قال الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :
بحمد الله ان الزيارة الشعبانية قد اضافت الى جيد هذا الشعب الكريم وساما جديدا وهو وسام الولاء ووسام العشق لأهل البيت ( ص ) ، هذا الوسام الذي ناله زوار ابي عبد الله الحسين ( ع ) وهم يعرفون ان زيارتهم ستكتنفها مخاطر كبيرة وأذى كثير ولكنهم عندما عشقوا الحسين لم يعرفوا عشقا آخر ن وحينما عرفوا ان الراحل الى الأمام الحسين هو الفائز لم يطلبوا فوزا غيره . ساروا وكان الغدر يتعقبهم في كل مكان فلم يبالوا بذلك اطلاقا وابرزوا مرة اخرى من المرات الكثيرة التي فعلوها في السابق بأنهم يتحدون كل الصعوبات من اجل ابقاء الألتزام بخط اهل البيت (ص ) ، وهنا لم يبالي الزورا بالحر الشديد وقد صادفت الزيارة في اشد الأيام حرارة لم يبالوا بهذا الحر ، لم يبالوا بغدر الوحوش البشرية وبرابرة الارهاب الذين كانوا يحاولون ان يتربصوا بهم في كل دائرة ولكنهم بقوا اصحاب هامة عالية لأن همتهم كانت عالية .
وهنا اود ان اهمس في اذنين ، اذن الذين يريدون ان يفسدوا هذا الشعب وان يخرجوه عن طريق هذا الدين ويجعلونه من المتحللين اخلاقيا والمنحلين سلوكيا . مئات الملايين صرفت وآلاف الساعات من الدعاية والعلام المبني من اجل افساد هؤلاء صرفت ايضا . وربما لاح لكم ان فلانا او فلانا قد خرجوا عن هذا الطريق ولكن هل رأيتم هؤلاء الذين خرجوا عن هذا الطريق قد بقوا على خروجهم في يوم الخامس عشر من شعبان او في العشرين من صفر او في العاشر من محرم .
وأضاف سماحته :
كان المجرم حسن العامري وزير التجارة السابق يقول لنا في سجن رقم واحد ايام انتفاضة الربعين حيث اخذوا المعتقلين الى سجن رقم واحد في معسكر الرشيد كان يقول لنا اننا نشتغل سنة كاملة من اجل اخراج الناس من هذا الطريق وانتم في يوم واحد تعيدونهم الى ماتريدون ان تقوموا به . وقد جاءت الأنتفاضة الشعبانية المجيدة وهي تصادف هذه اليام المباركة وهي فاضحة لكل الجهود التي بذلها حزب البعث والفريق العلماني الذي كان يعمل معه او له بأن جهودهم كلها كانت خائبة لان الذين خرجوا كان حزب البعث كان يتوقع ان هؤلاء هم الذين سينفذون مشروع حزب البعث . كثيرون منهم كانوا مساقون الى الطلائع او الفتوة او الجيش الشعبي في فترة من الفترات ولكن حينما جاء داعي اهل البيت نسى هؤلاء كل هذه الجهود ، وهذه تجعلنا ايضا نهمس في آذان الاسلاميين الذين يرون اناسهم سابقون لهم في طبيعة عشقهم لأهل البيت وفي طبيعة التزامهم بطريق اهل البيت بينما نحن نعرف بأن بعض من كان يحمل اسم الأسلام ظل يستحي من ان يحمل هذا الأسم والبعض قال اننا علمانيون بينما هذا الشعب لايريد الا هذه المدرسة ولا يعشق الا من يؤدي الخدمة في هذه المدرسة . هذا التفاني على خدمة الامام الحسين بل خدمة خدام الحسين (ع) مالذي ينبيء السياسي وماذا يمكن للسياسي ان يقرأ فيه ؟؟ ، هذه الزحوف التي زحفت في الحر فلم تبالي وزحفت في البرد فلم تهتم وزحفت في وسط الموت فلم تركع وهددت بل فجرت بل قطعت ولكنها ظلت مرفوعة الهامة حبا بأهل البيت وعشقا لهذه المدرسة مدرسة الأمام الحسين (ع) .
