أي ظلم لم ترتكبه هذه الأمة بحق رسولها صلوات الله عليه وآله؟ وأي حقد يعتمل عليه قلبها على علي بن أبي طالب عليه السلام؟ أيعقل أن رجلاً كأبي سفيان الذي قاتل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله كل عمره وما أسلم إذ أسلم إلا حينما رأى السيف قريباً من عمقه وقد تبددت كل أحلامه حينما وجد الرسول ص يفتح مكة المكرمة، ولكن مع ذلك جعلوه من الصحابة المرضيين، ورجل كل عمره قضاه في نصرة الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله، وكل أشعاره تتحدث عن إيمانه بنبوة الرسول الأكرم ص وسمى الرسول ص عام فقده وخديجة أم المؤمنين عليها السلام بعام الحزن، وهجرته من مكة ما كانت لتكون إلا حينما نزل الوحي الشريف وهو يبلغه أن اخرج من مكة فقد مات ناصراك وأحدهما هو أبو طالب عليه السلام، ومع ذلك سموه مشركاً كافراً!!!
ترى لو كان كافراً مشركاً إذن لم روى بخاريكم ومسلمكم وغيرهم من أصحاب الصحاح عندكم أن أبا طالب في ضحضاح من النار؟ أليس قرآننا الكريم يعد الشرك أعظم الذنوب التي لا يغفرها الله أبداً؟ إذن لم ضحضاح من النار؟ وليس في أشد النار وأسعرها لهيباً؟ (الضحضاح: الماء القليل).
ألم ترووا أن الرسول ص أمر بطلاق المشركات والمشركين من أزواجهن؟ فلماذا اذن لم تطلّق فاطمة بنت أسد عليها السلام من أبي طالب عليه السلام؟
هل الرسول يحابي على دينه أحداً؟
هل الرسول يجامل من أحل اسلامه أحداً؟
أم أنكم ملأتم الدنيا زعيقاً وكذبتم على أبي طالب أول ناصر للرسول صلى الله عليه وآله ولكنكم لم تحسنوا الكذبة، فتحولت عليكم إلى عار أبدي لدى أصحاب العقول التي تحترم نفسها.
إن مشكلة أبو طالب رضوان الله عليه أنه أبو أمير المؤمنين، ولو كان أب معاوية لجللوه أعظم تجليل ولأوصلوه إلى أعظم المقامات ما دام يحتفظ بكل المآثر والمناقب التي يحملها مؤمن قريش، ولكن ها نحن نرى أنا أبا سفيان الذي كان أعدى أعداء الرسول ص عدّوه صحابيا ذا مناقب، وهند آكلة الأكباد عدّوها صحابية ذات مناقب ولكن ميزتهما أنهما أبوا معاوية.
لعمري كيف تهتدي أمة لم تر في ناصرها إلا عدواً، ولم تر في عدوها إلا ناصراً؟
عظم الله أجورنا وأجوركم بوفاة مؤمن قريش وحامي رسول الله والمنافح الأول عنه أبي طالب بن عبد المطلب عليهما السلام في يوم وفاته.