بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : سياسة عفى الله عما سلف تطبق على المجرمين ولا يعمل بها السياسيون



قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة التي خصصها للحديث عن الخلافات السياسة وتأثيراتها السلبية على مستقبل العراق :

للأسف الشديد لا زالت الأوضاع السياسية تتردى من يوم لأخر ولا زال الوضع السياسي في كل مرة يعطينا دفقة من التذمر ومن اليأس من طبيعة المشاريع التي تؤدي الى خدمة هذا البلد وأبناءه المحرومين وكل الوضاع وللأسف الشديد اقولها  لا تنبؤ بأن افق الخدمة الحقيقية بات واضحا او بات منظورا حتى . الأسباب متعددة ولا ارميها بإتجاه واحد وأنما تتفاعل جملة من العوامل والعناصر التي تصعد من التشنجات والسياسية والتوتر السياسي بالشكل الذي تفرز من خلاله الكثير من الأعمال ومن المواقف التي لا يعول عليها بخير ولا يمكن لها ان تأتي لمواطني هذا البلد بأية خدمة . وها نحن اليوم نرى كيف ان الاوضاع الأقليمية تدلهم سماؤها في كل يوم وفي المقابل لا نجد من الساسة بإختلاف طبقاتهم إلا ما يعرب عن التخاذل عن الموقف الصحيح والأبتعاد عن المواقف الخاطئة . ولو قدر ان نرى ميناء بوبيان على سبيل المثال يطفح خبره على السطح الإعلامي فهناك الكثير الذي لم يصعد على سطح الإعلام من الخبايا التي تعرب عن حالة التحامل على سيادة العراق وعلى حقوق العراقيين ولم نر من المواقف إلا التصريحات الرنانة او التصريحات المتخاذلة . فإذا كانت رنانة فلا تعود على العراق بالخير كما رأينا في مواقف المجرم صدامم حينما كان يطرح المواقف الكبيرة عبر تصريحات رنانة ولكنه في الواقع اللعملي كان قد جر على العراق كل البؤس وكل الشقاء .

وها نحن امام استحقاق ميناء بوبيان وجريمته الكبرى يجب ان تسجل على جبين المجرم صدام وزبانييته فهم الذين اوجدوا هذا المأزق الذي وضع فيه العراق . هذا ناهيك عن مواقف كثيرة لم تطفح على الإعلام مما يهدد سيادة العراق وسط تخاذل المتمسكين بمناصبهم اكثر من تمسكهم بكرامة العراقيين وحقوقهم . والمؤلم أكثر أن هذه التهديدات التي تطفح بها السساحة الأقليمية والدولية على الساحة العراقية  وعلى العراق لا يقابلها اهل السياسة إلا بالكثير من التشنج فيما بينهم والتصعيد واحدهم على الآخر في الوقت الذي لهم اعداء كثر لا ينتبهون اليهم وهم يتشاغلون فيما بينهم بصراعات مهما كبرت تبقى ضئيلة امام جدا الأستحقاقات القادمة والتحديات الموجودة . ولا أستطيع هنا ان الأستطراد لكل هذه القضايا ولكن ارقبوا المشهد في البرلمان وإن في الحكومة وفي الكتل السياسية فماذا ستجدون ؟ . صراع في صراع وتشنج لآخر وتحميل للمسؤولية على الآخر وتنصل عن المسؤولية والقاءها في ذمة الآخرين وكأننا الملائكة في قبالة الشياطين . بينما الأمر اولا لا يستحق كل هذه القضايا ، والآخر الأمور ليست كما يطرح في الأعلام والتصريحات الأعلامية . والأتهامات ليست واقعية بالضرورة ولكن لو اننا صدقنا كل ما يقال فدعوني أساءل اهل السياسة أين المواطن من صراعاتكم ؟، وأين خدمة الناس من هذه الصراعات ؟، ومالذي رآه الناس كل هذه الفترة من الصراعات ؟ .

