بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : التزاما بنصح المراجع العظام وتلبية لرغبات الأخوة سأجد نفسي في البرلمان بعد تشكيل الحكومة لأكون خادما لهؤلاء الناس ومدافعا عن حقوقهم


الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : التزاما بنصح المراجع العظام وتلبية لرغبات الأخوة سأجد نفسي في البرلمان بعد تشكيل الحكومة لأكون خادما لهؤلاء الناس ومدافعا عن حقوقهم

قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :

في حديثي هذا الأسبوع مازالت مشكلة الحكومة لم تشهد الأنفراج بعد وان كانت الأمور تسير نحو الانفراج ولحد الآن لم تتبلور الصورة بشكل طبيعي عن نظام النقاط الذي يعمل به فضلا عن ما تسمعونه من ان الوزارة الفلانية سيكون عليها فلان والوزارة الفلانية سيكون عليها فلان فكل هذه الامور مجرد تسريبات لا صحة لها ويبقى الأمر متعلق بما بعد مسألة تعيين نظام توزيع الحصص ما بين الكتل النيابية . وبعيدا عن هذا وذاك انا اعتقد ان الكتل معنية بأن تبرئ ذمتها امام شعبها الذي انتخبها وبالنتيجة لو عملة بهذه الطريقة وسط المماحكات التي حصلت بين الكتل السياسية يمكن لنا ان نشاهد وزراء اقوياء . انا اخشى ان الحديث عن الكفاءة وعن الخبرة سيؤدي بنا الى ان نأتي بوزراء ضعفاء وما نتحاجه هو وزير قوي يستطيع ان يحول وزارته الى قوة تستطيع ان تحقق البرنامج المكلفون به ، اما وزير مهني يكون تحت ضغط هذه الجهة مرة وتلك الجهة مرة اخرى ويخاف من هذا ويجامل ذاك بالنتيجة لن يبقى هناك عمل ولن يتحقق شيء .

الجدل الموجود بين الكتل السياسية والصراع الذي حدث يمكن ان يفضي الى رغبة لدى هؤلاء حتى يؤمنوا انفسهم باعتبار ان الوعود او الكلمات او العمل السياسي لا يسند الى النوايا ولا يمكن ان يقبل بكلمات مجرد كلمات . فاذا كان الاصل هو الحصول على ضمانات فانا اعتقد ان الوزير القوي هو الضمان ، اما الخبرة فحذاري لأنها قد اتؤدي الى ان نأتي برجال العهد القديم فرجال العهد الجديد ليس لديهم خبرة وفي الفترة السابقة قالوا لابد من ان نأتي برجال ذوي خبرة يعني لديهم اكثر من عشر سنوات ممارسة وفجأة وجدنا ان اغلب المدراء العامين كانوا من البعثيين وبالنتيجة تحولت الدولة دفعت واحدة الى ان البعثييو الذين اخرجناهم من الباب دخلوا من الشبابيك العريضة ! .

وأضاف سماحته :

انا لا اقول لان رجال العهد الجديد ليس لديهم خبرة ولكن يجب ان لايكون هذا الشعار مدعاة الى ان تغطى عملية اعادة البعث بالطريقة التي تمت في السنوات الأربعة الماضية . وانا اؤكد على كلامي السابق ان الوزير ما نحتاج اليه هو ان يكون قائد ، فوزير الأسكان على سبيل المثال ليس بالضرورة ان يكون مهندس او معماري ، فوزارة الأسكان ليس فيها بناء فقط وانما فيها اموال واقتصاد وعقود وادارة فالوزير القوي عندما ياتي في ذلك الوقت يكون وكلاء الوزير والمستشارون والمدراء العامون هؤلاء هم اصحاب الختصاص أما الوزير فعليه ان يدير هؤلاء جميعا ويدير الموال والمسألة القانونية والمسألة المهنية . نعم محتاجون الى الخبرة ولكن ان أأتي بالخبرة وأفتقد الى النزاهة او الخبرة اكون قد رقعت في مكان ومزقت في اماكن اخرى . بينما عندما نقول اننا نحتاج الى رجال اقوياء ونصيحة ان يكونون رجال ساسة فهؤلاء بالنهاية يخافون على السمعة العامة اكثر من سمعته الشخصية فهو يريد ان تنجح جماعته وذلك من خلال انجاح عمل الوزارة حتى يقال ان الوزارة نجحت لأن من قادها من المجموعة الفلانية وان الأنتخابات قادمة لا محالة خصوصا وان الأمور تتجه نحو السؤال الطبيعي والصحيح " مالذي قدموه لنا " ؟ .

