قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :
في هذه الأيام تمر علينا ذكرى رحيل الأمام الراحل السيد محسن الحكيم (رض) وأيضا يمر علينا في هذا الأسبوع ذكرى الجريمة النكراء التي إرتكبها آل سعود وزبانيتهم من الوهابية بهدم قبور أئمة أهل البيت (ع) . وحري بنا أن نتوقف عند الأمرين معا ، إذ أن الأمام الراحل السيد محسن الحكيم (رض) يمثل أحد المراحل الحاسمة في حركة المرجعية وعلى يديه تطور العمل المرجعي بطريقة لم يشهد لها تأريخ التشيع قبل ذلك مثيلا . إذ لعله المرجع الوحيد والأول الذي إستطاع أن يوحد كل شيعة أهل البيت تحت رداء مرجعيته . فلدينا مرجعيات كبرى ولكنها لم تستطيع ان توحد كل شيعة أهل البيت في كل البلدان ، ولكننا وجدنا الأمام الراحل استطاع أن يفعل ذلك وإستطاع أن يمر بالتشيع في فترة سياسية في غاية الحرج وفترة شهدنا فيها حربا عقائدية شرسة ضد الأسلام وضد المسلمين وحربا عقائدية شرسة ضد شيعة أهل البيت ، وحربا سياسية من قبل الأتجاهات العلمانية إن كانت بأسم الملكيين أو كانت بإسم القوميين أو كانت بإسم البعثيين أو كانت بإسم الشيوعيين فكلهم شنوا حربا واحدة ضدنا فضلا عن الحرب المألوفة لخوارج هذه الأمة وأعني بهم تكفيريي الوهابية الذين كان للأمام الحكيم ( رض) الدور الأكبر في لجم حركتهم وموقفه الطريف جدا مع شيخ الوهابية الأعور الدجال ابن باز وكان بغاية الطرافة وهو يدل على طبيعة الفارق بيننا وبين القوم . فحينما ذهب الى الحج سنة 1965 أو 1966 وقد سافر آنذاك من مطار المثنى في بغداد ، وجاءه ابن باز وهو أعمى فأراد أن يحاور الأمام الحكيم (رض) في قضايا النص الظاهر في القرآن وبدأ يناقش فقال له الأمام الحكيم ، أنت تؤمن بظاهر القرآن وان الحديث عن باطن القرآن أمر من الخرافة ؟ ، فقال له نعم ، فقال له الأمام الحكيم ما رأيك بقول القرآن الكريم ( ومن كان في هذه الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) ؟ . فألجم ابن باز ولم يستطع الرد .
وهذا الجهد الكبير إقترن بظاهرة لم تكن مورد عناية كبيرة قبل ذلك وهي أن الأمام الحكيم (رض) أراد أن لا يسرق جهد المرجعية ، فالمرجعية قبل ذلك تعمل وعملها كبير جدا ولكنه كان يأتي مرتزقة الأديان ومرتزقة السياسة وأصحاب الأهواء والمضلين لكي يسرقوا هذا الجهد . سنوات ونحن نحرم من وجود تيارات تتمكن من أن تبقي حصاد المرجعية لصالح المرجعية الى أن بدأ الوعي من قبل الأمام الحكيم (رض) يبث في داخل الأمة لذلك ليس غريبا أن تجد أن من تصدروا ساحة العمل الفكري والمرجعي هم تلامذة الأمام الحكيم (رض) ، يعني انك عندما تنظر الى الكثير من المناطق تجد ان وكلاءه تحولوا الى قادة لتلك المناطق او الموجهين الأساسيين لها ورغم عيابهم المادي إلا ان الناس لا زالوا يذكرونهم بكل إجلال وبكل عظمة . ولعله الميزة في حركة الأمام الحكيم (رض) وطبيعة التوفيق في هذا المجال يعود في طبيعة إخلاص هذا الرجل لله سبحانه وتعالى . وهنا أذكر قصة قد ذكرتها من قبل ولكن لا بأٍ من تكرارها لأنها تشعر مثلي وأمثالي بالخجل الشديد أمام حالة الأخلاص التفاني لدى الأمام الحكيم (رض) حيث يقول : ( لما أردت ان أكتب كتاب مستمسك العروة الوثقى وهو الكتاب الذي يدرسه المراجع وليس كتابا عاديا إحتجت الى أحد المصادر وكلما في المكتبات العامة والخاصة لم أجده ولكنه سمع أن هذا الكتاب موجود لدى إحدى الشخصيات فذهبت إليه وطلب من استعارة الكتاب فأجابه بالرفض قائلا له إنني قد أقسمت أن لا أعير أي كتاب لأي أحد بسبب أنه كان يعطي الكتب ولكنهم لا يعيدونها اليه فقال له السيد هل تسمح لي بإستنساخه ، فقال له إن ذلك غير ممكن لأن عملية نسخه باليد تحتاج الى أشهر وأنا لدي عائلة ولا يمكن أن تجلس كل يوم في بيتي ، فقال له السيد إسمح لي أن أجلس في باب الدار وأنقل الكتاب ، فقال له ، ماذا سيقول عني الناس عندما يرونك جالسا على باب بيتي ، فقال له أنا أعاهدك على أن أجتهد على ان لا يعرفني أحد ، فأخذ يذهب إليه في الساعة الثانية ظهرا وفي عز الصيف وأن ابن النجف وأعرف كيف أنها كانت في مثل هذا الوقت مجرد شوارع خالية فكان يجلس ويضع عباءته على رأسه وإستنسخ الكتاب في هذا الظرف ) ! .
