بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : ليست العبرة ان نجتمع ونحظى برئيس وزراء او بحكومة ، العبرة ان تأتي الحكومة بقلوب متصافية لكي تمسك ببرنامج يتم من خلاله خدمة هؤلاء الناس


سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : ليست العبرة ان نجتمع ونحظى برئيس وزراء او بحكومة ، العبرة ان تأتي الحكومة بقلوب متصافية لكي تمسك ببرنامج يتم من خلاله خدمة هؤلاء الناس

قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :

شهر رجب على الأبواب وحينما يأتي رجب المرجب نبتدء نفسيا ومعنويا لشهر ضيافة الله شهر رمضان الكريم وقد اعتاد ابناء هذه الطائفة الكريمة على ان يبتدؤا رحلة الصيام في شهر رجب ثم يلحقون بها شهر شعبان ثم يلحقون الأثنين بشهر رمضان وشهر رجب فيه ما فيه ، فيه ليلة الرغائب ، فيه مولد امير المؤمنين ع ، فيه وفاة الصديقة الحوراء زينب ع فضلا عن استشهاد الأمام موسى بن جعفر ع ويوم المبعث النبوي وما الى ذلك من مناسبات . اعتقد مع ايام العطلة الصيفية التي بدأت بالنسبة الى الكثير من الطلاب وايام انتهاء الأمحانات بالنسبة الى الطلاب الآخرين على وشك الأنتهاء . اعتقد ان هذه الأيام فرصة مهمة للعودة وللجلوس بين يدي ذكريات رجب وطبيعة الرحمة المنزلة في هذا الشهر الكريم والتزود من عطاءه للأقبال على اللاه سبحانه وتعالى . لا شك ان واحدة من المناسبات العظيمة التي اضيفت الى شهر رجب في اعوامنا هذه هي ذكرى شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ( قدس) والذي ارتحل بالطريقة التي تعرفون مستشهدا بعد انتهاء صلاة الجمعة وهو صائم في صحن الأمام امير المؤمنين ( ع) واحسب ان الرواية التي تحدث بها الامام الصادق (ع) بمقتل صاحب النفس الزكية في سبعين من الصالحين في ظهر الكوفة لا اشك بأنها تعني الحدث الذي حصل وظهر الكوفة هو النجف وصاحب النفس الزكية يشار في الروايات الى ثلاث شخصيات ، شخصية هو صاحب مدينة الزيت وقد مر حدثه والشخصية الثانية مأشير له بظهر الكوفة والشخصية الثالثة هو الذي سيقتل قبل ظهور الامام (ع) بخمسة عشر يوما بين الركن والمقام في داخل البيت الحرام . حينما تسمي الرواية الشريفة هذا العبد الصالح بصاحب النفس الزكية ربما ينظر اليها الناس بطريقة ، ومثلي وأمثالي الذين عاشنا شهيد المحراب (رض) منذ بداية العمل المعارض للنظام الصدامي المجرم نعرف اي زكاة نفس لدى هذا السيد الجليل . لا اشم بأني لم التقي طوال حياتي من له زكاة نفس كما رأيتها عند هذا الرجل الجليل . اتذكر في يوم من اليام ابتلينا بمحنة شديدة كان طرف البلاء احد الجهات الرقيبة لنا وذاك البلاء قتل فيه عدد من المؤمنين وعذب عدد آخر بسبب ذلك البلاء وكان البلاء موجه بشكل مباشر الى شهيد المحراب (رض) . نفوسنا كانت تضطرم بالغضب الشديد بأي فعل من شأنه ان يجعلنا نستقر نفسيا ونحن نرى عدد من الشهداء قد سقطوا بلا ذنب او جريرة الا الى خط شهيد المحراب (رض) . في اول جلسة ظمتنا مع شهيد المحراب المستهدف اكثر مما كنا نحن في دائرة الاستهداف كان بالمكان التوقع بان غضبنا سيتجلى بشكل قليل امام غضب هذا السيد الجليل ومن يعرفه يعرف يغضب ماذا يحصل . ولكن حينما جلسنا وكان عزيز العراق () الحيدري امام والأخ السيد صدر الدين القبانجي والشيخ محمد تقي المولى حمودي ومجموعة من الأخوة منهم بارزون ومنهم خلف الأضواء ، اجتمعنا وكان حديثه الأول بالتقوى رغم انه كان محقا لو غضب لأن القضية كانت من اوضح الواضحات ، حديثه لنا بالتقوى والتصبر ثم قبل ان يتحدث بتفاصيل القضية بدأ يقسمنا الواحد من بعد الآخر والعلاقة بيننا وبينه لم تكن بحاجة قسم ولكن حرصه على وحدة الكلمة جعلته يصر على ان بالقسم على ان لا نتكلم خارج الغرفة بالتفاصيل التي نعرف وكانت مذهلة ومروعة ، قال ليتحدث عنها الآخرون ولكن انتم لا تتحدثوا ، اذا من جهة اخرى تحدثوا لا ضير ولكن بالنسبة لكم لا ، من يريد ان يقسم يبقى ومن لا يقسم ليخرج خارج هذه الغرافة . انتم تعلمون ان الواحد عندما يغضب ويبتلى بالظلم يريد احدا يتحدث معه ليرى نصرة ويرى مواساة ولكن هذا الرجل طبيعة حرصه ما كان يعبر عنه بأم الولد التي تتحمل كل الآلام حينما تريد ان تربيه ، اذا ما شبع معناها انها جاعت ، واذا دفأ فمعناها انها بردت واذا ارتاح فمعناها انها قد تعبت . كان الرجل بهذه المصداقية الشديدة والرجل متى تعرفه ؟ نحن كلنا مثلنا وامثالنا اصحاب كلام وعندما نقف نتحدث يقولون هؤلاء هم الأتقياء العظماء ولكن العبرة تقوانا متى تظهر ؟ تظهر عندما تتزلزل النفوس والارض ترتج ولما الزلق يبدأ بالأطاحة بالجثث الكبيرة في ذلك الوقت يظهر النسان اذا كان من المتقين ام انه مجرد من يلقلق بلسانه ببعض احاديث عن التقوى وما الى ذلك . شهيد المحراب (رض) في كل المور التي كان يجابه بها بظلم كان اول حديثه بتقوى الله وواحدة من الأمور التي استفدتها منه بشكل جدي انه كان يستشعر الأمداد الألهي في كل لحظة ، احيانا كان صدام في اشد حالات طغيانه وقوته كان يتحدث ويقول نحن الله سبحانه وتعالى معنا ، اذا كنتم تريدون ان تحسبون حسابات المادة وحسابات فنحن ضعفاء . ولكن حينما نعتقد ان الله سبحانه وتعالى معنا فنحن ولا يمكن لأحد ان يهزمنا .

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
18 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :1810
عدد زوار الموقع الكلي: 24835494
كلمات مضيئة
الإمام الصادق ع لسدير الصيرفي: يا سدير.. فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك