بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : انا احذر اذا ما رأيتمونا كسياسيين نختلف في تقدير بعض الامور وبعض المصالح فنحن متحدون في مسالة الوجود ومسالة الامن



قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :

بين ايدينا قضيتين اساسيتين ، القضية الأولى تتعلق بالأوضاع الأمنية وحالة التردي المستمر في الأداءات الامنية وفي افعال واعمال القوى الارهابية . وبعيدا عن اسباب ذلك واسبابه معلومة وبعيدا ايضا عن طبيعة مايهدف اليه الأرهاب وما يمكن لقوى كثيرة ان تستفيد من تنامي قوة الأرهاب وبعيدا كل ذلك أجد أن الأمور تسير بطريقة وكأن شيئا لا يحصل اما القوى الأمنية . هناك تردي واضح في الوضع الأمني وتنامي كبير في اعمال الأرهابيين ولا نجد ذلك الحراك الذي يبلسم قلق النفس في ان الأمور تجري بطريقة طبيعية واعتيادية . صحيح ان الرهاب يتوسم في خروج القوات الامريكية في ان يكون بديلا عنها على الأقل في بعض المناطق الا أن من الواضح جدا ان القوات الأمنية لا زالت لا تأخذ الأمور على محمل الجد بالطريقة التي وجدنا فيها ان اطلاق الآلاف من المعتقلين في السجون الامريكية تم بلا مبالاة من القوات الامنية العراقية . صحيح ان الأمريكان اعتقلوا الكثير من الأبرياء وصحيح ان السجون الأمريكية كانت تحوي الكثير مما يمكن ان نقول بأنه تم تاديب البعض عن نزواتهم ، ولكن الصحيح الاخر والذي يجب ان تقف عنده القوات الأمنية بشكل مكثف هو ان الأرهاب نظم صفوفه داخل السجون . السجون وانا مطلع على تفاصيل ما يجري فيها ، كانت تشهد دورات عقائدية كبيرة ودورات تنظيمية وتبادل خبرات باعتبار ان القتلة اجتمعوا مع بعضهم وكان هؤلاء يتبادلون الخبرة وصغارهم يتعلمون من كبار الذباحين ودفعة واحدة هؤلاء قيل لهم اخرجوا ، وان قوات الامن حينما تجد ارتفاع العمليات الارهابية في كل المناطق المفترض بها ان تؤشر على الأسباب التي أدت الى هذه العملية ومن ابسط هذه الأسباب هو خروج اعداد كبيرة من ارهابيي الامس من السجون وبالنتيجة فان هؤلاء عندما يخرجون دون ان يجدوا حاضنة اجتماعية او اقتصادية او سياسية تشغلهم عن العمل الارهابي مالذي سيحصل ؟ سيعودون حتى الذي لا يريد سيجد نفسه مجبرا على العودة الى احضان الارهاب خصوصا وان الارهابين لا يوجد لديهم شرف حتى مع اصحابهم . من لا ياتي بالطواعية ياتي بالأجبار ومن لا يأتي بهذه الطريقة او تلك يأتي بالخديعة وبالنتيجة انا اعرف حينما يطلق هذا العدد الكبير وارى دفعة واحدة أرى اعمال الاغتيالات ترتفع ورسائل التهجير تتوزع كما كانت تتوزع كما كانت في سنة 2004 و سنة 2005 وبيانات الأرهاب بدات تتوزع وما الى ذلك من اين جاء هذا الأمر ؟ حتما لم ياتي من مجاميع كانت موجودة خارج السجون ، قطعا هذه المجاميع التي جاءت من داخل السجون ربيت وانا هنا اؤكد اما انها ربيت عن عمد لان بعض القوى الدولية تستفيد من تفعيل ملف الارهاب لكي يكون الفزاعة التي تفزع بها القوى السياسية المتعددة او انها ربيت بغفلة من حماة تلك السجون وبالنتيجة حصلنا على اننا نجد هذه الصورة التي نجدها في بعضض مناطق بغداد او الانبار او ديالى فضلا عن محافظة الموصل التي ارتفعت فيها معدلات الأرهاب بطريقة لا يمكن التساهل معها ولا يمكن التغافل عنها والمؤلم اننا لا نجد سياسات امنية يمكن ان ترقى الى المستوى الذي يطمئننا بان الامور تسير بطريقة طبيعية .