وأضاف سماحته :
وقصته مع الشيخ حسين الحلي (رض) قصة معروفة وأنا قد سبق وذكرتها هنا ففي أحد المرات إلتقى به في أحد مجالس الفاتحة فقال له السيد هل سمعت مني شيئا يسيء لك ؟ ، فقال له حاشاك يابن رسول الله بل بالعكس فقال له ، اذن لماذا لا ترد علي السلام ؟ ، فقال له سيدنا أنا لم أسمعك تسلم علي ، فقال له أنا ولتسع سنين كل يوم أسلم عليك وأنت خارج من الدرس ، فقال له والله لم أسمعك ولا لمرة واحدة . فقد كان المراجع يعطون الدروس وفق أوقات محددة وكان السيد الحكيم عندما يخرج من درسه يلتقي بالشيخ حسين الحلي في منتصف الطريق وكان الشيخ خارجا من درسه الأول ومتوجها الى درسه الثاني ، وكان يحضر للدرس الثاني في أثناء سيره في الشارع فكان فكره مشغولا بالدرس ولذلك لم يكن يسمع سلام السيد الحكيم عليه . فنحن إذا سلمنا على شخص مرة او مرتين ولم يرد فإننا نقيم الدنيا ولا نقعدها ، والسيد الحكيم وهو مرجع الطائفة وتسع سنين يسلم يوميا على الشيخ حسين وهو مرجع آخر ولا يرد عليه السلام ولكنه يحملها في نفسه الى أن يراه ويعاتبه ولم يتكلم بها حتى لأولاده أو أي شخص آخر ، والأهم من ذلك أنه لمجرد أن قال له إنني لم أسمع سلامك ولا لمرة واحدة فإنه يقبل منه لأنه مصدق عنده .
وأنا أعتقد أن أفضل بر بمنهج الأمام الحكيم (رض) هو ان نعطي لخط المرجعية القوة التي يحتاجها ، فالمراجع أقوياء وفكرهم قوي ولكن مشكلتهم في طاعة الناس لهم وإنصياعهم لتوجيهاتهم . فالمرجع لا ريد دنيا ولا وجاهة ولا مالا وهنا أضرب مثالا : كم قيل عن الأمام السيد السيستاني ( دام ظله ) وكم بث من إشاعات وأقاويل حتى أنهم قالوا بأنه أخرس ولا يتكلم وكان يستطيع أن يثأر لنفسه ويخرج ويقول أنا لست كذلك ولكنه يتعالى عن كل هذه الأمور . وهنا أتذكر انني قلت لأحد المسؤولين إنك لم تذهب الى السيد السيستاني منذ قترة لماذا ؟ ، فقال لي لا أريد أن أذهب اليه ، فقلت له لماذا ؟ ، فقال إنني كلما ذهبت اليه يقول لي ويوصيني بالفقراء والكهرباء والحصة التموينية ولم يعد لي قدرة على هذه المطالبات . وهنا فالسيد السيستاني لا هم له غير الناس وعلق همومه على همومهم ومصالح الناس فهل العيب بالسيد السيستاني أم العيب في المسؤول الذي يتذمر . لقد قلبوا الدنيا بشبهاتهم من بعثيين إلى الوهابيين والأمريكيين والمنافقين والمفسدين والكثير من اتجاهات أخرى حاولوا أن يشوهوا سمعة السيد السيستاني ويستفزوه ولكنه كان دائما قلعة ثابتا لا يتزحزح . والله والله أنا كلما أذهب الى أحدهم أشعر بالخجل في نفسي فملابسي أفضل من ملابسهم وسيارتي أفضل من سياراتهم وبيتي أفضل من بيوتهم وهم الذين ينتبهون ويقولون لا تكونوا مثلنا بل إذهبوا وإعملوا بالعمل الذي ينفع الناس . هؤلاء هم مراجعنا لذلك فإن أفضل وسيلة لأحياء ذكرى الأمام الراحل وبقية مراجعنا العظام هو بإحياء هذا الخط والالتزام به .