وأضاف سماحته :

لم يجدوا شيئا يتقدم وهاهي المهلة الموعودة من قبل الحكومة تكاد تتصرم وتنتهي ولا زال الشعب يراوح في مكانه إن لم أقل انه يتقهقر الى الوراء في اوضاعه المعيشية واضاعه الخدمية . والعائد لمن ؟، العائد يبقى لأصحاب الكروش المنتفخة ولأولئك المتمسكين بكراسيهم المقدسة ، والشعب يلتحف بهمومه ويتغطى بفيء غمه ومصائبه ولا يوجد لديه من يخرج وينتفض لهؤلاء الناس . يخرج ويقول للجمييع قفوا عند حدكم واذكروا هذا الشعب المسكين الذي ابتلي بكم . يحتاج هؤلاء من ينبههم الى اين تسيرون وإلى متى هذا التصعيد بينكم ونحن نسمع كلمات رنانة وشعارات براقة ظاهرها حسن وباطنها يحمل الخراب والمزيد من الخراب والأمثلة هنا كثيرة لا تعد ولا تحصى . العراقية تتهم دولة القانون ودولة القانون تتهم العراقية والتحالف الكردستاني يتهم هذا وذاك وتيار شهيد المحراب يفعل كذا والتيار الصدري ، والعائد أين الناس من كل هذه الصراعات . من الذي يخبرني ان مشروع الناس كان مشروعه ومن يستطيع ان يتحدث ويقول ان برنامجه السياسي يتعلق بمحرومية الناس وبمحرومية اولئك الذين خرجوا في اليوم الذي انتخبوكم به .

وقال ايضا :

من الذي يقول بأن اعماله الحقيقية باتت هي مطلب الناس والجماهير عند ذلك لا تعتبوا علي اخواني الأعزة الذين طالبوني ان أدخل الى البرلمان لا تعتبوا علي إن قلت اني لا اتمنى ذلك لأن الذين يحملون هموم الناس لا يرحب بهم ولا يستمع الى كلماتهم . بينما الوضع لا تتصوروه بالوضع السهل الذي يمكن ان يتنبأ الإنسان من خلاله بأن الخير قادم لو ان السياسيين استمروا على هذا المنحى وواصلوا الطريق بهذا الأتجاه . اتجاه في صورته الأولى نرى ان القوى باتت متكافئة فيما بينها وبدل ان يعمد الجميع الى ان يجعلوا هذه القوى تعمل كلها لصالح الشعب راحوا يتصارعون فيما بينهم وبالتالي سوف يحطمون انفسهم قبل أن يحطموا شعبهم ولكن الحرمان للأسف الشديد لا زال هو استحقاق الشعب والمظلومية لا زالت هي منال هذه الملايين من هذا الشعب الصابر .

وعن استخدام سياسة ( عفى الله عما سلف )  قال سماحته :

جميل ان يطرح البعض سياسة عفى الله عما سلف ولكن هذه السياسة فيها جميل وفيها قبيح ، الجميل ان يبادر اهل السياسة فيما بينهم ويقولون عفى الله عما سلف من عداواتنا وشقاقنا لأن من دون اتحادهم يسير هذا البلد بإتجاه الخراب ويدفع المواطن بإتجاه الحرمان . جميل جدا ان يتصدى هذا  المسؤول أو ذاك ويوقول سوف انسى خلافاتي من اجل هذا الشعب ومن اجل هؤلاء الناس . ولكن لماذا دوما يقال عفى الله عما سلف عن من قتل هذا الشعب أو آذاه او سرقه ويذهبون بها دائما الى القضاء ( ايها القضاء اخرج المجرمين والقتلة بناءا على سياسة عفى الله عما سلف ) !!! . وهنا نماذا ستجدون ؟، ستجدون ان المواطن هو المغدور والسياسي يبقى يلعب بعيدا عن سياسسة عفى الله عما سلف .

كنت قلتها عشرات المرات وسأبقى ارددها ، المشكلة في العراق لا تتعلق بالأموال فلدينا اموال كثيرة ولا تتعلق بصبر هذا الشعب فلا يوجد أصبر من هذا الششعب واكثر قناعة منه بالقليل . والمشكلة ان اهل السياسة لا يثق احدهم بالآخر ، فمالذي سيحصل لو انهم قالوا عفى الله عما سلف ويجسروا العلاقة فيما بينهم ؟. مالذي سوف ييحصل لو انهم غامروا بمقدار من الثقة بالآخرين ؟ . هل سسوف تنتكس الرؤس  ؟، هل سوف تذل الهامات ؟، أم ان جميلا يقابله ما هو اجمل والحسن يقابله ما هو أحسن ونحن شئنا ام ابينا لا يمكن لنا إلا ان نتعايش مع شركاء . فلا الشيعي يمكن ان يعيش لوحده ولا السني يستطيع ان يعيش لوحده ، ولا الكردي يستطييع ان يعيش لوحده ولا يعقل أن يتحدجث أي فريق عن الآخر بأنه لا حق له فهذا الوطن وطن الجميع وخلقنا الله سبحانه وتعالى ونحن ننقسم الى مكونات اجتماعية وسياسية والمجتمعات التي توجد فيها هذه الأنقسامات لا توجد ليها خيارات إلا ان تتصالح فيما بينها بشكل جدي .

