في الاسبوع المقبل ان شاء الله تعالى يفترض ان تبتدا الكتل السياسية ببحث المناصب والوزارات وكيفية توزيع هذه المناصب وهذه الوزارات وما نأمل ان توفق هذه الكتل والتي امل ان تنتهي عند هذه الايام حالة المزايدات وحالة المماحكات بعد ان انتهت اوقاتها وانتهت امالها , قبل ذلك كان الكل يريد ان يدخل الى موقع معين والكل يريد ان يحفظ لنفسه استحقاقا معينا ولذلك كان الكذب والمزايدات وما الى ذلك موجود اما الان انتهت وآن الاوان لكي يرجع اهل السياسة لكي يخوضوا في كيفية ادارة البلد لاسيما وان ملفات كبيرة وكثيرة بحاجة الى معالجات جادة والناس تنتظر انتظارا مؤلما لتحضى بابسط حقوقها وابسط الواجبات التي تتوجب على الحكومة .
فالشاب الخريج ينتظر ليجد له وظيفة والعاطل عن العمل ينتظر ليجد عملا , والسوق ينتظر حراك الحكومة واموال الوزارات لكي يعود ويتحرك مرة اخرى والناس بحاجة الى استقرار تجده من خلال تشكيل الحكومة , لكن ان تتشكل الحكومة شيء وان نحظى بالاعمار والخدمات شيء اخر والعبرة ليست في ان يملي هذا المقعد الوزاري او ذاك اي شخص كان بل ما نحتاجه هو الى اناس يصدقون مع شعبهم ويصدقون مع القانون والدستور لكي يستطيعوا ان يوظفوا هذه الاموال الكبيرة في خدمة الناس وفي خدمة ابناء هذا الشعب الكريم ولا اعتقد ان ذلك ممكنا من دون ان تناقش الملفات الحكومية بشكل جدي وبشكل واقعي ايضا .
وحينما نقول بشكل جدي لان المشاكل لا تحل بالصلوات والمشاكل لا تحل بمجرد ان قلنا سنحل هذه المشاكل , المشاكل تحتاج الى رؤية ثاقبة لها ثم وضع معالجات دقيقة وواقعية تنسجم مع حقيقة الامكانات الموجودة لدينا من دون ذلك لا يمكن لنا ان نحل هذه المشاكل , وايضا الاعمار لا يمكن ان يحصل اعمارا من دون واقعية وجدية للتعامل مع مسالة الاعمار .
الان لنفترض ان العراق يحتاج الى مليون شقة سكنية , وهذا العدد من الشقق يحتاج الى اموالا لكي تبنى هذه الشقق , فهل ان الاموال ستتاح دفعة واحدة ام ان الهاتف يحتاج الى اموال , والكهرباء يحتاج الى اموال والنفط يحتاج الى اموال والنقل يحتاج الى اموال , الصحة تحتاج الى اموال وكذلك المجاري تحتاج الى اموال وما الى ذلك اذن الكل يحتاج الى اموال .
هنا نصيحتي الى الاخوان الذين سيضطلعون في هذه القضية خصوصا السيد رئيس الوزراء لا تتحدثوا للناس وتقولوا لهم سنعمل على ذلك !!!