وعن ذكرى هدم قبور أئمة البقيع (ع) قال :
أما بالنسبة الى هدم قبور الأئمة (ع) في البقيع ، فيؤسفني أولا أن أرى أمة طويلة عريضة تمر بها ذكرى هدم قبور الأئمة في البقيع وكأن شيئا لم يحدث ! . هل رأيتم حرقة القلب التي حصلت أثناء تفجير الأمامين العسكريين ، فما الفرق بين الإمامين العسكريين وأجدادهم الطاهرين وهناك عندنا أربعة من الأئمة بالأضافة الى أمهم فاطمة بنت أسد (ع) . في تلك الفترة حاول الوهابيون أن يهدموا قبر رسول الله (ص) ولكن يسجل لمصر موقف مشرف في زمن ابراهيم بن محمد علي باشا الذي إستنفر الجيش المصري مباشرة ووضعه على مشارف البحر الأحمر وهدد السعوديين بأنه سيغزو السعودية لحماية قبر رسول الله (ص) . وعند ذلك تركوا قبر رسول الله (ص) ، وهذه القبة الخضراء التي ترونها هي الضريبة التي دفعها الوهابيون آنذاك لأن ابراهيم باشا قال بما أن الأمور هكذا فإننا نأتي ونرمم القبر . والآن أزيل القبر فلا يوجد شيء في القبر وأنا قبل أربع سنوات زرت المكان المشرف وكنا وفدا أثناء توقيعنا لوثيقة مكة فأتينا من مكان لم يكن فيه زوارا ودخلنا من باب فاطمة (ع) الخلفي وكان معنا مفتي العراق الشيخ عبد الملك السعدي وثلة من العلماء الأطياب وأتذكر ذلك اليوم كان هناك بكاءا مرا من الشيخ عبد الملك وينادي هنا النجاة ، وعلى كل حال نظرنا القبر ولم هناك أي شيء غير أرض فارغة . وبالنسبة إلينا سواءا كانت القبور مبنية أو لا يبقى أئمتنا أعلى من هذه المسائل ولكن أمة تستشعر حجم الأجرام الذي إرتكبه آل سعود وخوارج هذه الأمة من الوهابيين وأمثالهم بهدم قبور الأئمة بناءا على حجج سخيفة من عندهم وتسكت وتمر بها الذاكرة وتأتي الذكرى وتستمر في السكوت ولا أحدا يذكر ولا أحدا يحتج ولا أحدا يندد فأنا أعتقد ان هذه الأمة متنكرة لأبسط حق من حقوق أئمتنا (ع) .
الآن أكثر من ذلك ففي كل سنة يتشددون في نفس الزيارة فأنا أتذكر إننا ذهبنا سنة 1973 الى البقيع المشرف وكنا نستطيع أن نصل الى مسافة مترين او ثلاثة أمتار من القبور المشرفة ، ولكن الوالد قدس الله نفسه قال في وقتها ( سوف يأتي يوم يكون فيه حتى هذا المقدار سوف يمنعونا منه ) وبالفعل أبعدوا الناس ومنذ فترة منعوا النساء من زيارة القبور وبعد ذلك أصبح دخول البقيع بحجة أو بأخرى من الأمور المستصعبة الى أن أصبحوا الآن يتشددوا أكثر وأكثر . فمن هم آل سعود حتى يتحكموا بكل هذه الأمة وبهذه الطريقة ؟! . وأنا أدعو أخواني من الخطاب والمبلغين والسياسيين وأصحاب الأقلام الى تجنيد أنفسهم على أقل التقادير لتذكير الناس والأجيال بأن هناك قبور لأئمتنا مثلها مثل بقية الأضرحة ، ولكن في يوم مشؤوم وهو الثامن من شوال هدموا القبور وتركوها كما ترونها الآن . وكان هناك قبر مجلل لأسماعيل ابن الأمام الصادق (ع) وكانت هناك بقايا لهذا القبر ولكنه أزيل وأصبح الآن طريقا للمشاة .وأنا أشعر بواجبي وواجبكم على الأقل أن نحدث أبناءنا حتى تبقى ذاكرة الجريمة شاخصة أمامهم حتى يأتي اليوم الذي ينتقم فيه الله سبحانه وتعالى من هؤلاء الأشرار ويومهم ليس ببعيد على الله تعالى . اللهم أرنا ذلك اليوم السعيد الذي تفضح فيه نفاق هؤلاء وتظهر به دجلهم وزيفهم وخداعهم .