حينما يصرح السيد وزير الدفاع بان العراق يجابه الجيل الثالث من تنظيم القاعدة ، تشخيص جيد ولكن ماهي التدابير وماهي الساليب التي اتخذت في قبال هؤلاء ؟ . انا اجد واحدة من القضايا التي تثير الأستغراب واقعا ماحصل يوم امس في الصالحية ، حدث يمكن ان يحصل في اي بلد من البلدان ، في نيويورك اكثر من مرة وفي كاليفورنيا اكثر من مرة احد المجانين يمسك بالسلاح ويطلق النار بشكل عشوائي على الناس هذا امر يحصل وطبيعي . ولكن ان تصدر البيانات الرسمية ولكل بيان يمل صفة تختلف عن البيانات الاخرى ، احد البيانات يقول ان هناك هجوما على محافظة بغداد وقناصين على الاسطح والأخر يقول مجنون بدا يطلق النار بشكل عشوائي والثالث يقول مجابهة مجاميع مسلحة مع القوات الامنية والقوات الأنية تلط الرصاص بلا طائل ، نعم القوات الامنية يمكن ان ترتبك ولكن الناس ماذا تتلقى من هذه الرسائل عندما البيانات الرسمية تتحدث بهذا النمط من الارتباك وبهذا النمط من تصوير الامور فأنت تتصور ان هناك هجوم في عز المنطقة الامنية على مجلس محافظة بغداد وقناصين على السطوح ومسلحين على الارض وما الى ذلك تتصور ان بغداد تائهة . قطعا المسالة ليست بهذه الشاكلة وقطعا الذين اصدروا البيان على اقل التقادير اذا اردت ان احسن الظن بهم كانوا متوهمين جدا ولكن النتيجة التلقي عند الناس ماذا ؟ .

انا اعرف واخاطب هنا السيد القائد العام للقوات المسلحة ان الكثير من الضباط لا يبلغونكم بالعمليات التي تجري في قواطعهم لأنهم لا يريدون ان تسمعوا حتى لا تحملوهم المسؤولية ، ولكن الأعمال تجري والناس تقتل والناس تهدد والناس تحذر ومضاريف الرصاص تصل الى الناس ! . انا مطمئن وعلى يقين بان التقارير التي تقدم مختصرة وموجزة جدا لاتقدم الرقام الصحيحة . للأسف الشديد حديث العلام حدث ولا حرج في اخفاءة للمعلومات وقد يكون هذا مطلوب ولكن حديث الواقع للأسف الشديد مشغول في قضيتين ، قضية الفرار من المسؤولية ، والقضية الاخرى هم منشغلون من سيكون رئيس الوزراء القادم . الملف المني ما علاقته بالسياسية ، واهل الامن ما علاقتهم فلان سيكون او فلان . وهذا العيب ليس عيب رجال الامن ولكنه عيب رجال السياسة الذين جعلوا رجال الأمن تابعون الى رجال السياسة . الأمن يجب ان يخرج عن دائرة السياسة . الامن اذا دخل في السياسة خرب السياسة ، واذا السياسة دخلت في الأمن خربت الامن .

قطعا ما نشرت منظمة العفو الدولية لا يمكن ان نقبل به على علاته ، ولكن مما لا شك فيه ان اجراءات قاسية تحصل في السجون وتعذيب واكراه على التعذيب ولدينا وثائق كثيرة على سياسيين يتدخلون من اجل اكراه الناس على تقديم اعترافات على بعض الشخصيات وللأسف التسيب بلغ الى درجة ان بعض السياسيين بدأ يكيد لمجاميع مضدة له ولها صفة دينية من اجل الأضرار بها من خلال الاجبار على اعترافات كيدية ويجبر الانسان المعذب كما حصل في محافظة النجف . مسؤول سياسي يتدخل فيعتقل شخص يعذب تعذيب شديد من اجل ان يعترف على فلان وفلان رموز سياسية ودينية وتجر هذه الرموز لما هو اكبر .