الناس كانت لديها صور غامضة وتتساءل عن كيفية الحديث عن هذا او ذاك بهذه الطريقة والآن رأوا الكثير من الأشياء وعرفوا صحة الاحاديث من عدمها والخلاص من خلال ان يأتي وزراء اكفاء واقوياء يضمنون نزاهة العمل الحكومي ، واما غير ذلك فأنا اعتقد ان العملية عملية تغطية للسيطرة وعملية تمرير لبرامج خاصة وليست برامج حكومية .

وتحدث سماحته قائلا :

الامر الثاني فيما يتعلق بالقرار الموفق لمجلس محافظة بغداد في منع نوادي الخمور ومحلات بيع الخمور ، هذا القرار منسجم مع الدستور ومتطابق مع القانون العراقي واتعجب من بعض المتحذلقين باسم الحرية ان يقفزوا على حرية الاخرين من خلال اتحد ثان الدستور كفل الحرية والانسان يريد ان يتعاطى الخمر او لا فهو حر أو كما يقولون " عيسى بدينه وموسى بدينه " ولكن ايضا الدستور قد تحدث عن ثوابت الأسلام المجمع عليها وثوابت الأسلام لاشك ولا ريب هي حرمة التعامل مع الخمور . الدستور تحدث عن احترام القانون والقانون يمنع بيع الخمور والمتاجرة بالخمور ، أما من يريد ان يشرب الخمر في بيته فلا احد يطرق الباب ويقول له ان الخمر ممنوع عليك . ولكن الصورة العامة التي تعطي صورة المجتمع وتحافظ على الحريات العامة يجب ان لا تنتهك باسم الحرية فأنا حر فهل استطيع الخروج عريانا الى الشارع !؟ سيقال لي انك بحرية هذه تريد ان تعتدي على حرية الآخرين .

تصور بعض العلمانيين انهم ينصرون القضية ضد المتدينين فحتى لو عنونت بهذا فانه فخر للمتدينين ان يلتزموا بشيء لا يمس عقولهم ، فما هو السكران ؟ ، انه يهين العامة ويهين نفسه والقانون لو اراد شخص ان يجرح نفسه او اراد ان ينتحر فهل يسمح له القانون ويقول ان هذه حريتي ؟! . كذلك اهانة العقل بشرب الخمور وتعاطي المواد المذهبة للعقل هو انتهاك للحرية العامة والحفاظ على عقول الناس و على وعيهم حتى لا يغرر بهم هذا امر نطالب به الحكومة وأنا اشد على أيادي اخواننا في مجلس محافظة بغداد وادعوهم الى المزيد وادعوا خواننا في وزارة الداخلية الى العمل بحزم في هذه القضية وهم مسؤولون عن تطبيق القانون وانا اتعجب ان محلات بيع الخمور والملاهي تحرسها الشرطة وتحرسها قوات الامن ؟! . 

وفي الشأن الفكري والعلمي قال سماحته :   

المسالة الثالثة التي ادعو لها ، نحن في الأسبوع الماضي افتتحنا مكتبة جامع براثا وافتتاح المكتبة كانت به خصوصية لأن المكتبة من المكتبات القليلة الجديدة في تنوع المعلومات والعلوم التي تتواجد فيها ، فالكتاب الاسلامي مع كتب الاديان الاخرى مع الكتب العلمية التطبيقية والعلوم الأنسانية كافة بحيث ان طلاب جامعة بغداد والباحثين يمكن ان يجدوا واحة غناء فيها كل ما يريدون . وحتى كتب الطبخ وكتب الاطفال جئنا بها والأصل هو ان ننشيء هذه الفكرة وهي  " توحيد الجامعة مع الجامع " ، عقول تنمو بدون قلب ووعي ينمو معها تحصل على مخترع القنبلة الذرية عقل كبير جدا تحت ايدي لا أخلاقيات لهم صنع لنا ناكازاكي وهيروشيما وما الى ذلك من اسلحة الدمار الشامل . السلحة الكيمياوية صنعها العلماء ولكنها عندما وضعت بيد لا اخلاقيين صنعت حلبجة وصنعت مجازر الحرب العالمية وكثير من الأمور التي يخاف منها العالم الان بسبب ان العقل وضع بأيدي شريرة فأكثر من عشرة الاف مليار تصرف سنويا على صنع وشراء السلحة !!! . تصوروا لو ان هذه العشرة الآف مليار وضعت في ايدي اناس اخيار فما الذي ستفعله ؟ ، بالتاكيد ستنشيء المزارع والمصانع ومعامل وأشكال كثيرة من حالات الرفاه الاجتماعي . لذلك فان الحل لهذا الشعب ولنهضة هذا الشعب هو ان تكون لديه عقول مؤتمنه من خلال قلوب صافية وقلوب تريد ان تخدم .