وتحدث سماحته عن تكرار ظاهرة هروب السجناء قائلا :
أما في الشأن السياسي فالحمد الله في أيام العيد دولتنا المكرمة أفرحتنا أن تكررت نفس الأزمة ونفس الفضيحة وهي أن يهرب سجناء قتلة وجرمين من سجون الدولة . مرة في البصرة ومرة في الحلة والآن في الموصل وبعدد كبير والفارين هم من كبار قادة الإرهاب والأجرام ، وبما أنهم من كبار القادة كان يجب أن يتحفظ عليهم بتحفظ أساسي وبحماية وتحصين أقوى . عندما حدثت حادثة البصرة قلنا أنهم سينتبهون وإذا بحادثة الحلة ، ولم يمض على حادثة الحلة شهر واحد حتى حدث نفس الأمر في الموصل . وما يدريك غدا في ديالى وبقية المناطق مادام أن اللغة التي يتعامل بها هي كم تدفع فلا قانون ولا عقيدة حب وطن ولا ولاء للوطن فالأصل هو كم تدفع لي وكم تؤمن لي من المناصب أو المنافع فهذا الأمر الذي يجري في كل هذه الدولة وللأسف الشديد . وأعجب لأن يرجع المسؤول الحكومي ويتحدث عن دولة المؤسسات والدولة القوية والراقية فإن هذه القضايا حلت الدول منذ عشرات السنين فأي دولة حدث فيها هذا العدد من الهروب وفيها هذا العدد من الأمن والقوات الأمنية الموجودة في الشوارع والساحات ؟ . للأسف الشديد لما أردنا أن نسكت أو نقول أن الفساد بدأ يقل في هذه الدولة نجد أن الأمر يتعاظم ويفضح بشكل أكبر ، وكلما يئسنا وقلنا أن لا حياة لمن تنادي وجدنا أننا مجبرون لنعود ونتحدث ونصرخ في أولئك الأموات الذين لا زالوا يصرون بأن لدينا في إتجاه بإتجاه المؤسسات . فالفساد يستشري وقد نتحمل ان يكون هناك فساد ولكن أن يتم التهاون مع قتلة الناس وع فجرتهم لكي يعودوا مرة أخرى لقتل الناس والفتك بهم فكيف سنتحدث ؟ . كيف يمكن للمرء أن يشعر بأنه في داخل دولة تحترم إنسانها وفي داخل حكومة تعطي لإنسانها ومواطنها الحق أكثر من أي قضية أخرى .
وأضاف أيضا :
والأنكى من ذلك أن الإرهابي عندما يرى إمكانية خروجه بهذه الطريقة فهل سيستصعب الإرهاب أم سيستسهل الإرهاب ؟ ، والضابط والجندي الذي يقاتل ويعرض نفسه الى القتل والأذى ومن كل الأصناف الأمنية عندما يرى جهده يصادر نتيجة لوجود مأمور فاسد في هذا السجن أو في ذاك المركز . فهو يقدم صدره ويقول أن أهلي وأناسي يجب ان أحميهم ومئات بل آلاف الذين قتلوا من هؤلاء الأبرار من أجهزة الأمنية نتيجة لدفاعهم عن هؤلاء الناس ، فاليوم عندما يرى ان جهده قد بيع بمقدار بخس من الأموال نتيجة فساد المسؤول الفلاني أو الضابط الفلاني أو المأمور الفلاني فهل يستطيع أن يقاتل أو ان يقول أن هناك شيء يستحق أن أدافع عنه ؟ . أنا أقول أخواني الأعزاء وأناشد أخواني في الأجهزة الأمنية وأقول لهم أن هناك معركة شديدة فإياكم أن تتوانوا لا تجعلوا الفساد يفل في عضدكم ويوهن من قوتكم ، ونحن منذ البداية قلنا ان الفساد متحد مع الأرهاب فالفاسد فاسد سواء انتمى الى هذه الجهة أو تلك الجهة ، والأرهابي إرهابي سواءا إنتمى الى هذه الجهة أو الى تلك الجهة ولكن الى متى نبقى نسمع بهذه المهازل ؟ .