قدمنا الوثائق وننتظر اجراءات جدية لكنني اعتقد ان التمادي مرة واحدة يؤدي الى التمادي عشر مرات والعشرة تؤدي الى ان تتمدد الامور الى المئات والمئات الى الآلاف وهكذا ، الدكتاتورية لا تصنع في لحظة واحدة ولكنها تنمو كالسرطان اذا لم تعالج في لحظتها سوف تبذر خلية ثانية وتنشطر الى اربعة والربعة الى ثمانية وهكذا .

وأتعجب الان ان يمرر تعبير بان هناك دكتاتورية عادلة ودكتاتورية مستبدة . كل الاستبداد انما ينشا من عادل يتغافل او عادل يتسامح فضلا عن ان يكون دكتاتورا ، كل الدكتاتوريات تنشأ من غظ النظر وتتقدم الامور وهكذا نصل الى النهاية . هنا ارهاب ومن هنا اوضاع سياسية مرتبكة لا تسر القلب ومن هنا قضاء اقل ما يقال عنه ضعيف ويخضع في كثير من الحيان الى اشتراطات السياسيين عند ذلك اي نتيجة سنحصل عليها واي حكومة يمكن لنا ان نرجوها في ان تأمننا على ما نريد وعلى مطالبنا التي طرحناها وضمناها في دستورنا وقوانيننا وتشريعاتنا . هذه القضية انا أأمل من السيد القائد العام ان ينظر اليها بعين الدقة . الان البلد مشغول بالصراع السياسي من اجل الكرسي اللعين الذي لم يجر على العراق خرابا كما جر هذا الكرسي وكل الخراب الذي جرى على العراق منذ خلق جر بسبب هذا الكرسي . على كل حال الآن السياسيون مشغولون ولكن لديك صفة اخرى وانا مطمئن من انك تهتم ومطمئن من انك لا يمكن ان تنسى ان ملف الامن وامن الناس في عنقك أمانة وانت على المحك في مثل هذه القضايا ، وقوانا الأمنية تقدمت وقدمت انجازات كبيرة في فترة من الفترات ولكن هذه الأخفاقات التي نلاحظها مع ما نجد من نجاحات كبيرة تتحقق هذه الخفاقات نتمنى ان نجد من يوقفها .

اليوم نسمع من قادة الصحوات نداءات استغاثة الى الحكومة بضرورة اعدام امراء القاعدة او ذباحي القاعدة وهذه الصرخات التي لم نكن نسمعها من قبل ماذا يعني ذلك ؟ ، يعني اننا تقدمنا سياسيا ولكن لا يجوز لنا ان تكون خلافاتنا السياسية تؤدي الى تقدم الارهاب على الجانب الأمني ، خصوصا مع تنامي في احاديث الاعلام عن انقلاب عسكري يمكن ان يحصل او ان سيطرة امنية لهذه الجهة او تلك الجهة يمكن ان تحصل ( انا احذر اذا ما رأيتمونا كسياسيين نختلف في تقدير بعض الامور وبعض المصالح فنحن متحدون في مسالة الوجود ومسالة الامن ) . لا يمكن لنا ان نتغافل عن هذه القضية وسنحمي مشروعنا السياسي بكل ما او تينا من قوة اذا ما عن للبعض ان يستغل نجاحا او خللا او اختراقا في هذه المنطقة او تلك نحذره تحذيرا جديا وبمصداقية عالية ، لا تتوهموا لدينا اختلافاتنا كسياسيين ولكن نحن جهاز واحد لا يمكن ان يتفكك في قبال حماية المشروع السياسي وفي قبال حماية امن شعبنا وأمن وجودنا . قد نختلف كمصالح ولكننا متحدون كمشروع سياسي وكعمل سياسي .