لا تعدوا اي انسان بوعد لا تستطيعون ايفائه اليوم يصدقك ويفرح ولكن غد ستتحول عملية التصديق الى احباط والى تكذيب وبالنتيجة الخاسر هو انت وهذا المواطن وهذا الوطن !!! . بينما لو صيغت الامور بطريقة مختلفة ناتي ونقول بان العراق يحتاج الى الاموال الفلانية والاموال الفلانية والاموال الفلانية لا يمكن ان تستحصل الا من خلال السبل الفلانية . على سبيل المثال نحتاج الى اموال لكي نزيد من الصادرات النفطية والنفط هو الذي ياتينا بالاموال وعندما نحتاج الى الاموال فعلينا ان نرشق ونرشد عمل الوزارات فهذه الروح الترفية الموجودة في الوزارات والترهل الموجودة فيها يجب ان نقضي عليه من جهة ومن جهة اخرى نزيد الاموال وبالنتيجة سيكون لدينا فائض نستطيع من خلاله ان نقدم مشاريع خدمية او اعمارية . وهناك قضايا كثيرة تحتاج الى اموال ولكن لا تحتاج ان نصرف عليها من اموال الدولة , حيث يمكن للاستثمار ان يحل المشكلة , وما دام يكون الاستثمار له الاولية فهذا جيد ولكن يجب ان تحلوا المشاكل القانونية والمشاكل المالية المتعلقة والمترتبة عليه وابذلوا الجهد بهذا الاتجاه وقولوا لشعبكم اننا لا نستطيع ان نعمل كل شيء دفعة واحدة , ولكن يمكن ان تقولوا ان لدينا مشكلة اسمها الكهرباء فتاتي وتوظف كل الجهود في خدمة الكهرباء , قولوا لشعبكم اصبروا ولكن نحن سنركز على الموضوع الفلاني , وانا لو كنت محل الاجهزة التنفيذية لما فكرت بابعد من ذلك .
على سبيل المثال الكهرباء يضرب الحياة الاقتصادية ويضرب الحياة التعليمية ويضرب الحياة الاجتماعية لذلك لدي الاولوية في حل مشكلة الكهرباء , يراد له اموال وهناك استثمار اقول لا مقدار من الاموال انا اضعه لكن الاصل اذهب الى الاستثمار فبهذه الطريقة يمكن ان نؤمن مالا ويمكن ان نؤمن معالجات حقيقية . اما ان اضع يدي في كل مكان قطعا افة التخريب من جهة وافة الاستهلاك من جهة ثانية وافة الحاجات المتراكمة من جهة ثالثة لا تستطيع ان تصبر بل ستاكل كل الامكانات المتناثرة , لكن عندما تتجمع الامكانات في مكان واحد يمكن لنا ان نرى بالعين المجردة ان المشكلة الفلانية قد حلت , وهذا جيد عندما نحل المشكلة الفلانية هذه السنة بعدها سنحل المشكلة الاخرى في السنة المقبلة وهكذا .
وانا اعتقد انه بعد مرور السنوات الاربعة او الخمسة من عمر الحكومة يفترض انه اصبح لدينا قدرة ان نتنازل من الصلاحيات للمحافظات ونمكن الوزارات من ان تعمل في الملفات الاهم مثلا انكسر انبوب في العمارة فينتظرون مديرية البلديات في العمارة تكتب الى الوزارة ومن ثم الى الوزير ومن مديرية الى مديرية ومن بعد مضي فترة طويلة يقررون من اجل ماذا ؟؟ من اجل انبوب قد انكسر فهل نعالج الكسر ام لا وهل لدينا الاموال الكافية ام لا , والامر يحتاج الى هذا الامر فالافضل ان تنقل مثل هذه الامور الى المحافظات وتتفرغ الوزارات للملفات الاساسية والمهمة , وهكذا بقية الوزارات . من دون ذلك انا اعتقد اننا سنشهد حكومة فيها وزارات وفيها وزراء ولكن من دون فائدة تذكر وستتكرر الاخطاء السابقة ولا يوجد شيء جديد سيحصل .
والشيء المخيف بالنسبة لي والذي يثير الهواجس ان البرلمان بدا بداية فيها الكثير من الخصام وكانت الامور على كف عفريت واذا كانت البداية هكذا فماذا سيحصل مع الايام ؟؟ ومن الواضح جدا ان تركيبة البرلمان سوف لن تسمح بالكثير من الاستفراد او بالكثير من الحالة الانسيابية في العمل ستحصل مشاكسات كثيرة , وستحصل عراقيل كثيرة وسيحصل شد وجذب بين الحكومة والبرلمان بشكل دائم هذه مميزات البرلمان للسنوات القادمة . فاذا كان الوضع بهذه الشاكلة فليس لدينا مجال الا ان رئيس الوزراء والوزراء يحمون انفسهم من خلال دقة العمل وصواب العمل فعندما تكون في عملك فلن يستطيع احد ان يتكلم عليك !!! وعندما يكون عملك صائب مقترن بالاقناع ومقترن باقناع الكتل السياسية فلو انفتحت الحكومة على الكتل السياسية وكذلك العكس صحيح وساد التفاهم بين الاطراف عند ذلك سوف لن تحصلوا على نتيجة الا دعاء الناس لكم لانه سيحصل الاعمار والبناء والكل سيتعاون الى ان يتقدم .