وأنا هنا أيضا من واجبي أن أنبه السياسيين بأن هناك حديث يجري الآن وللأسف الشديد عن موت مبادرة السيد مسعود البارزاني . فعندما نتحدث عن موت مبادرة تأسست في ضوءها الحكومة يجب أن تكون أمامنا مبادرة بديلة تبقى الحكومة وتقوي الحكومة ، والآن كل المواطنين وكل القوائم متضررة من الأداء الحكومي . فالحكومة تتعكز تارة على الخلافات وتارة على الترهل وتارة على الأرهاب وتارة على الفساد وفي كل يوم عذر ، والآن الصراع السياسي يمنح الحكومة المزيد من العجز فعندما نتحدث عن موت المبادرة فأنا أعتقد أننا ننقر من جديد على ناقوس الخطر بشكل متسارع . فقد ذكرت في صلاة العيد وقبلها اننا نتجه الى صراعات سياسية شديدة وببساطة أقولها أن في تشكيل الحكومة كانت هناك فاتورات قد تشكلت واليوم بدأ الفرقاء السياسيون يقولون ان فواتيرنا لم تسدد فتعالوا وإدفعوا . وسط هذا التصريح بطريقة أو بأخرى سيسحصل تصعيد سياسي وتجاذب سياسي وتظاهرات ومواقف متشددة فمن المستفيد ومن المتضرر ؟ ، المستفيد هو السياسي والمتضرر هو المواطن . فالدنيا تدور ويبقى " ابن البايرة " الذي يسمى مواطنا وابن هذا الشعب تبقى الأمور تتراكم وتتكدس على رأسه . فالسياسي إن بقيت هذه الحكومة فحظه موجود وإن ذهبت هذه الحكومة فحظه موجود وفرصته تتعاظم ولكن الذي يبقى محروما هو المواطن .
وختم سماحته الخطبة بالقول :
أما بالنسبة الذين يتحدثون عن حكومة جديدة أو حكومة الأغلبية أو حكومة الأقلية أو حكومة الشراكة أو موت مبادرة ومجيء مبادرة أخرى فتحدثوا كيف ما تريدون فإنكم لن تحلوا مشكلة ما لم تعدوا برامج للحل وهذه قلتها قبل تشكيل الحكومة وسأبقى أقولها لا تكون لأننا من البداية قلنا ان طريقة الحل لا تكون بعمل يومي وإنما على الأنسان يخطط قبل أربع سنوات ويقول سوف أفعل هكذا ويبدأ بوضع مخططاته بناءا على وجوده في الحكومة او البرلمان لمدة أربع سنوات يأكل بأموال هذا الشعب ويتمتع بخيراته فعلى الأقل أن يمنح مقدارا معينا لهؤلاء الناس . والله إن الناس لا يريدون كراسيكم ولا مراكزكم ومناصبكم ولا أموالكم ولا أراضيكم وإنما يريدون قليلا من الأحترام لكرامتهم . وهذا العيد غالبية الناس قد قضت أوقاتها في الشوارع نتيجة الأزدحامات وما ريردونه هو حل لمشكلة الشوارع ومشكلة النقل . ففي كل يوم تضخ آلاف السيارات الى الشوارع والشوارع هي نفسها فلم يبنوا شاراعا جديدا وبالنتيجة فإن السيارات عندما لاتأتي يجب ان يحسب هل ان لها شارعا تسير فيه وساحات تقف فيها . بينما هنا إزدحامات وهنا أزمة وقود وهنا صعوبة في الوصول الى المكانات وهذا الزمن كل أموال والدول الأخرى تقول ان هناك اموالا تضيع وللأسف الشديد عندنا أبسط شيء في هذا البلد هو أن الوقت لا قيمة له ، فتقضي ثلاث أو أربع ساعات في الأزدحامات وتحترق أعصابك أنت وعائلتك فهذا ليس مهما وإنما مادام ان المسؤول حفظه الله جالس ومرتاح ومتنعم فالأمور الأخرى ليست مهمة .