وتساءل سماحته عن ما قدمه السياسيون قائلا :
ماذا قدمتم بالله عليكم لهذا الطريق ايها الساسة الأسلاميون ، ماذا قدمتم للشعائر وماذا فعلتم لهؤلاء الناس في رحلتهم ؟؟ . لا تقولوا اننا انفقنا لان الناس انفقت اكثر منكم وعجيب هذا الأنفاق شعب فقير وشعب يئن ويعاني ولكن هذا الفر لا تراه في شعائر الحسين , بل الفقير يتفانى كيف يحرم نفسه من المال الذي هو احوج ما يكون اليه ولقد رأيت من تنساب دموعه من عينه لأن ماله لم ينفق في هذا الطريق ولقد رأيت نفس الدمعة ولكن بطريقة اخرى لدلى فقير من الفقراء حينما تبرع بمبلغ زهيد وقبل هذا المبلغ واخذ منه كان يبكي ويقول هنيئا لي لقد ثبت في سجل الامام الحسين (ع) . ايها الساسة قواعدكم هذه ، قواعدكم عشاق للأمام الحسين (ع) فهل عشقتم هؤلاء العشاق ؟؟ كيف ستقابلون الله سبحانه وتعالى وكيف ستقابلون الامام الحسين (ع) حينما يقولون لكم ماذا قدمتم لزواري .
انا اذكر هنا قصة للمقدس السيد آية الله السيد حسين مكي العاملي كبير علماءنا في سوريا آنذاك وقد كان هو المهتم ببناء قبر الصديقة الحوراء زينب (ع) يقول ابنه آية الله علي مكي حفظه الله رأيته في يوم من الأيام يبكي بكاءا شديدا بل يصرخ وينادي علي فقال اذهب ونادي فلانا وفلافا وفلانا وهم المجموعة المكلفة ببناء مرقد السيدة زينب (ع) . مالأمر سيدنا قال رأيت اليوم السيدة زينب (ع) تقول لي ( سيد حسين زواري ينزل عليهم المطر ) هذا المقدار ، مشروع جاد ومستمر ولكنه تاخر قليلا فعتبت الصديقة الحوراء !!. تعالوا ياساسة هؤلاء الناس هم الذين وضعوكم في كراسيكم وهم الذين اوجدوا لكم كل هذا الجاه الموجود عندكم ، بالله عليكم حينما رايتموهم يتقدمون في هذا الطريق هل سألتم عن شيء اسمه فقدان الكهرباء وان القطع اربع ساعات في بغداد مقابل ساعة واحدة وياليتها لا تأتي لأنها حينما تاتي تأتي لتحرق اجهزة بل تأتي لتحرق اعصاب الناس . في صيف العراق اللاهب درجة الحرارة 49 هل قلتم لنفسكم نحن اليوم في اشد اليام حرارة هل قلتم ماذا يفعل الناس ، هل جربيتم واطفأتم كهرباءكم ومكيفاتكم لكي تجلسوا كما يجلس هؤلاء الناس ؟! . هل جربتم ماذا يعني الطفل الرضيع حينما يحتبس بحرارة الحصف الذي ينبت على جسمه ؟! هل فكرتم حينما تنقطع الكهرباء وينقطع الماء وتنقطع السماء ماذا يحص بالناس ؟!!! . قطعا الامام الحسين ع لا يريد منكم زيارة ولا يريد منكم دعاء ، الأمام الحسين ع يريد منكم خدمة وبر بهؤلاء الناس .
الأنكى من كل ذلك ياتي وزير يمنع الناس من ان تلأخذ بنزينا من المحطات ليشغلوا المولدات ؟؟!! . الناس العاديون لا يأخذون ولكن تجار السوق السوداء ياخذون ، السوق السوداء عامرة بينما ماطورات الناس فارغة . هل قلتم في انفسكم اين سيذهب الناس . والانكى من ذلك انكم في مشكلة الحكومة لا زلتم تتفرجون ولا زال ينتظر اللحظة التي يغتنم فيها الجائزة جائزة تضحية الناس وجائزة عرق الناس التي اعتبرها جائزة من اجل كرسيه ومن اجل منصبه ومن اجل راتبه ومن اجل الخير الذي سينزل عليه من خلال هؤلاء الناس ومن خلال تعبهم . هل فكرتم في هذا الحر الشديد كيف يمكن ان تخرجوا للناس وانا اعرف انكم لن تقدموا كهرباءا واعرف ان الخدمات لن تأتي ولكن على الأقل من يخرج ليعتذر الى الناس ، من يخرج ليوضح الصورة الحقيقية الى الناس لا يضلهم ولا يضللهم ، من يخرج ويقول انا أخطأت واعتذر . اموال عظيمة صرفت خلال هذه السنوات وفي كل سنة نوعد ولكن مالذي حصل ومالذي جنيناه .
