قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :
سعير الحملات الدعائية ارتفع واشتد ولم يبق امامنا في مسار الانتخابات الا ايام قليلة بها يتعلق مصير البلد بأكمله ، فاما ان نكرر الاخطاء التي حصلت في السابق واما ان نستفيد من تجاربنا ونفتح الآفاق لعراق جديد لا ينتهك فيه القانون باسم القانون وانما عراق يحترم فيه القانون باسم المواطن ، ولا يعتدى فيه على الدستور بقدر ما يحترم الدستور ويقدس ولا يعتدى على اموال الناس ومصالحهم بقدر ما تحمى اموال الناس وتصان . عراق ينظر الى المسؤولية لا بعنوانها غنيمة تؤخذ او جائزة تعطى وانما ينظر الى المسؤولية بعنوانها مسؤولية تلقى والى المنصب بعنوانه بلاء وتكليف كبير من الله سبحانه وتعالى وبه يختبر الناس في دينهم وفي وطنيتهم وفي طبيعة نزاهتهم .
وقال سماحته :
هنا اكثر من موضوع يجب ان يشار اليه ولو بشكل سريع ، واول هذه المواضيع : لحساسية الأنتخابات رأينا ان المراجع العظام واحدا بعد الآخر اصدروا بيانات تشدد على الحضور ولاتسمح بعملية العزوف عن الأنتخابات . وهنا الكثيرون بعد ان نظروا الى هذا وذاك واستمعوا الى هذا وذاك وكحلت اعينهم بهذه الغابة الكبيرة من الصور والملصقات ، امامهم جملة من الامور يجب ان ينتبه لها وعلى رأس اولويات هذه الامور هو اننا حتى لو قدر اننا لا نرى احدا من هؤلاء يليق بالأنتخابات ويليق بالترشيح يجب علينا في البداية ان نخرج تلبية لنداء المرجعية وبمعزل عن هذا وذاك وبادئ ذي بدء نقول ان السادة دعونا وعلينا ان نلبي ، فكل هذه الفترة نحن نتحدث عن انفسنا اننا جند المرجعية واننا طوع المرجعية وهاهي المرجعية قد اصدرت اوامرها وبينت مواقفها في مجال الانتخابات وعلينا واجب التلبية والطاعة .
والقضية الثانية : واقعا انا في داخلي اتمنى ان تطول لشهر آخر او شهر ونصف لكانت قد حلت كل مشاكل العراق ! فالآن الوزراء يعملون اربعة وعشرين ساعة كل واحد منهم يقول انا وليس غيري فمن يريد تعيين يقول انا أعينك ! ومن لديه القضية الفلانية بدء يوزعها ! فكل الفترة الماضية لم نر شيئا الا في هذه الفترة رأيناهم بشكل عجيب غريب فلا الملائكة تلحق بهم في اخلاصهم للناس ولا الأنبياء تلحق بهم في طبيعة برهم بمخلوقات الله سبحانه وتعالى !!! .
واضاف الشيخ الصغير :
ان هذا مضحك ولكنه مبكي ويؤلم كثيرا ، انا لا اريد ان اقول اين كنتم قبل ذلك ، فلمدة اربع سنوات سلمناكم كل شيء والمواطن كان ينتظر . فالذي يتحدث الآن عن التعيينات والذي يوزع اراضي والذي يوزع جوائز او اشكالا مختلفة من الهدايا فهي واحدة من اثنتين ( اما انه كان مؤتمنا على المال وحبس المال العام الى هذه الفترة وهو مأثوم بشكل كبير ، واما أتى ليشتري ضمائر الناس ويشتري ذممهم ويخدعهم ) ؟! . قبل ايام كنت في احدى المحافظات واحد الوزراء ينزل من سيارته ويقول للشباب اذا كنتم عاطلين عن العمل فأنا أعينكم . الآن فأين كنتم قبل ذلك وهذه الشباب قد شبعت جوعا وفقرا وشبعت يأسا فاين كانت هذه الوعود !؟!؟! . كنا سابقا نسمع مواعيد ولا احد يرى شيئا إلا اللهم خاصة الخاصة ، والآن دفعة واحدة نزلت الرحمة السماوية والألطاف الالهية والتسديدات الربانية كلها نزلت في هذا الوقت ! نسأل الله ان تطول الحملة الأنتخابية الى شهرين آخرين حتى تحل كل مشاكلنا !!! .