أول امس كشف زعيم تنظيم القاعدة واذا بـ " الأفندي " حامل لشهادة الدكتوراه ومدرس في الجامعة ولكنه قاتل بدرجة متميزة جدا فهذا هو العلم الذي نطلبه ؟!؟! . الآن مسعى المكتبة بادارتها الموقرة هو انهم اطلقوا دعوة الى ملتقى فكري بعد صلاة الجمعة بساعتين او ثلاثة ساعات وهذا الملتقى سيكون فيه حوار فكري بعيدا عن السياسة فهو حوار فكر مع فكر ومع الأيام سيحضر اناس علمانيون واناس آخرون بحيث اننا سنشهد حالة الرأي والرأي الاخر . طبعا ساحتنا للأسف الشديد بسبب انشغال قادة الثقافة الاسلامية في الأعمال السياسية جعل الجانب العلماني ينفرد بكثير من شبابنا في الجامعات وحالة عدم التسامح في الثقافة من اين ما جاءت اوجدت لدينا ثقافة الفضائيات وثقافة التمثيليات وثقافة الأفلام وما الى ذلك في حين اننا كنا سابقا وثقوا بالله نقتطع من لحومنا من اجل ان شتري الكتاب ، وقبل مدة ذكرت قصة الامام الراحل السيد محسن الحكيم (رض) يقول في ايام كتابتي لكتاب ( مستمسك العروة الوثقى  ) وهو الكتاب الذي يتتلمذ عليه المراجع الكبار وهو واحد من اهم المجموعات الفقهية للمذهب ، يقول احتجت الى كتاب وبحثت عنه فقالوا ان هذا الكتاب موجود عند فلان والظاهر ان فلان قد اقسم قسما ان لا يعطي الكتاب الى احد فيقول ذهبت اليه وقلت له اريد ان استنسخ هذا الكتاب فقال لا استطيع لأنني قد اقسمت واذا تريدني ان لا احنث بالقسم فلا تضغط علي فقلت له لا التزم بالقسم ولكن اسمح لي ان احضر الى مكتبتك وانا اقوم بنسخه عندك ، فاجاب انت تعلم ان لي عائلتي ولدي ضيوفي وبيتي صغير جدا فليس من المعقول ان تاتي كل يوم تجلس لساعات ، فقلت له طيب اجلس على باب الدار فأجابني ماذا ستقول الناس انني تركت سيد محسن في الباب !! واخيرا اتفقت معه على ان أحضر كل يوم الساعة الثالثة ظهرا في ايام الحر الشديد في النجف واغطي وجهي بعباءتي حتى لا يعرفني احد !!! .

الثقافة الآن مبذولة ولكن الناس ليسوا في هذا العالم علما انه اعز صديق واخلص صديق هو العلم والكتاب ولا شيء آخر اعز منه فالأصدقاء رأينا منهم غدر وخيانة او صديق احمق يقدم لك نصيحة غير صادقة . ونحن امامنا معارك كبيرة وتحديات كبيرة لذلك علينا ان ننصاع الى اللتزام بهذه التحديات .

وختم الشيخ جلال الدين الصغير الخطبة بقوله :

تبقى النقطة الاخيرة : بالنسبة الى وضعي الشخصي في البرلمان فهناك ضغوط كبيرة تعرضت لها خلال هذه الفترة والمراجع العظام حفظهم الله الى الكثير من اخواننا يتحدثون عن ان برلماننا الحالي لا يوجد فيه من ينادي ومن يصرخ مطالبا بلقمة الناس وخدمات الناس وقراري السابق هو عدم الدخول في البرلمان حتى على نظام البدل وبيني مابين الله كانت رغبتي جدية في التفرغ الى عملية التثقيف والتأليف والبعد عن المماحكات التي رأيناها وللأسف الشديد من الكتل السياسية يمكن ان لا تحمي حق بقدر ما تحمي مصالحها ولذك في كثير من الأحيان وجدنا انفسنا وحدنا نصرخ وغيرنا ربما يرتشي وربما يداهن وبالنتيجة رأينا ان المعركة لا طائل من وراءها ولكن التزاما بنصح وجه الي من المراجع العظام وتلبية لرغبات الاخوة انا قبلت وربما خلال الاسبوعين المقبلين اذا تشكلت الحكومة سأجد نفسي في داخل البرلمان عسى ان يوفقنا الله عزوجل ان نبر بهؤلاء الناس وقراري ان لا أتخلى عن هؤلاء الناس وان ابقى خادما وما احتاجه هو دعاؤكم ان لا نخضع اما الأغراءات وان لا نركع امام للتهديدات كما مارسنا عملنا في الفترة المنصرمة .

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
25 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :4931
عدد زوار الموقع الكلي: 27348753
كلمات مضيئة
قال الإمام الهادي عليه السلام: كفارة عمل السلطان قضاء حوائج الإخوان.