منذ ثلاث سنوات صرخت من على هذا المنبر بأن الكهرباء ازمة ومهزلة فعالجوها . فالصراخ بدلا من ان يكون من اجل الكهرباء تحول الصراح ضد الشيخ الصغير لأنه يريد ان يسقط حكومة من خلال اثارة ملف الكهرباء !!!.ايحتاج احد ان يتذكر ان الكهرباء لا وجود لها ؟ ، ثلاث سنوات ونصف كان الكثيرون يتفرجون ويوقلون هذا صراع سياسين ما بينهم .
وعن عدم دخوله الى البرلمان الجديد قال الشيخ الصغير :
أنا انسحبت طوع ارادتي من ان ادخل في البرلمان وكل من يقول ان هناك ضغوط سلطت مشتبه تماما . انا الذي يضغط علي لحد هذه اللحظة في ان ابادر مع اي فراغ لكي اعود الى البرلمان ، وانا والله متزمت في ان ابقى خارج هذه الدائرة حينما ارى ان صراخنا لم يتحول الا الى ضر وكل جهودنا التي بذلناها لم تأتي الى الناس بما كنا نتمناه للناس ، ولكن على اية حال وفي هذه الازمة وفي تموز اللاهب وسيأتينا ما يسمى بلآب اللهاب وانا اعرف بأن الأمور ستبقى كما هي ولكن لدي تساؤل يشهد الله انني لم افهمه ( لماذا حينما خرجت الناس تتظاهر نزلت الكهرباء على الناس ) !!!!!! . يومين وثلاث ايام تنعمت الناس بالكهرباء ولكن بعد ذلك لا ندري اين ذهبت الكهرباء او اين خزنت كيف خزنت انا لا اعلم . هذا واقع نحن رايناه وانتم رأيتموه ايا ما يكون اخواني فانا والله لا اجد في نفسي ما يمكن ان اعبر عن الأذى والألم الذي يعاني منه الناس .
تبقى القضية الأخرى والمشكلة الكبرى هي تشكيل الحكومة ، وانا كل اسبوع اهتف بأني لا ارى في الأفق حكومة وهذا الأسبوع اكرر " لا ارى في الأفق حكومة " . متشبثون بمواقعهم ومتشبثون بمناصبهم وليحترق الجميع من اجل ان آخذ او احتفظ الموقع . الصورة كما هي سأتحدث عنها بصراحتي المعهودة :
اولا ( البرلمان حينما قيل ان جلسته ذهبت الى اجل غير مسمى انما اعلن البرلمان اعلانا اوليا عن وفاته مسبقا ) الدستور كان قد اعلن عن مواعيد محددة وبطريقة محددة ولكن للأسف الشديد لما جرى الاخلال بالدستور فتحت علينا ابواب الاخلالات الاخرى وبالنتيجة الآن نحن مهددون ما بين ثلاثة قضايا . اما ان يبقى الحال على ماهو عليه ، الحكومة تصريف اعمال والبرلمان معطل والشعب هو الذي يتلظى ، واما ان ياتي يوم الرابع من آب ليتحدث عن تدخل اممي وارجاعنا الى نقطة الصفر في مسالة السيادة ليعينوا هم حكومة لنا وهذا يعني تعطيل البرلمان وانتخابات جديدة ومعناه ما معناه ، واما ان ندخل في الفراغات الامنية وما جرى امس في الاعظمية وقبلها في ابو غريب وفي مناطق اخرى ينبئك باشياء خطيرة تحصل على الارض .