وعن تصرفات بعض المرشحين قال سماحته :
وهناك حالات على طريقة ( رمتني بداءها وإنسلت ) ، يعني انه يأتي احدهم يوزع ويقسم " بالعباس " ويقول ان غيري هو الذي فعل . انا اتحدث من ناحية شرعية وارجو ان يبث هذا الكلام ( كل قسم في قضية الأنتخابات باطل شرعا حتى لو كان القسم بالله سبحانه وتعالى اذا كان مبنيا على اساس الخداع وعلى اساس شراء الضمائر اي انني أعطيك كذا مقابل ان تقسم بالقرآن ان تصوت لصالحي فإن هذا القسم باطل شرعا ولا يجوز العمل به ) .
انني اذكـّر مرة اخرى بحرب صفين ، فعندما رفعت المصاحف لم ترفع من قبل مؤمنين بل اقدس الشعارات رفع من قبل المنافقين ، لذلك لا تستغربوا في الحملة الانتخابية ان ترفع اقدس الشعارات ومن خلفها يافطة تغلف اقبح المنافقين ، وبشكل طبيعي ومسؤول اناشدكم بالله أن من يعطيكم هذه الفترة عليكم ان تسالوا كم يريد ان يقبض بعد ذلك ؟؟؟ . فالكرم المحمدي نزل عليه دفعة واحدة وجمال يوسف الذي اخذ ينافس يوسف على جماله فلابد من وجود عملية غير طبيعية . فالذي كان يعطيك خلال السنوات الماضية ويقف الى جانبك حتى لو اعطى في هذه الفترة فلا اشكال فيه ، ولكن الذي نزل عليه كرم ابراهيم عليه السلام دفعة واحدة فهذا لا بد ان تسأل لماذا بدأ هذا الشخص يعطي الان ؟! .
وبخصوص التمويل المالي للحملات الدعائيةتحدث قائلا :
ومن هنا انا انبه الى قضية وهي اننا نرى حجم الصور الملصقات والبوسترات كم بلغ الآن ؟ . انا لا اتحدث عن المرشحين العاديين الذين طبع كل واحد منهم بمقدار عشرة ملايين دينار حتى يراه الناس ، ولكنني اتحدث عن اصحاب الملصقات الكبيرة والتي تجدها اينما تذهب فمن اين هذه الأموال ؟ . احد المرشحين وقبل الحملة الأنتخابية وزع صور بقيمة عشرة ملايين دولار ولو ان هذه العشرة ملايين دولار انفقتموها على الناس لتقاتل الناس من اجل ان يدعموكم .
بالأمس كنا ذاهبين الى الكوت وأحد المسؤولين قد وضع ما بين كل خمسمائة متر واخرى قطعة كبيرة هي واطارها الحديدي قيمة الواحدة ما لا يقل عن مليون دينار ؟! هل تعلمون دعايات الفضائيات كم قيمتها ؟ . واذا سلمنا ان هذا مهووس بصورته ولكن من اين يأتي بكل هذه الأموال ؟! . انا لا اشك ان مئات الملايين من الدولارات صرفت خلال الحملة الانتخابية فقط للصور والبوسترات ودعايات في الفضائيات ، بل ان بعض الفضائيات يكون الاعلان في بعض البرامج بملايين الدولارات ، فهل من سائل يسأل من اين ؟ والكل يصيحون وطنية واخلاص للشعب ونزاهة !! اذن من اين هذا المال ، هل هو مالكم الخاص فمن اين اتيتم به ؟؟ او مال الدولة فهذا حرام وخرق للقانون ، او مال اجنبي فقولوا ان الأجانب قد اعطونا .
فمثلما قبل فترة قال احد النواب ان القائمة الفلانية اعطتها الدولة الفلانية مئة مليون دولار ، وقبل ايام قال احدهم على قناة العربية ان دولة اوربية قد اعطتهم مئتين وخمسين مليون دولار . عليكم ان تتكلموا حتى نعرف اجندة الانتخابات لمن تباع وتشترى فهذه الدول لا تعطي قربة الى الله ، فهناك اجندات تتحرك في هذا المجال ويجب علينا ان نفكر بطريقة واعية فالأنتخابات والحملات الدعائية ليست صورا فعليكم ان تنظروا الى البرامج وتنظرون الى من قام بعمل .
