شدد خطيب مسجد براثا سماحة الشيخ جلال الدين الصغير على ضرورة تعميم ثقافة الاحتجاجات والمطالبة بالحقوق العادلة, منتقدا في الوقت ذاته اتهام المتظاهرين بالتسييس وصبغهم بالصبغة البعثية والتهويل للبعث الذي لايملك القوة الشعبية التي تم تهويلها عمدا لأغراض لا تخفى.
وقال سماحته خلال خطبته اليوم الجمعة :" ان التظاهرات خرجت اليوم وبسبب تحذيرات المرجعية ودعوات بعض الكتل السياسية لم يخرج غالبية من كان يريد التظاهر امتثالا لطلب المرجعية لكن غضب الجماهير على المسؤولين مازال باقيا ولم ينته وعلى المسؤولين ان لايتراخوا ويتراجعوا عن الايفاء بوعودهم التي اطلقوها خلال هذه الايام للشعب العراقي، معتبرا ذلك فرصة لتحسين الأداء والوقوف بحزم ضد الفساد والانتهاء من الروح الحزبية التي سيطرت على أعمال المسؤولين.
واضاف سماحته" ان من خرج للتظاهرات اليوم هم ابناء هذا الشعب وليس كما اشيع عنهم انهم من البعثيين او مسيسين , فقد رأى الجميع كيف هتف المتظاهرون ضد البعث والارهاب وارادوا الاصلاح السياسي وطلباتهم اغلبها خدمية ومعيشية . منتقدا في الوقت ذاته التهويل للبعث وتساءل من اين للبعث هذه القوة التي يتحدث بعض المسؤولين عنها؟ لقد آن للعبة ان تنتهي وينتهي معها تعكز المتلكئين في محاربة الفساد وتحسين الخدمات على شماعة وجود البعثيين والصداميين.
وشدد على ضرورة ان تعمم ثقافة الاحتجاجات والمطالب المشروعة وتفعيل مبدأ من اين لك هذا .مشيرا الى استنكار التلازم بين الثروة والمسؤولية . وذكر"إننا نرى المسؤول وبشكل مفاجيء وسريع يصبح من اصحاب الثروات ".رافضا حالة التلازم بين الثروة والسلطة فبمجرد ان يصبح البعض مسؤولا تنهال عليه الثروة الطائلة فيما يزداد الموطن فقرا، مشيراً إلى إن المواطنين عملوا ما ارادته الثقافة التي بثها أمير المؤمنين ع يوم أن قال: عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج حاملا سيفه!.
وطالب سماحته مجلس النواب باستجواب او مساءلة مفوضية النزاهة العامة على ماهية اعلانها بوجود 8240 حالة فساد قد اوقفت, ومن بين هذه الحالات عدد كبير من المسؤولين وعليهم ان يستجوبوا المفوضية عن حقيقة هذا الامر فلو صح ذلك عليهم ان يبينوا للشعب ويشرحوا له كيف تم ايقافها ومن أوقفها فعلى البرلمان أن يضع حدا للتدخل السياسي في حماية الفساد والتستر عليه ولا بد من وضع اليات للحد منها وهذا أمر هو الذي يطمئن الموطن إلى الوعود والكلمات الجميلة التي سمعها خلال اليومين.
واشار الشيخ جلال الدين الصغير الى :" ان صورة تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين شاخصةامام الانظار لتدل ان المسؤول حين يسيء استخدام الثروة والسلطة لايقابل الا برفض من قبل الجماهير التي لايمكن ان يوقفها شيء ولكن في المقابل يمكن للمسؤول ان يحضى بحماية واحترام ملايين المواطنين لو ادى مسؤوليته بعدالة وسعى باتجاه العدالة الاجتماعية بين المواطنين ".