أثار حديث سماحة الشيخ عن الحراك الكردي وطلائع الفجر المهدوي عدداً من ردود الفعل عند بعض الأخوة الأكراد، وتركزت هذه الإثارات حول موضوعي الانفصال الكردي وموضوع قتال الأكراد للإمام المهدي عليه السلام، وقد أضاف لها البعض مجموعة من الأكاذيب والتحميلات لأكثر مما تحتمل خصوصاً في جانب الأكراد المعارضين للحكم في سوريا، وللتوضيح قال سماحة الشيخ الصغير:
أولاً: إن الحديث بمجموعه الروائي لا توجد له أي خلفية سياسية فيما يجري من أحداث، وهو قراءة لطبيعة ما جاءت به الروايات من دون ان يشار إلى موعد حصول ذلك، فقد تحصل بعد مئات السنين كما أنها قد تحصل في السنوات القريبة، وما حاوله بعض الكتاب ممن يعتبر نفسه محللاً إسلامياً إنما هو اجترار لنبرة طائفية مألوفة في كتابات التكفيريين ونظرائهم، وأن تكون كتابته في موقع له صلته المعروفة مع البعثيين الصداميين يكشف عن طبيعة الخلفية التي ينطلق منها.
ثانيا: إن الحديث عن الانفصال الكردي هو حديث يتعلق بأكراد سوريا دون غيرهم، وهذا الحديث إنما هو تفسير لرواية وردت في هذا الصدد وقد استقربنا أن المعني بها أكراد منطقة القامشلي والحسكة، وسينتهي باحتلال تركي لهذه المناطق ولغيرها في جنوب جزيرة سوريا، ولا علاقة له بما يضج حديث السياسة اليوم في مجال مطالبة أكراد هذه المناطق بالانفصال واعتبارهم اقليما غربيا لكردستان حديث لا غرابة فيه فهو امتداد لأحاديث كردية كثيرة بالانفصال القومي عن دول عدة، نعم حديث سياسة اليوم هو تقريب لما تحدثت عنه تلك الروايات.
ثالثا: إن الحديث عن أن بعضاً من الأكراد سيقاتلون الإمام صلوات الله عليه لا يعني كل الأكراد في أي وقت حصل، بل إن الإمام صلوات الله عليه الذي يأتي ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلما وجوراً هو الذي سيعيد للأكراد ولغيرهم حقوقهم، فالغالبية من هؤلاء مظلومين مستضعفين والإمام إنما يخرج ليخلص مثل هؤلاء، وهذا لا يعني أن الأكراد كلهم من هذا الصنف، فكما أن العرب والعجم والأتراك والروم وغيرهم فيهم ظلمة ومظلومين، كذلك الأكراد فهم كبقية الأمم فيها الصالح والطالح، وبالتالي فهم ليسوا شعب الله المنبوذ ففيهم من الأخيار والأبرار والأحباب الشيء الكثير بل في تقييمي غالبيتهم من المستضعفين المظلومين، ولكنهم أيضا ليسوا شعب الله المختار، فمقولات اليهود هذه وأشباههم من التكفيريين لا وجود لها في أفكارنا ولا رؤانا.
رابعاً: حاول البعض ان يحمل الكلام على خلفية المساجلات السياسية المطروحة حاليا إن بين التحالف الكردستاني وبين دولة القانون، أو بين بعض معارضي الجمهورية الإسلامية من الأكراد وبين الجمهورية الإسلامية، وإني لا أستغرب ممن يجهل مواقفي أن يتحدث عن ذلك أما من يعرف هذه المواقف فيعلم جيداً أني لست طرفاً مؤيداً لما يجري من مساجلات التحالف والقانون، بل إني أخطئ الإثنين معاً في أنهم يتسببون بتصدعات استراتيجية لتحالف شيعي كردي يجب أن يقوى لأنه هو عماد العراق الجديد، ولا عراق موحد من دون هذه النمط من التحالفات، وأسخف من ذلك من قال بأني أحرض الحكومة العراقية على الأكراد.
إن علاقتي بالأخوة الأكراد ليست علاقة مصلحية وليست علاقة ظرفية فقد عشنا معاً في السجون وفي جبهات القتال فضلاً عن المعتركات السياسية الحالية والسابقة وهي ليست مبنية على حسابات الربح والخسارة فعلاقات المظلومية أكبر من هذا النمط من العلاقات، وتاريخي في الدفاع عن مظلومية الأكراد سابقا وفي العهد الجديد مما لا غبار عليه، ولا زلت أعتقد أن استقرار العراق منوط باستقرار العلاقات بين الطرفين ولهذا جاهرت بمواقفي المعارضة لنهج التصديع والتصعيد في هذه العلاقات.