وأضاف سماحته :
اما القضية الثالثة فان ما اتمناه ان لا تصل الأمور بالبعض الى ان يمارس اساليب خسيسة في التسقيط السياسي ، وبالنتيجة فان السياسيين سيجلسون الواحد مقابل الآخر غدا ولا اعتقد ان هناك قدرة لأي قائمة انتخابية يمكنها ان تعمل رئاسة وزراء او حكومة لوحدها فهذا مستبعد جدا مهما كانت القوائم متفاءلة ، وبالنهاية فان الواحد سيحتاج الى الآخر . والكذبة التي مررت علي انا كشخص بأن فلانا يقول اننا اتفقنا على فلان الفلاني يكون رئيس وزراء وهذه كذبة من اوضح الواضحات ومن اقذر الأشياء ، فـغدا سنجلس ونلتقي فماذا ستقول في وجهي هل ستقول " اعذرني " فبالنهاية انت تحتاجني وهذا الكلام اوجهه لنفسي لأنني انا ايضا سأحتاج الآخرين . لذلك نحن اخواني الأعزاء في زمن الأنتخابات هناك اساءات وتسقيطات ليس لها واقع ، وهناك عرض عضلات ليس فيه شيء من الحقيقة . قبل فترة في البرلمان قال احد البرلمانيين انني اطالب في عيد الأضحى ان نعطي مئة الف دينار لكل مواطن ودعانا للتصويت فقال احد النواب انني لا اقبل بمئة الف وانما اطالب بخمسمائة الف !! فاذا كان الكلام لمجرد الدعاية فعليكم ان تعرفوا الى اين تذهبون ، فهذا الذي يعمل لنفسه دعاية بطريقة التضليل يجب ان ننتبه له . وهناك من يقول هذا لي وهذا علي ، وهذا فعلته وهذا ما لم اتمكن من فعله وهذا الذي اخطأت به فحتى لو ينتقد نفسه من الصباح الى المساء يجلل ويكرم لأنه صادق . ولكن من يجعل نفسه بدل يوسف (ع ) في جماله ويصبح كريما دفعة واحدة ويصبح عفيفا ونزيها دفعة واحدة فان الناس ليسوا اغبياء ، ولكنني اتألم ان يستغبى الناس ويحتقر العراقي بهذه الطريقة .
وفيما يتعلق بالمفوضية المستقلة للأنتخابات قال سماحته :
والقضية الرابعة : لدينا مشكلة كبيرة وعلى المفوضية المستقلة للأنتخابات ان تجيب عليها ، فهناك اضافة ثمانمائة وخمسة واربعين الف ومية وثلاثة وعشرين اسم خلال هذه الأيام ، وحدث حراك في سجل الناخبين حيث ان اكثر من خمسمئة الف اضافة وقرابة ثلاثمائة الف عملية تحريك في سجل الناخبين فهذا يحول الى المنطقة الفلانية وذاك يحول الى المنطقة الفلانية الأخرى . وبالمقابل ايضا هناك جهد مسموم ولا يتناسب مع بعثة الامم المتحدة قام به بعض الموظفين والموظفات في الأمم المتحدة يحاول ان يلتف على قرارات الهيئة التمييزية . بمعنى انه لو غدا قيل ان فلانا الفلاني الذي اخرجته الهيئة التمييزية ورقمه عشرة في القائمة الفلانية وغدا جاء الناس وصوتوا الى الرقم عشرة وهو غير موجود وهؤلاء خلافا للقانون يضغطون على المفوضية لتحتسب تلك الأصوات للقائمة وهذه فيها لعبة سياسية واضحة والهدف منها ان يدخل حزب البعث من الشباك بعد ان اخرجناه من الباب حيث سيوصون جماعتهم للتصويت فقط لهذه الأرقام لتحسب للقائمة ويقولون غدا ان هذا العدد قد صوت لحزب البعث !!! نحن عندما قلنا ان هؤلاء يخرجون من الأنتخابات فإن كل من يصوت لهم تعتبر ورقته باطلة لأنه قد صوت لأسم غير موجود . فلو ان الناس غدا في بغداد يكتبون اننا نرشح جلال الدين الصغير وجلال الدين الصغير لم يرشح عن بغداد فالورقة تصبح باطلة ، فلماذا في قصة حزب البعث تحديدا والأمم المتحدة متهمة اساسا بالترويج لأجندات غير عراقية ولا تحترم القانون العراقي .
لذلك فإن المفوضية وخلال اليومين القادمين مسؤولة ان تخرج الى الناس وبحضور جميع الكتل السياسية وانا اناشد كل الكتل السياسية والقوائم ان تبادر لمعرفة هذه الأضافات من اين والى اين . فالسجلات الأنتخابية اغلقت منذ زمن فلماذا الآن هذه الأضافات وبطريقة لا يمكن ان تقنع ، واكثر من ذلك فان اربعة من اعضاء مجلس المفوضين رفضوا التصويت على هذا الأمر ولكن الأربعة الآخرين كان الرئيس من ضمنهم اعتبر القرار نافذا ؟! .