الآن يشهد الله أرى ان وحدة العراق في أخطر مراحلها الآن بسبب أن القوى باتت متكافئة وأن هناك من يضغط على الاخر ورأيتموهم فيما بينهم ماذا يتحدثثون حينما يصعد الأشتباك السياسي يتحدثون سوف نفتح الفلاني او الملف الفلاني ، فإذا كانت هذه الملفات فساد او ملفات اجرام وما الى ذلك فمالذي يبقيها كل هذه الفترة مخبأة ؟!.

ونحن نقبل ان تخبأ لو قدر ان ذلك سيكون في مصلحة المصالحة الحقيقية ين الشعب وبين الحالكمين على مقدرات هذا الشعب . ولكن لا يعقل كل يوم نرى سياسة عفى الله عما سلف مع القتلة والمارقين على حقوق هؤلاء الناس ويبقى اهل السياسة يتراشقون فيما بينهم في حرب طاحنة يحسبها المرء ان هناك شيء حقيقي ولو فتشت في داخلها لن تجد إلا الكرسي اللعين الذي يتقاتلون عليه . وأتحدى أي جهة تقول بأنها في صراعاتها هذه كانت جادة بالوقوف مع مصالح الناس لا مع مصالحها الخاصة . وها قد رأينا طبيعة التعامل الذي حصل مع جهة لم يك منها ؟إلا البر بهذا الشعب وأعني بها المرجعية الدينية وطبيعة الموقف او المواقف التي أتخذت من الكتل السياسية تجاه ما طلبته كسبيل يختصر غضب الناس ويختصر الطريق لخدمة هذتا الشعب . رأينا كيف ان بعض الكتل قد اصرت إلا ان يتم التصويت بسلة واحدة على نواب رئيس الجمهورية في الوقت الذي كانت المرجعية تتحدث عن المناصب الفائضة ( لا تستحدثوا المناصب الفائضة التيي تثقل كاهل العراق ) . مالذي رأيناه ؟، ما رأيناه حكومة بعدد كبير وهائل من الوزارات وغالبية هذه الوزرات لا  معنى لها وال طعم ولا رائحة ، ويمكن ان تستبدل بشيء آخر . ولكن طبيعة " تبويس اللحى " المتخذ بين هذه الكتل استطاعت ان توجد مقاعد ما سمي بالترضية وهذه التي كانت المرجعية قد صوبت الأنظار اليها . لا يتصور احدكم ان المرجعية بأن المرجعية في موقفها إنما عنت كل المناصب وإنما تحدثت عن المناصب الفائضة التي لا يحتاجها الشعب . والعجيب والمضحك المبكي في نفس الوقت أننا حينما انتهت مهزلة التصويت على نواب رئيس الجمهورية وجدنا الجميع يتبرأمنة التصصوييت وكأن التصويت حصل في مكان آخر لا علاقة بهذه الكتل التي صوتت !!! . لا يعققل ان يستفرد وعي الناس بهذه الطرييقة من الأستغفال والأحتقار لرأي الناس وكأن الناس لا تسمع ولا ترى ولا تحس ولا تشعر ، فالناس تراقب .

وعبر سماحته عن أسفه الشديد لعدم الأنصياع لأمر المرجعية الرشيدة بالقول :

الموقف الذي تحدثت عنه المرجعية في مسألة تخفيض الرواتب وانا اقولها بشكل جاد لن تروا اي تخفيض في الرواتب وانا اقطع بذلك ، وسوف يبقون يوميا يخلقون هذه المشكلة أو تلك المشكلة حتى لا يصل القانون الى درجة التشريع .  هل تظنون بهذه الطريقة هل يمكن ان يخدم الناس ؟، بهذه الطريقة هل يمكن للأنسان أن يعبر عن رأيه بشكل شفاف ويقول للسارق أنت سارق ويحترم رأيه ؟، ام وجدنا ان السراق عادة هم من يحترم في هذه الصراعات والبريء هو من ستذل للأسف الشديد . هذا الوضع الأمني الذي يتردى وما حصل في مدينة كركوك من ألم ومن فاجعة لم يكن هو اللم الول ولا يمكن ان يكون اكبر من ألآم مدينة بغداد وهي تفجع يوميا بحالات الأغتيال وتفجير العبوات ورمي الصواريخ وما الى ذلك . وما حصل من كشف لملابسات سجن البصرة وتهريب مجرمي القاعدة يكشف لنا ان هناك ارادات تمارس الفساد بإسم القانون وتمارس الأجرام تحت يافطة العمل من أجل الحكومة . وهنا اعود واقول أنني لا أريد ان ارمي الكرة في سلة احد من الأطراف ولكنني اخاطب جميع هذه الأطراف :