لطيف جدا من السيد رئيس مجلس النواب ان يذهب الى مدينة تلعفر هذه المدينة الصاخبة في الاوضاع الطائفية واوضاع العنف وما الى ذلك ويجمع الجميع ويتكلم كلمات يرتاح لها الجميع فهذا مطلوب ان نبادر بمثل هذه المبادرات بالشكل الذي تشعر الناس بالامان الاجتماعي وبيني ما بين الله يا اخواننا يا وزراءنا ويا مسؤولينا الناس تحتاج الى كلمة طيبة وبعض الاحيان لا تريد شيء تريد فقط كلمة طيبة تسمعها تقبل يديها من الامام ومن الخلف وتكون شاكرة لكم اما حالة العناد وحالة الاستئثار وحالة الانفراد وحالة الاستعداء للاخرين فهذا لن يؤدي الا مزيد من الهواجس ومزيد من القلق ومزيد من التذمر والحمد لله ان كثيرة من العوائل التي كانت تساند الارهاب تعبت والان تقول نريد ان نعيش بامان دعونا نعيش لذلك هذه فرصة مهمة وفرصة كبيرة يجب ان تستغل من اخواننا المسؤولين وقطعا الوزارات ستتوزع على الكتل السياسية وانا اتمنى على الكتل السياسية ان ترسل قادتها الى الوزارات . وانا ارجع واشير الى سبق وان تحدثت عنه في خطبة الجمعة الماضية الحديث عن مهنية الوزير لن ينفع الوزارة اطلاقا , فالوزير يفترض ان يكون قائد لوزارته والفنيين والمهنيين هم المدراء العامين ورؤساء الاقسام الموجودين عنده اما هو لنفترض ان اتي بوزير كهرباء لديه قراره السياسي الجازم واللازم بان يكون هناك كهرباء ليس شرطا ان اتي برجل اختصاص كهرباء , فالكهرباء فيها عقود يحتاج الى عقلية قانونية , الكهرباء فيها ادارة فيحتاج الى عقلية ادارية , الكهرباء فيها اقتصاد فيحتاج الى رجل اقتصادي فالوزارة فيها مناحي كثيرة ليس معناها انتاج الكهرباء فقط , انتاج الكهرباء هو احد مهام الوزارة , اما المهام الاخرى اجلب شخص سياسي نصبه على هذه الوزارة وحمله وحمل كتلته مسالة الكهرباء عندئذ سوف ترى ما هي النتيجة , اما مهني وانا سبق لي ان ذكرت افشل الوزراء هم وزراء التكنوقراط والمهنيين , نعم محتاجين الى الوزير الكفوء وليس لكونه سياسي اصبح كفوء كلا وزير كفوء ولديه قرار وقدرة يعمل 24 ساعة من اجل ان ينجح مشروعه لماذا ؟؟ لانه حيثيته حيثية كتلته السياسية بنجاح المشروع من دون ذلك سيكون حاله كحال الوزراء السابقين , اذا حاسبوه سيقولون انه ليس لديه حزب ومستقل واذا تركوه فهو متسيب وفاشل مثلما شاهدنا جملة من المفردات التي فاتتنا خلال هذه السنوات الخمسة التي مرت .
