان ينال من وحدتهم مع القوات الأمنية وادعو الى محاسبة جادة للقوة التي تسببت بهذا الخرق وكانت مسؤولة عن هذه المنطقة واتمنى لو ان السيد رئيس الوزراء يطلع اهالي منطقة الشعلة على أقل التقادير على الذي سيحصل مع هؤلاء . فالأرهابيون نحن نعرف اعمالهم ولا نستغرب وستبقى هذه أعالهم فسجيتهم هي هكذا منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى البشرية ولكن نريد لكي تتطمئن الناس هو ان يطلعوا على اجراءات حازمة حتى لا يتكرر هذا المشهد . قبل ذلك كانت هناك جريمة في مدينة تكريت ووقى الله سبحانه وتعالى مدينة الموصل في تلك الفترة من مجزرة وحصلت مجزرة ايضا في مدينة ديالى ، فالحمد الله كانوا سابقا يقولون ان السنة تقتل الشيعة والآن هؤلاء البرابرة من التكفيريين ومن تحالفهم مع حزب البعث ابتدأ بأخذ رؤس السنة والشيعة على السواء . وان أملي في مزيد من وحدة هذا الشعب رغم هذه الجرائم ونتمنى من الحكوماة الى المبادرة في المزيد من طمأنت الناس من خلال اجراءات كفيلة تعزز الأمن وتقلل الأختراقات رغم انني أزعم أن الكثير من الجرائم تأتي من داخل الأجهزة الأمنية فهناك اختراقات جادة حصلت وعلى الأمنيين ان يبادروا لأتخاذ الأجراء المناسب لأيقاف هذا الأختراق ولعل أول أجراء هو ان تحدد الكتل السياسية موقفها من الوزارات الأمنية وتحدد لها قيادات مسؤولة وبعيدة عن التعصب الحزبي والطائفي وتكون وطنية الولاء وتقدم خدماتها لكل الناس .
وختم سماحته الخطبة بالقول :
ولا يفوتني ان أقدم جزيل الشكر القنوات العراقية على موقفها النبيل في تغطية زيارة الأربعين لا سيما قناة آشور المسيحية التي كان لها دور متميز في هذه السنة في تقديم صورة عن ذكرى الربعين وعن مواقف الحسينيين . أما أبناء الشعب فلا والله لا يكفي ان نقول لكم شكرا يا ابناء الحسين ويا ابناء امير المؤمنين ولا يمكن ان تكفي كلمات ان نضع ارواحنا تحت اقدامكم ونتشرف بذلك لأنكم ضربتم مثلا اعلى في الفدائية والأخلاص لخدمة درب ابي عبد الله الحسين (ع) ونحن ما وجدنا انفسنا الا خداما لهذا الدرب وإلا مضحين من اجل تعبيد هذا الدرب .