ابدى سماحة الشيخ جلال الدين الصغير استغرابه من عدم سماع الحكومة والبرلمان لجميع النداءات كل هذه السنين من اجل الاهتمام بالخدمات التي تقدم لزوار المراقد المقدسة من خلال تشكيل وزارة او مؤسسة او مديرية عامة تر تبط بأي جهة كانت للاشراف ولخدمة المناسبات الدينية مشيرا الى وجود مشكلة تتكرر في كل مناسبة اسمها خدمات الزوار ولاسيما في نقلهم وما الى ذلك .
واستشهد سماحته في خطبته من على منبر مسجد براثا المقدس الجمعة 9/12/2011 بما تقوم به العربية السعودية التي لديها ثلاث ملايين حاج سنويا تخصص لهم وزارة لديها امكانات ضخمة رغم ان الحجاج ياتون باموالهم ولاتصرف عليهم المملكة فلسا واحدا بينما لدى العراق خمسة عشر مليون زائر في مناسبة واحدة هي يوم الاربعين للامام الحسين عليه السلام فما بالك لو تحدثنا عن يوم عاشوراء وعن يوم الغدير وعن يوم النصف من شعبان اضافة الى مئات المناسبات التي يحج بها الزوارالى مراقد عشاقهم ومحبوبهم .
وتسأئل سماحته مالذي يمنع ان تخصص هذه الحكومة وهي التي تمتلك اموالا ضخمة بضعة ملايين لكي تنفقها على هؤلاء الزوارونقوم بمطالبة ابناء هذا الشعب الفقيرفي ان يقدموا الوقود والبطانيات الى المواكب الحسينية التي تستضيف الزوار ولا تبادر الحكومة نفسها على توزيع هذه المواد على هذه المواكب وهي باعداد هائلة.
واشاد سماحته في مستهل خطبته بما ابداه عشاق الامام الحسين عليه السلام من موقف يبعث على الفخر في احياء يوم العاشر من محرم وعلى وجه الخصوص في شعيرة ركضة طويريج التي وصفها سماحته بالنهر الهادر.
كما اشاد الشيخ جلال الدين الصغير بما تبذله القوات الامنية من جهود كبيرة للحفاظ على ارواح زوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام محذرا في الوقت نفسه من حالات الغفلة والاختراق التي تؤدي الى حصول الخروقات التي يذهب ضحيتها الابرياء من ابناء هذا الشعب.
كما ادان سماحته تصرف بعض القنوات الفضائية بالاعتداء على قدسية العاشر من محرم ببثها للمواضيع الطائفية البغيضة وللاغاني والافلام التي لاتليق بهذه المناسبة مطالبا لجنة الاوقاف البرلمانية بعدم الاكتفاء باصدار بيان حول هذه الحالة لان فيها ايذاء بالغ لابناء الشعب العراقي خصوصا وان هذه القنوات المسيئة تعتاش على اعلانات الحكومة.
وفيما يلي نص خطبة سماحته:
ابعاد ركضة طويريج :
اكد سماحته على انه وبفضل الله استطاع انصار الحسين عليه السلام ان يضيفوا مجدا جديدا لامجادهم وان يسطروا ملحمة من ملاحم العشق الفريد ومن اساطير العاطفة التي لا تقف عند حد تجاه معشوق على الاطلاق ولكن ابناء هذا الشعب من خدام ابي عبدالله الحسين صلوات الله وسلامه عليه استطاعوا ان يسطروا ملحمة ولا اعظم وصورة ولا اروع قد يراها الاخر وقد قرأها بصورة عفوية ان اناسا يهتفون ياحسين في عزاء طويريج ولكن اي تاريخ حدثنا عن اي شعب على مر التاريخ بأنه استطاع ان يجمع هذه الملايين من اجل معشوق واحد مالذي فعله الحسين بهؤلاء الاشخاص بالشكل الذي ترى عالما وجاهلا وترى استاذا وتلميذا وترى كبيرا وصغيرا وترى مريضا ومعافى وترى رجالال وترى نساءا وكهولا وشبابا الكل يركض ولو قيل لهم اركضوا من يصل الى المنطقة الفلانية سيحيا فسوف لن تجد هذا العنفوان كما رايناه في ركضة طويريج لو قيل لهم ان الدنيا مقفولة لكم ان ركضتوا بهذه الطريقة.
واشار سماحته " على مدى مايقرب من اربع ساعات متواصلة سماء كربلاء تعبق بهتاف ياحسين مالخبر وهذه لا اقولها من باب المبالغة بانها اسطورة لاننا لو حدثنا عنهاقبل سنوات ما كنا سنتخيلها اصلا حتى كان في زما ننااذا بلغ عزاء طويريج خمسين الف نقول انه عزاء ضخم جدا واليوم ورغم ان العراقيين اعتادوا ان المناطق تحيي عزاء يوم عاشوراء في مناطقها ولا تذهب الى مناطق اخرى ولكنها تجتمع يوم الاربعين عند الحسين لكن مع ذلك هذه الملايين التي اجتمعت رسمت لوحة عبر مكا ريناه منخلال طائرات القوات المسلحة جزاهم الله خيرا التي مكنتنا من رؤية صورة العزاء من اوله الى اخره, ولا اقول مبالغة بأننا كنا نرى نهرا يتدفق بشكل هادرعلى مدى عدةكيلو مترات
وتسائل امام جمعة براثا "مالذي احدثه الحسين في قلوب هؤلاء؟ وعواطف هؤلاء اي معشوق في الدنيا تمكن من ان يأسر قلوب عاشقيه بهذه الطريقة التي وجدناها في ابي عبدالله الحسين عليه السلام مابين انسان يلطم وانسان يضرب ظهره وانسان يطبر راسه وحفاة يمشون على غير عادتهم واناس ممسكين واناس منفقين واناس يتلذذون بكل ما يمكن ان يقدموه من خدمةلرجل اسمه الحسين تعدد اناسنا فقراءهم قبل اغنياءهم كيف يقدمون مافي جيوبهم من اجل ان يحظوا بشرف الخدمة اي معشوق وصل الى هذه الدرجة في قلوب الناسعلى مر التاريخ
استطاع العراقيون ان يحطموا ارقاما قياسية وانا استغرب من ان بعظهم طالب بأن يدخل عزاء طويريج في موسوعة (غينس) للارقام القياسية لن تتحمل هذه الموسوعة لانها يجب ان تعيد معلوماتها في كل سنة اصحاب اكبر تظاهرة في التاريخ اصحاب اكبر مارثون في التاريخ واصحاب اكبر انشودة عشق في التاريخ .
يتحدثون عن جميل بثينة وقيس ابن الملوحوما الى ذلك من العشاق ويضربون بهم مثلا ولكنهم مثلا ولكنهم لم يروا اهل العراق في عشقهم للحسين هؤلاء تاسو بكل قضية ان قيل ان ابن الملوح او جميل بثينة كانا اذا رأيااثرا من اثار معشوقته كان يتغنى بها شعرا وانصار الحسين لم يتغنوا بها شعرا .
وجدوا ان الصديقة الحوراء ضربت رأسها بالمحمل فقالوا لن نتركها وحدها فراحوا يطبرون الهامات ويضربون الرؤوس ,راؤا ان السياط قد تلوت على ظهور بنات الرسالة اثروا الا ان يشاركوهن وانتخبوا ليشس سياطا وانما زناجيل لكي يقولوا لستم وحدكم يأهل البيت وجدوا ان جيوش بني امية ضربت بطبولها(بدماماتها) واشعلت نيرانها يوم السابع ويوم الثامن لكي ترهب بنات الرسالة حولوا المشهد الى مشاعل من اجل نصرة ابي عبد الله الحسين عليه السلام, راوا انبنات الرسالة سارت على نيران بعد حرق المخيم فبادروا الى ان يمشوا على نار اعظم واقوى من ذلك.
اي امر لم يتاسا هؤلاء العشاق بطبيعة ما حصل لم يدعوهم الى ذلك شرع ولم يوجب عليهم اي انسان ذلك جاءو طواعية وجاءو بعشق من اجل ان يبرزوا صدق ولائهم لاهل بيت العصمة والطهارة .
والله لو قدر لهم ان يجدوا ملتمس من شرع او ذريعة من فقه لكي يقال لهم اقتلوا انفسكم في يوم العاشر من محرم والله لن يترددوا عن ذلك هذه الترنيمة ترنيمة العشاق لم يحصل في اي شعب ان يؤديها لن يؤديها كما اداها العراقيون, نعم, في كل مكان يحتفل عشاق الحسين على طريقتهم ولكن لن تجد حرارة ولن تجد حماسة ولن تجد لوعة كما تجدها عند هذا الشعب الكريم ولذلك لا استغرب هذا اطلاقا .
كنت اتسائل قبل ذلك مرارا وتكرارا لماذا تم انتخاب العراق ليكون هو منطلق الحركة المهدوية الشريفة ولماذا اختير ليكون عاصمة العالم فوجدت اناس هذا البلد يختلفون في ارائهم ويتباينون في امزجتهم واذواقهم وربما يتصارعون على المصالح ولكن القضايا عندما تصل الى الحسين حتى تكسر الاقلام وتحطم المحابر وتمزق الاوراق والكل يقول ...ياحسين.