القضية الثالثة ندائي الى اخواننا في الكتل السياسية الطاولة المستديرة اذا كانت لديها القدرة ان تنهي صراع استمر لمدة ثمانية اشهر اكملوا عملكم اذن هذا عمل لطيف وجيد ومثمر هناك ملفات ما بين الكتل السياسية لابد من ان تكمل واعتقد من يطالب بالضمانات ومن يطالب بان تطبق التعهدات هي حينما نصل الى تفاهم مشترك حول البرنامج الذي نريده او حول الملف الذي نريده وانا اتعجب واقعا في الاسبوع الماضي حينما قلت بان المسؤولين ليسوا مجبرين على ان يعطون وعدا ولكنهم ان اعطوا وعدا وتعهدا يجب عليهم ان يفوا بتعهداتهم العجيب والمؤلم ايضا ان تجد البعض في كتاباتهم وفي اقلامهم ان الشيخ جلال في البث المباشر يتحدث عن اعادة البعثيين سبحان الله هل يمكن للاسفاف ان يصل الى درجة لكن ان يصل الى هذه الدرجة يمكن الضحك على ذقون الناس , لديك مشكلة معي جيد سبني بقدر ما تريد لكن الناس سوف لن تحترم الكلمات التي لا تتكلم بها بواقعية , فالناس ستمل وتحبط نحن قلناها صريحة في اجتماعات الطاولة المستديرة لا يمكن لنا ان نهادن حزب البعث وهناك فرق بين بعثيين وبين حزب البعث , فحزب البعث ليس داخل لا في مشروع مصالحة ولا هم يحزنون قرارات المسائلة والعدالة وما الى ذلك قرارات اوقفت وحينما كانوا يتحدثون بالاجتماعات الخاصة بالكتل عن مشكلة هيئة المسائلة والعدالة قلت المشكلة هي ليست في القانون بل المشكلة ان القانون لم يعمل به والقانون اصبح شهية كل من يشتهي يطبق . ومن المفترض ان يحكم القانون الجميع اما حزب البعث بعنوانه حزب البعث مستحيل .
اتذكر رئيس مجلس النواب السابق محمود المشهداني ذهب الى بلغاريا وهو على طريقته بالتحدث يقول لي انا ذهبت وجلست مع الرئيس البلغاري وكنت اتحدث معه حول مسئلة اجتثاث البعث وان هذا ظلم وما الى ذلك فالتفت الرئيس البلغاري وقال للمشهداني انتم تدمرون العراق بهذه الطريقة نحن حينما استلمنا الحكم لم نبقي من عليه ذرة انه شيوعي ليس منتسب وانما كل من كان عليه علامة انه كان يتعاون مع الشيوعيين اخرجناه من الحكومة حتى نستطيع ان نعمل حكومة .
لاشك ولاريب ان البعثيين قسمين هناك قسم مجرم هذا لا يمكن ان نتصالح معه باي شكل من الاشكال ولكن قسم منه كلا ونحن نعرف والكل يعرف ان قسم من الناس انتسب الى حزب البعث نتيجة لظروف فليس من المعقول ان ناتي ونجعل الجميع في سلة واحدة ونقول هؤلاء بعثيون , نعم تعاملوا معهم على المستوى القضائي والقانوني فهذا امر مهم جدا ولكن ليس في كل يوم ياتي البعض ويهرج ويقول ان فلان بطل الاجتثاث وفلان ضد الاجتثاث وفلان ما الى ذلك هذه المزايدات لا تنفع , لو ندع هيئة المسائلة والعدالة تعمل بصورة دقيقة لكان انتهى عملها خلال سنتين والامر بسيط حيث هناك قوائم موجودة باسماء اعضاء القيادة القطرية كلها ممسوكة وكلها موجودة والاسماء مشخصة والعنوانين مشخصة , دولة بكبرها لم تستطع ان ان تنفذ هذا الشيء ؟؟؟ ولكن هذا معناه ان هناك لعب سياسي في هذه القضية وليس قضية تطبيق قانون وما الى ذلك لذلك على الاخوة في الكتل ان تتعاهد وتعمل معا لا ان تقوم بتطبيق القوانين على المزاج .
وفيما يلي التسجيل الكامل لخطبة سماحته :::