وفي الوضع السياسي المضطرب قال سماحته :
الصورة الموجود ، الأئتلاف الوطني طلب من دولة القانون ان تقدم مرشحا آخر غير السيد المالكي ، والعراقية قالت انها لن تقبل بالسيد المالكي ، والتحالف الكردستاني قال انه لن يشترك في حكومة ليس فيها الفريق السياسي الفلاني والفريق السياسي الفلاني وبالنتيجة لا يوجد ما يمكن السيد المالكي من الفوز طلاقا .
دولة القانون على العكس تشعر انها مدانة الى السيد المالكي لأنهم حصلوا على اصواتهم بفضل كونه رئيسا للوزراء وبفضل سمعته التي كونها خلال هذه الفترة . بين تشبثهم بهذا الموقع وتشبث الأئتلاف الوطني والآخرين بأنه لا يريد بقي الدائرة تدور الناس فيها في حلقة مفرغة . المشروع الأمريكي من الواضح انه لا يلاقي استجابة لانه اراد تحالف بين العراقية ودولة القانون لتشكيل حكومة . والآخرون قالوا على سبيل المثال المجلس الاعلى قال لن نشترك في حكومة لا نطمئن انه ستنجح . التحالف الوطني لا زال قائما ولكنه بدون مشروع وللأسف ، مع ان الأئتلاف الوطني طلب مرشحا آخر من دولة القانون ونصائحنا في ان ينتخبوا مستقلا بعيدا عن كل هذه الجهات وقريبا من كل هذه الجهات . اخواني الأعزاء القضية لا تتعلق برغبات شخصية ، منصب رئيس الوزراء يجب ان يرضي الجميع وليس من المعقول ان نرضي انفسنا ولا نرضي الآخرين فهذه حكومة فاشلة سلفا او مشروعا فاشلا في البرلمان لأننا بالنتيجة نحتاج الى اصوات ولا يمكن ان تؤمن هذه الأصوات بتحالفين . منذ البداية قلت وقبل ان تظهر النتائج قلت ان اي تحالف بين قوتين لن يؤدي الى نتيجة ، ويا ليت اخوتنا لو سمعوا لما استغثنا وتوسلنا قبل الانتخابات تعالوا واتحدوا لما كانت لدينا هذه المشكلة الآن . توسلنا فقالوا انها ذلة وتذلل وقلنا نحن نرضى بأن نكون اذلاء من اجل وحدة الصف ولكن للأسف الشديد لم يحص هذا الأمر ونحن اليوم امام واقعيات وهذه الواقعيات لا تتصورون ان القضية محتاجة الى مئة وثلاثة وستون صوت ابدا فاي جهة لا يمكن ان تدخل المشروع اذا لم تؤمن المناصب الثلاث رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان . وانا ازعم ان التحالف الوطني غير قادر ويمكن ان ينظم اليهم الأكراد ولكن تبقى النسبة ناقصة وانا بيني مابين الله اقولها ان العراقية مشتبهة جدا اذا تصورت ان تشكل حكومة من دون دولة القانون وانا اذكر اخواني الأعزاء الذين همست في آذانهم واعتبروها تشنج مني في الأيام الأولى لنهاية انتخابات مجالس المحافظات قلت لبعض من فاز انتم من خسرتم فقالوا نحن فائزون قلت نعم فزتم بالكراسي ولكن خسرتم الثقة والمعركة معركة ثقة . والآن الصورة اشبه بالقاتمة وحتى ما قيل ان الكتل السياسية اتفقت على حكومة تصريف الأعمال فحتى هذا الاتفاق اقول انه مخجل لأن الدستور يتحدث بان الحكومة يوم 16/3 اصبحت حكومة تصريف اعمال ، هذا اجتماع الكتل السياسية والحكومة غير ملزمة به ولكن الدستور هي ملزمة به . وعلى كل حال فان هذا الشعب لا يستحق الذلال وكل هذا الحرمان فهذا الشعب يحتاج الى نجدة والى اغاثة والخوان قادرون على ان يتخلصوا من انانياتهم وان يرتحلوا الى مصالح الناس ، ايها السادة قد تواجهون انتخابات جديدة فماذا تفعلون ؟! .