أيها الأخوة ايها الأحبة نقبل اياديكم ، انظروا الى الواقع بعين مجردة الى اين تريدون ان تذهبوا ؟ ، الصراع هو سمة العلاقة فيما بينكم فإلى متى وحتى متى ومن الذي سوف يرتاح في هذا البلد اذا بقيتم متصارعين ؟، فلا انتم ترتاحون ولا انصاركم يرناحون وللا شعبكم يرتاح والعراق هو الذي يبقى متخلفا .  وسط استحقاقات كبيرة والآن تتحدثون عن الأتفاقات الأمنية وهناك من يخرج ويصرح " لا نريد الأتفاقية الأمنية " وهناك من يطالب بالتمديد وحجة الذين يريدون ان يمددوا أن امن العراق لم يكتمل بعد . أنا اخاطب الفريقين معا ولتذهب امريكا الى حيث ولت ( من يرغب بتمديد التفاقية كيف يمكن للأمن أن يتحقق وهذا الصراع ما زال مستمرا ، ومن لا يريد الأتفاقية كيف يمكن للأمن ان يتحقق وهذا الصراع لا زال مستمرا . ايها الأخوة اتقوا الله في العراق وفي شعبكم ) . وها نحن لا زلنا في كل يوم نفجع امنيا ولا زال الفرقاء السياسيين يتجادلون في من يكون وزيرا للحقيبة الأمنية الفلانية ومن لا يكون وسط اصرار الفريقين ن فهذا يريد ان ياتي بجماعته وذاك يريد  ان يأتي جماعته ايضا ولا يوجود هناك اي شعور بالرغبة للوصول الى وزراء مهنيين كفوئين بإدارة الملف الأمني وكل القصة أن يؤتى برجال يطيعون من ينصبهم ولا يوجد شيء آخر . الحديث عن اي شيء آخر لا وجود له في الحقيقة ايها الأخوة وهنا اعود وألتمس من  جميع الفرقاء ولا أستثني احدا فمالضير أن تجلسوا فيما بينكم وتتآلفوا فيما بينكم على الأقل على قضية واحدة وابقوا صراعاتكم خفية على الناس . فهذه الصراعات تنعكس مللا وتنعكس يأسا وتنعكس احباطا وتنعكس فتورا في الحيياة الأقتصادية والحياة الأجتماعية وفتورا في الأداء الأمني . الآن الكثير من الفاسدين متحصنين بصراعاتكم وكلكم يتحدث بأنه يريد ان يقضي على الفساد ولكن هاهو الفساد يتقدم والجهة الوحيدة التي تتراجع هي النزاهة ولا أقصد هنا مفوضية النزاهة رغم ان مفوضية النزاهة تحتاج الى نزاهة .      

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
امير
iraq
2011-5-22
السلام عليكم
ياريت تنزلون الخطبة فيدو صوت وصورة
شكرا

من الموقع: وعليكم السلام ورحمة الله
يمكنكم مراجعة موقع جامع براثا: www.buratha.com قسم خطب الجمعة ومتابعة الخطبتين صوت وصورة ويمكنكم تنزيلها على جهازكم وفقكم الله لكل خير
ابو باقر الجنابي
النجف الاشرف
2011-5-20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..حفظك شيخنا الحبيب وأدامك ذخرا للدين والمذهب ومدافعا قويا عن حقوق المظلومين والمستضعفين .وصوتا صارخا بوجه كل المفسدين .وندعوا المولى لكم أن يطيل بعمركم الشريف وأنتم بخطبكم الرائعة جدا وتعرضون مايدور بالساحة بشكل تفصيلي لهو بلسم لجروحنا التي كدنا نتصور ونصدق أنها تتعمق يوما بعد يوم .لولا وجودكم المبارك .وكنا نأمل من القائمين على الموقع المحترم لسماحتكم أن يعرضوا الخطبة الاولى والتي تتعلق بالظهور المقدس لمولانا صاحب العصر والزمان عج كي ننتفع أكثر عند القراءة بعد ال
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
15 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :5771
عدد زوار الموقع الكلي: 24653894
كلمات مضيئة
الإمام الصادق عن عمه الشهيد زيد بن علي: كان عالما وكان صدوقاً