هذه انتخابات بلد بكامله لا تأتي بالتصويتات ، فمثلما نحن في البرلمان نقول ان بعض القوانين لا تحسم بالتصويتات وانما تحتاج الى اتفاق ، لذلك فان المفوضية معنية وإلا سنعمد الى كل الوسائل التي يمكن ان تحمي حيادية الانتخابات . لقد اتجهتم الى جملة من القرارت جيدة لضمان عدم التزوير في الانتخابات ولكن هذه القضية لا تطمئن بل بالعكس فانها سترجعنا الى المربعات الأولى .
اضافة الى الأجراءات التي تتخذ في بعض الأجهزة الامنية بأخذ البطاقة التموينية والجنسية لبعض المنتسبين ولا تعطى لهم الا في يوم الانتخابات لغرض الأطمئنان على التصويت لصالح فلان الفلاني او القائمة الفلانية . والخارج فنحن في سنة 2005 فان عدد الموجودين في الخارج الذين دخلوا في قوائم المفوضية كانوا قرابة الثلاثمائة الف ، والآن الجماعة يتحدثون عن رقم مليون ومئتين وخمسون الف ويتحدثون عن رقم مليون تسعمئة الف !!! فهذه الارقام لم ترتفع خلال هذه السنوات بهذه الطريقة وهي ارقام مشوشة ومخيفة وتجعل علامة استفهام على مصداقية الانتخابات ، ولذلك فان المفوضية معنية وليس فقط عليها ان تتحدث للناس وانما بحضور الكتل والسياسية وخبراء الكتل السياسية لأن بعض الارقام والقضايا فنية لا تفهم وهذه يجب ان يلتفت اليها ويؤخذ موقف جاد تجاهها .
والقضية الأخرى تتعلق بعملية تهجير المسيحيين والأختراقات الأمنية التي تحدث في عدة محافظات بما فيها مدينة بغداد ، والآن تهجير المسيحيين في الموصل قائم على قدم وساق وعملية قتلهم فاذا كنتم تتحدثون عن وطنية فالمسيحي مواطن ام غير مواطن ؟ ! واذا ديننا يقول ( اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) فاذا تتحدثون فهذا منطق الدين واذا تتحدثون عن الوطنية فهذه هي الوطنية واذا تتحدثون عن انكم ارهابيون فاين الدولة التي تحمي المواطن من الأرهاب ؟ .
وعن الوضع الأمني وتهجير المسيحيين قال :
الكثير من المناطق الان هجر منها المسيحيون والبقية في حال اعتصام وطلاب الجامعة والموظفين اخذوا عطلة وانا اخشى ان تتكرر هذه الأمور مرة اخرى وفي مكانات اخرى وبطريقة مختلفة ، فاذا الكتل السياسية تقول اننا عازمون على اشادة العملية السياسية فالعملية السياسية لا تأتي بالارعاب والتزوير ولا تأتي بالخداع لأن هذا ضحك على ذقون الناس وبالنتيجة تهديم للعملية السياسية . ان النسك والزهد ليس بالمسبحة وانما ان تلتزم بمصالح الناس ، فنحن نتحدث عن تقديس العملية السياسية اربعة وعشرين ساعة وثم نأتي ونطعن بالعملية الساياسية من اجل ان نفوز بالمقاعد الانتخابية !! ثم ماذا ؟؟ فالمقاعد الأنتخابية ليست لعبة فغدا هناك حساب وكتاب ، واذا كان امير المؤمنين ( ع ) ينظر الى المنصب بهذه الطريقة ( ان امرتكم عندي لا تساوي شسع نعلي هذا إلا ان اقيم حقا او امنع باطلا ) فاذا كنت تريد ان تصل الى المنصب بطريق الباطل فكيف ستقيم الحق وانت طريقك الى الحق هو الباطل .
وختم خطبته بالقول :
انني اتوقع في الأيام المقبلة حملات شرسة وتسقيط شرس واكاذيب عجيبة غريبة سوف تطلق وعلى اناسنا ان لا ينظروا الى اخبار هذه الأيام ولا يستمعوا الى اشاعاتها لأن الشيطان سيعمل ثمانية واربعين ساعة في الاربعة والعشرين ساعة وكلهم جاهزون لعملية تسقيط كبيرة فيها باطل وحق وحق وباطل وستختلط الأمور وكما في مضمون حديث الأمام الصادق ( ع ) ( ان هؤلاء قد خلطوا حقا مع باطل ، ولو ان الناس رأت الحق كما هو لما اختارت الباطل ) ، فهؤلاء خلطوا ضغثا من الحق مع ضغث من الباطل فصنعوا ( كوكتيل ) مرة يحمل اسم الوطنية ومرة يحمل اسم عملية سياسية ومرة نزاهة ، فالعبرة اين ؟ واربع سنوات مرت مالذي قدمتموه ؟؟؟؟؟ .