كعادته في كل جمعة ينعقد الملتقى الفكري في مكتبة براثا العامة ويتم سماحة الشيخ الصغير حديثه الممتع عن إشكالية الجنس بين العلمانية والإسلام وذلك في الساعة الخامسة من عصر يوم الجمعة، وكان سماحة الشيخ قد تحدث عن إشكالية الجنس كغريزة طبيعية والموقف المتناقض بين الإسلام والعلمانية في التعامل مع هذه الغريزة إذ رأى إن العلمانية تهدف دائما إلى النزول بالنفس الإنسانية إلى أخس مستوياتها من خلال دعوى العمل على تحقيق ذات الإنسان، والتي هي في الواقع العملي دعوة لخروج هذه الذات من الواقع الإنساني إلى المستوى المتدني من الإنسانية والتي يخرج فيها الإنسان من عقله ويسلم نفسه لشهواته مستعينا بأمثلة كثيرة مما سماه بثقافة الروك أند رول وموسيقى البوب وأفلام الجنس والرعب والعنف والتي نزل بها المستوى إلى أن تعرض الدمى وكأن الروح الشريرة متمثلة بها مع إن الدمى هي أمنية الطفل وشدو الروح البريئة لإنشاء التواصل الاجتماعي لدى الطفولة ناهيك عن المخدرات، في وقت رأى إن الإسلام من خلال طرحه لمبدأ تكريم الإنسان (ولقد كرمنا بني آدم) يحاول دائماً ان يخرج الإنسان من الطور اللاعقلاني إلى الطور الذي يفسح فيه المجال إلى إنسانيته لكي تتألق، مشيرا إلى إن الإسلام لم ينفي الغرائز وأمر بالتعامل الطبيعي معها موضحا إن الغريزة الجنسية هي الدافع الرئيس لتكوين اهم المؤسسات الاجتماعية وهي الأسرة بما تعنيه من دور متقدم في بناء المجتمع وفي إدامة النوع البشري منوهاً بالموقف المميز للإسلام عن الموقف المسيحي المترهب المنعزل من الجنس مع إن الأرقام تشير إلى إن الجنس هو أحد الأرقام الكبيرة في عالم الكهنوت الواقعي للكنيسة، ومشيراً إلى المشكلة العملية في الزواج الكاثوليكي..
وفي الحقيقة كان هذا البحث الممتع كبقية أبحاث سماحته التي القاها في الملتقى الفكري إذ تراه جولة بين رجل الفكر الإسلامي وبين الناقد الفلسفي وبين الباحث الاجتماعي الذي لا يرضى بالنظر إلى شكل الصورة بل يغور في البحث في أعماقها ليخرج هويتها الحقيقية.
ولهذا ندعو إخواننا الكرام وأخواتنا الفاضلات إلى المساهمة في الحضور لإثراء الرأي وإدامة الحوار.. علماً إن سماحة الشيخ قد اشترط على الملتقى سلفاً ان لا يكون الموضوع المطروح سياسيا