زيارة الاربعين المقبلة
هذه الصورة ليست مبالغة ولكن ها انا ازعم ان يوم الاربعين القادم ولايفصل عنا الا ايام قليلة ان تحدثنا عن اربع عشر مليونا او خمسة عشر مليون انا اجزم بأن اعداد الزوار العشاق في هذه السنة سيكون اكبر من السنة التي مرت والسبب ان الناس بدات تعرف يوما بعد اخر اي لذة في السير على درب الحسين واي نعمة ان يحسب الانسان خادما للحسين واي راحة ان يدخل الانسان في اطار نصرة المولى ابي عبد الله الحسين عليه السلام .
انا في الوقت الذي اهيب فيه بجميع مواكبنا وجميع منتدياتنا ان تعد العدة لمسيرة اعظم وفي الوقت الذي اناشد فيه اصحاب الاموال بل اناشد فيه الفقراء لان تجربتنا ان الفقراء اسخى من اصحاب الاموال ان يبادر وا لتزويد مواكب الحسين عليه السلام بمواد التدفئة لان الشتاء بارد وهؤلاء الزوار سيسيرون في الصحراء وانتم تعرفون برد الصحراء ومن يرزق كرامة الانفاق على درب الحسين كيف يمكن له ان يخشى صاحب مكافاة على ماله وهذا الحسين صاحب مكأفاة كل من يسلم عليه فيهبه الجنة فما بالك لو انفق الانسان في درب ابي عبدالله عليه السلام انا في الوقت الذي اهيب به بالحسينيون وادعوا للمبادرة الجادة لكي يقوموا بواجبهم من اجل مواساة العقيلة زينب ولايدعوها وحدها تمشي ويجب ان يمتلئ الكون من اولئك الحفاة الذين يسيرون طلبا لنصرة الحوراء زينب عليها السلام .
مجالس المحافظات والحكومة وخدمة الزوار:
وفي الوقت الذي اهيب بمجالس المحافظات وبالحكومة المركزية الى وضع الامكانات اللازمة والخدمات الضرورية التي من شانها ان ترفع من كونهم خدمة للحسين.
اقول لهم الناس لم يحبونكم كسياسيين ولم يثقوا بكم كأداريين ولكن تعالوا واستجدوا من الناس كحسينين والناس مستعدة للنسيان.
انا في الوقت الذي ادعوا هذه المجالس الى تضع عطلة خاصة بابناءها لاسيما في العمارة والبصرة التي يخرج ابناءها من مناطق بعيدة وتبقى مدة طويلة .
واقول لبرابرة البشر واقول لادعياء الدين ومنافقيه اقول لاولئك الذين تفننوا في كيفية قتلنا ونحن في طريق الحسين ولا اقولها مبالغة نحن نعشق الموت في طريق الحسين وان جرحانا يتالمون لانهم لم يستشهدوا في طريق الحسين بل يعدوها منزلة ضعيفة لربهم عند الحسين لان الحسين لم ينتخبهم كشهداء وكمظلومين في طريق الحسين .
تتحدوننا باحزمة ناسفة وفجرتم الالاف منها مالذي حصدتم تحديتونا بالعبوات الناسفة لكي توقفوا زحفا هادرا يتواصل بالملايين بالصغار وبالكبار كابرا عن كابر.
تتحدوننا بأن تقتلوا بضعة منا اقتلوا الالاف لا والله بل اقتلوا مئات الالاف تريدون منا ان نتراجع او نتضعضع سنسكن في طريق حماسنا لقيم الحسن ولثورة الحسين عليه السلام انتم مشتبهون.
اثبتم قبل ذلك انكم لستم اكثر من حمقى تبحثون عن ارواء لغلكم وغيضكم اثبتم عبر ممارساتكم معنا انكم موتورون لا تبحثون سوى عن المزيد من الدماء لكي تشربوها منا.
لستم اول من فعل ذلك ولستم اكبرمن ذاك الذي نادى في يوم عاشوراء اقتلوهم ولا تبقوا لاهل هذا البيت من باقيه مالذي حصل ومالذي جناه اولئكم حتى تجنوا انتم ..قتلوا ما شئتم وذبحوا ما شئتم فجروا بما اوتيتم والله لن تمحوا ذكر الحسين ولن تزعزعوا قلبا واحدا من قلوب عشاق الحسين من ان يبقى متواصلا مع معشوقته.
الاشادة بدور القوات المسلحة خلال مراسم عاشوراء:
استغل هذه المناسبة في الوقت الذي اشكر القوات الامنية على جهودها ودوائر الدولة المختلفة على جهودها في سبيل ان تمضي الشعائر بهذه الطريقة وفي الوقت ااسف ان يحصل بعض الجرائم اهيب باخواننا في الفرقة الثامنة هذه الفرقة التي يتوافد عليها كل الزوار الى مناطقها فهي التي تشرف على الحلة والديوانية والنجف وكربلاء بالاضافة الى الكوت اهيب بهم ان ياخذوا حذرهم وان لا تلوعوا قلوبنا مرة اخرى بأن نرى مشهد تفجيرات طويريج يتكرر كما في العام الماضي والعام الذي قبله ونحن نعلم انهم يبذلون جهدا كبيرا ولكن التقصير والاختراق هو الذي ادى الى هذه الجرائم ايضا .
لايفوتني ان انبه حكومتنا الموقرة الى ان محافظات الحلة والنجف وكربلاء على وجه خاص ستتحمل العبء الاكبرفي استقبال الزوار وعملية استقبال هؤلاء تعنى اموالا وتعني وقود وتعني جملة من الامور وهو الامر الذي يتطلب ان تمنح هذه المحافظات منحا خاصة لهذه المناسبة
استغرب جدا ان الحكومة والبرلمان لم يسمعوانداءناكل هذه السنين نحن لدينا في كل عام مشكلة اسمها خدمات الزوار ولاسيما في نقلهم وما الى ذلك مالذي يمنع هذه الحكومة من ان تشكل وزارة او مؤسسة او مديرية عامة تر تبط بأي جهة كانت للاشراف ولخدمة المناسبات الدينية
العربية السعودية لديها ثلاث ملايين حاج سنويا تخصص لهم وزارة لديها امكانات ضخمة رغم ان الحجاج ياتون باموالهم ولاتصرف عليهم المملكة فلسا واحدا ولكن نحن لدينا خمسة عشر مليون زائر في يوم الاربعين وحده فما بالك لو تحدثنا عن يوم عاشوراء وعن يوم الغدير وعن يوم النتصف من شعبان وما بالك لو تحدثنا عن مئات المناسبات التي يحج بها الزوارالى مراقد عشاقهم ومحبوبهم مالذي يمنع ان تخصص هذه الحكومة وهي التي تمتلك اموالا ضخمة ان تخصص بضعة ملايين لكي تنفقها على هؤلاء الزوار لماذا نحن نطالب ابناء هذا الشعب الفقيرفي ان يقدموا الوقود والبطانيات الى المواكب الحسينية التي تستضيف الزوار ولا تبادر الحكومة نفسها على توزيع هذه المواد على هذه المواكب وهي باعداد هائلة ولايوجد والله شعب استطاع ان يؤسس مواكب للامام الحسين كما استطاع هذا الشعب ان يؤسس عشرات الالاف لابل مئات الالاف من المواكب وفي كل سنة تتعاظم واذا كان هذا الشعب قد ارانا عشقا لهذا الطريق كما ارانا اخواننا في السيدية يوم ان فجروا موكبهم قبل اربع سنوات او خمسة بسيارة مفخخة بعد دقائق وانا شاهد على هذه الحالة نصب موكب في نفس المكان وكانه كان معد سلفا في ان امرا سيحصل لرفاقهم في الموكب الاخر.
هنالك العديد من المطالبات ولكنولكن استغل الظرف لكي اقدم الشكر الى مجالس المحافظات التي اعلنت التعطيل يوم التاسع من المحرم لكي يتمكن الحسينين من التفرغ لاداء الزيارة والخدمة لابي عبد الله عليه السلام وبنفس الوقت اقدم عتبا مريرا لماذا اربع محافظات فقط هي التي تبادر الى هذا الاعلان ولاتبادر بقية المحافظات انسوا ان لديهم زوارا ام نسوا ان لديهم شعبا يعشق الحسين كما لايعشق مثله احدا قط.
اعتداء بعض الفضائيات على قدسية عاشوراء
ايضا لايفوتني اشير بأشمئزاز الى قنوات عراقية اثرت ان تعتدي على مشاعرنا والا ان تحاول اهانة قدسية هذه المناسبة من خلال بثها اما للمواضيع الطائفية البغيضة وبثها للاغاني والافلام التي لاتليق بهذه المناسبة ولا اعتقد ان الامر يحتاج الى ان تصدر لجنة الاوقاف البرلمانية مجرد بيان هذا الامر فيه ايذاء بالغ وقد وجدنا ان قنوات لا علاقة لها بالشعب العراقي ولكنها ترى في العراق وتحترم هذه المناسبة وقنوات تعيشعلى اعلانات الحكومة ومع ذلك هي التي نكئت جراحنا في ليلة العاشر ويوم العاشر انا اعتقد ان حسابا يجب ان يتم وان مجرد العتاب لايقطع دابر هذا الامر ولاسيما وانه ليس الاول من نوعه وانما هو امر حصل سابقا ومن قيل له تجرأسيتجرأ بشكل اكبر ومن امن العقاب سيسيئ الادب لاشك ولا ريب.
وفيما يلي التسجيل الكامل لخطبة سماحته :