يبقى على السياسيين ان يبادروا الى انقاذ الشعب اذا رايتم الرهاب يستغل السخونة السيايسة ليسخن ملف الأرهاب ، اذا رأيتم الوضع الأقتصادي يتذمر ويتدمر نتيجة للخلل السياسي ، اذا رايتم العملية التشريعية واقفة بخرق كبير للدستور ، اذا رايتم ، اذا رايتم ، اذا رايتم ما انتم ربما اعرف به مني ، اذا رأيتم كل ذلك وكلكم تقولون ستتنازلون فمتى ستتنازلون اذا ؟؟ كلكم تقولون انكم ستتنازلون لمصلحة الشعب ، سبعة اشهر والكل يتحدث عن التنازل من اجل مصلحة الشعب . انا لا اعرف التنازل على ماذا ومتى سيحصل ومن اجل ماذا ؟؟ . اذا كان لأجل هذا الشعب الان تفضلوا نحن الآن في الشهر التاسع والبرلمان لحد الان لم يعقد والحكومة رغم اصراها على خرق القانون حكومة تصريف اعمال ومع ذلك جاءنا اليوم الذي لا بد ان تحدد فيه موازنة سنة ( 2011 ) .

بلد بلا موازنة والوضع باقي على ما هو عليه ، البعض يشتهي كل ما يصبح الضغط السياسي والضغط الامني اكثر يدخل دولا متعددة من اجل ان يضغطوا حتى يحصل هو على المنصب ، وانا قلت قبل فترة ان كل من سياخذ هذا المنصب لا يحسد على موقفه وللأسف الشديد البعض الآن يوزع ويقول ( تعال معي ولك الموقع الكذا والمكان الكذا ) .

الآن لدينا ثلاثة مرشحين وانا دعوتهم في خطبة العيد الى ان يخرجوا بشجاعة ويتناظرون امام الناس ، وندعو الله ان يهديهم ويهدي العراقية او قنوات اعلامية اخرى او ان يتناظروا امام البرلمانيين ويقفون ثلاثتهم وكل منهم يقول ان برنامجي كذا وهكذا فعلت وبعيدا عن الاعلام . واذا هذا الأمر لم يحصل فان لدينا ثلاثة مرشحين وهؤلاء المرشحون واحدة من اثنتين ( اما ان الأئتلاف الوطني يذهب مع دولة القانون ، او تذهب الى العراقية ، او العراقية مع التوافق ) يعني في هذه العقدة الثلاثية والتحالف الكردستاني جلس في الاتفاقات التي تحصل يدخل .

ما يعنينا هو حصة الــ( 159 ) سواء جاءت مع التحالف الوطني او بدون التحالف الوطني فحصتنا لا يمكن ان نفرط بها ونطالب اخوتنا في دولة القانون اذا تفاوضتم مع العراقية تفاوضوا على الــ( 159 ) والأئتلاف الوطني اذا تفاوضت مع العراقية تفاوض على الــ( 159 ) بينكم انا لست مطمئن صراحة انكم ستتوافقون ، لكن الأمور اذا سارت بهذا الأتجاه وهو اتجاه مطلوب فلا بد ان ننهي الأمر فانا ارجع واقول ان الحكومة التي نعرفها ونفهمها هي حكومة المشاركة للقوى الفائزة حيث تاخذ حقوقها وتعطي واجباتها .

ما نحتاجه هو قرار شجاع وهو اما ان يتفق التحالف الوطني على سياق واحد او ان يذهب احد الأطراف لكي يأخذ حصة الآخر وياتي بها اليه لا ان ياخذها لنفسه ، يعني انني اذهب اتفاوض مع العراقية وأأتي بحصة اخواننا في دولة القانون اليهم وليس ان أأخذها انا . الكلمة الأخرى في هذا الصدد ، اخواننا الاعزاء يا دولة القانون يا عراقية ياائتلاف وطني يا تحالف كردستاني نختلف فيما بيننا على تشكيل الحكومة ولكن بيننا ثوابت سياسية يجب ان نحصنها ويجب ان نمتنها فهناك قواسم مشتركة كبيرة بين القوى السياسية ونحولها الى وقائع فلدينا برلمان لماذا يتناحر غدا مرة اخرى ولدينا وزراء لماذا يتناحرون مرة اخرى فمن الذي يتضرر ومن يدفع الثمن ؟؟ هو انت ، وهو نحن ، وهو هذا الشعب .

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
58 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :19531
عدد زوار الموقع الكلي: 27316842
كلمات مضيئة
قال الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ): أحبب حبيبك هونا ما ، فعسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وابغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما