بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

في خطبة الجمعة الشيخ الصغير: مسعانا تركز على الحفاظ على وحدة العراق والحيلولة دون تحويل الصراع السياسي إلى صراع طائفي ولم نتخل عن ذلك لقاء الإغراءات الهائلة للمناصب التي وعدنا بها، وسنبقى امناء على شعبنا وسنبقى ندافع عن شعبنا سواء كنا في هذا الموقع أو ذاك



تطرق امام جمعة براثا سماحة الشيخ جلال الدين الصغير الى ملفات عديدة يخص ما تشهده الساحة العراقية , وابتدا حديثه بما حصل من مجازر دموية راح ضحيتها الاخوة المسيحيين وبقية العراقيين , داعيا الاخوة المسيحيين على الثبات والصبر لانه بصبرهم وثباتهم سننتصر جميعنا على الارهاب .

بعدها تحدث سماحته عن ملف تشكيل الحكومة العراقية وما رافقه من تاخير خلال الثمانية اشهر المنصرمة متسائلا عن مدى جدوى التعطيل سيما وان سماحة السيد عمار الحكيم قد دعا منذ اليوم الاول من انتهاء من الانتخابات البرلمانية للجلوس على طاولة واحدة من اجل تشكيل الحكومة ولكن رفض بعض السياسيين ذلك ولكن في نهاية المطاف وجدوا حل سماحة السيد الحكيم كان هو الامثل مشيدا بحكمته .

كما تطرق سماحته الى المعارك التي كان يخوضها بعض السياسيين الذين يريدون خدمة هذا البلد وقد وصفهم بالمتدينين وكيف ابعدوا الحالة السياسية عن الصراع الطائفي بين الكتل عادا ذلك باكبر انجاز حصل .

كما تحدث الى مواضيع كثيرة تجدونها من خلال الخطبة الكاملة لسماحته والتي اقيمت في جامع براثا المقدس

ها نحن راينا اخيرا عودة مجلس النواب الى الانعقاد وما رايناه يوم امس بمعزل عن حكمنا على ما جرى يوم امس , يمثل احد المراحل المطلوبة والاساسية في مسار العملية السياسية ولكن قبل ان اتحدث عن ذلك , بودي ان اقف قليلا بموضوع مختلف في شكله عن هذا الموضوع ولكنه اساسي بالنسبة الى ابناء شعبنا وهو موضوع الارهاب وطبيعة الهجمة التي نراها اليوم على اخواننا المسيحيين ليس لان الاخرين لم يُقتلوا ولم يُهاجموا فمن الواضح ان الصورة باتت غير خفية على احد وايضا من غير الصحيح ان يقال بان الشيعة لوحدهم هم الذين هوجموا , نعم الشيعة هم اكثر من هوجم ولكن ها نحن نرى ان اخواننا السنة ايضا يتجرعون غصص الموت من قبل الارهاب سواء كان بصورته البعثية او في صورته التكفيرية كلاهما سيان والمجرم مجرم بلا لون وبلا طائفة .

وفي بعض الاحيان ياتي الارهاب من عصابات داخلية لا علاقة لها لا بهذا ولا بذاك ولكن بالنتيجة يُدفع لهم اموالا ويمارسون اجرامهم او يحصل لديهم حبا للسيطرة او حبا بالاستيلاء وبالنتيجة يعمدون لقتل هذا ولتفجير ذاك ولكن انا انظر الى خصوصية الوضع المسيحي باكثر من اعتبار اولا كونهم قلة قياسا لبقية الشعب العراقي وثانيا كونهم اصحاب ديانة في وسط محيط اسلامي , العمل ضد القلة قطعا لا يتناسب مع العمل ضد الكثرة , القلة يراد بها ان تدفع باتجاه ان تُستأصل او تغادر اماكنها ومهاجمة اصحاب ديانات في داخل المحيط الاسلامي انما يشوه صورة هذا المحيط , ويبين عدم التزام هذا المحيط بطبيعة واجبات الاخوة الانسانية والاخوة الوطنية . الناس اما اخو لك في الدين او نظير لك في الخلق .

ما نراه من هجمة سواء في الجريمة التي ارتكبت سواء في كنيسة النجاة في تفجيرات بيوت اخواننا المسيحيين جرائم كبرى لا يمكن لنا ان نصورها بانها جرائم صغيرة , لاشك اننا نختلف مع اخواننا المسيحيين في طبيعة الرؤى الفكرية وفي طبيعة الموقف الديني ولكن هم ونحن في موقف واحد من الجريمة ومن الارهاب , فالارهاب يستهدفنا جميعا ونحن جميعا ضد الجريمة .

بالنتيجة انا اعتقد ان واجباتنا تتمثل حماية المسيحيين والدفاع عنهم ومحاولة تحصين امنهم , فتحصين الامن ليس فقط حكومة , تحصين الامن ايضا الناس والجمهور هذا الجمهور بضغطه وبحديثه واستنكاره وبتنديده بكل هذه الامور يؤدي غرضه ويبقى واجب الحكومة كبير جدا وانا واقعا اسف جدا ان تتم الامور بهذه الطريقة وسط كل هذه الاوضاع الامنية الموجودة . فعدد الكنائس وعدد المسيحيين قلة في بغداد وفي بقية المناطق لابد من ايجاد سبل للحماية وسبل للامان وانا انصح اخواننا المسيحيين واثق بحكمة الكاردينال عمانؤيل ديلي وبقية القيادات المسيحية بان خيار ترك البلد او ترك المنطقة لا يعد خيارا سليما , نعم هم من حقهم وعلى الدولة المبادرة على توفير الامن ولكن عليهم ان يصبروا , فهؤلاء الاوغاد يريدون ان ينالوا من وجودكم لا تعطوهم فرصة لكي ينتصروا , نحن عملوا معنا عشرات الاضعاف ما عملوا معكم ولكن الثبات والصبر هو الذي جاء بنتيجة اساسية , نعم يضربون هؤلاء المجرمين مثل ما حصل من جرائم يوم الثلاثاء وغير الثلاثاء وهذا امر صحيح وتقصير الاجهزة الامنية واضح ولكن مع ذلك لا يعني هذا ان نترك الامور لهم يتصرفوا كيفما يريدون . على اقل التقادير علينا ان نصبر وعلينا ان نزيد من لحمتنا مع بعضنا عند ذلك لن يجد الارهاب من يستقبله ولن يجد الارهاب من يحتضنه حتى يمارس اعماله الدنيئة التي رايناها خلال الايام المنصرمة .

اما ما جرى يوم امس والايام التي قبلها , فقد قال سماحته ::

انا اعتقد ان ما جرى يوم امس هو يمثل احد المراحل على السياسيين والسياسيون يعرفون ذلك جيدا هذه المرحلة الاولى , المرحلة الثانية هي كيف ستتشكل الحكومة وهي المرحلة الاصعب , الان انتهينا من مرحلة بكل ما جرى فيها وبكل التدعيات التي حصلت فيها والاسباب التي ادت اليها فكل هذا اصبح ورائنا اما الان فيوجد مرشح لرئاسة الوزراء ووجود رئيس جمهورية ووجود رئيس مجلس النواب وان شاء الله البرلمان يبدا بالانعقاد وتكون المظلة التشريعية متوفرة بعد غيابها لمدة ثمانية اشهر .

لكن من حقنا ان نتسائل اذا كانت الطاولة المستديرة قد حلت الازمات خلال ثلاثة ايام او اربعة ايام , اين كنتم خلال الاشهر الثمانية التي مضت ؟؟؟ كنا قد طرحنا فكرة الطاولة المستديرة منذ الايام الاولى لنهاية الانتخابات بل بعضنا لعله طرح الطاولة المستديرة حتى اثناء العمل الانتخابي ويشاد هنا بمبادرة الاخ العزيز سماحة السيد عمار الحكيم وحكمته البالغة حينما نادى بهذه المبادرة منذ ثمانية اشهر , فالبلد مر بازمات شديدة وبمحن كبيرة والناس تتلظى ولكنه صراع سياسي لان حكمة انطلقت من جهة فلانية معناها بقية الجهات تبقى لا تبادر , ولكن في اخر الامر وجدوا ان الطريق الوحيد هو الطاولة المستديرة , لذلك جاءت مبادرة السيد مسعود البارزاني مبنية على اساس هذه الدعوة وعلى هذه الحكمة .

خلال هذه الفترة كان المتدين معني باكثر من معركة وليست معركة واحدة الناس قد ترى الصورة الاولى امامها ولكن التفاصيل الخلفية لا تراها واحدة من اهم القضايا التي كنا نخشى منها بشكل كبير هو ان اي استقطاب طائفي من الناحية السياسية سيؤدي الى استقطاب طائفي من الناحية الامنية لذلك كنا نمسك بطرف معادلة اساسية حتى يقال بان هذا الصراع صراع سياسي وليس صراع طائفي بالنتيجة لا ينعكس على الناس ولا ينعكس على الجمهور أ ُعطينا اغراءات هائلة وعرضت علينا اغراءات كبيرة لم نستجب لها لان الاصل لدينا ان لا نعود الى المربعات الاولى , مربعات حرب السنة مع الشيعة وبعد ذلك نقول قرة عين الارهاب . فكل هذه الدماء التي دفعناها لم ندفعها الا من اجل ان نجسر الثقة مع اخوان يراد من قبل اعدائنا ان ينسلخوا من اخوتنا فبقينا نصر وبقينا نوثق العلاقة وبقينا نجسر العلاقة من اجل ان لا يقال ان هناك صراعا طائفيا في العراق .

هذا كان المحور الاول الاساسي في كل جهدنا خلال الاشهر الثمانية , منذ البداية كنا في غنى عن مثل هذه المحاولات لو أ ُستمع الى كلامنا في قضية الطاولة المستديرة والاجتماعات التي يقابل فيها السياسيون انفسهم مع بعضهم مع البعض الاخر , وجدنا موقف متشنجة جدا في الفضائيات ولكن حينما جلس السياسيون لبعضهم لم نجد اي تشنج من هذا القبيل حُلت المشاكل بشكل سريع وانتهت اربعة ايام او خمسة ايام انتهى كل شيء , ولكن لو أ ُستمع لنا منذ البداية لقلنا ان الامور مشت بطريقة رحبة وبطريقة سلسلة ليس فيها تهديدات على الوضع الامني او على وضع الامن الاجتماعي بشكل دقيق . وانت تصور لو رجعنا الى سنة 2004 والى سنة 2005 ما هي التضحيات التي قدمناها , وستذهب هباءا ونبدا بعملية دفع اثمان جديدة . نعم الشيء الذي حصل يمكن ان يجعل المؤمن يتعرض الى ضغوط متعددة من اطراف عديدة وقد يحرم من اشياء كثيرة ولكن الثمن الاعز والثمن الاغلى هو الحفاظ على وحدة العراق والحفاظ على وحدة المكونين الاساسيين الشيعة والسنة , هذا الاول والحمد لله نجحنا فيه نجاحا باهرا بحيث لم يقال خلال هذه الفترة من نفس القنوات الطائفية ان هناك صراعا طائفيا بالعكس كان الكل يقول صراع الكتل السياسية لم يتحدث احد عن صراع المكون الطائفي الشيعي ضد السني او السني ضد الشيعي من الواضح جدا هذا الامر .

القضية الثانية كان لدينا هم كيف يمكن لنا ان نكرس حالة الوحدة انت تحصل على الوحدة هذا امر جيد ولكن كيف لك ان تحافظ على هذه الوحدة , الحفاظ على الوحدة هو الحفاظ على علاقة حسنة بين الكتل السياسية والعلاقة الحسنة ليس عبارة عن تزاور وشرب شاي عند هذا وشرب شاي عند ذاك بل العلاقة الحسنة هي ايجاد برامج حكومية لا تخيف احدا برنامج حكومي لا يخيف احدا بالنتيجة يمكن ان يؤمن مخاوف الاخرين ويقلل هواجسهم ويطمئن ظنونهم وبالنتيجة تسير الامور باتجاه تكريس المزيد من الوحدة في الواقع العراقي . لذلك كنا نصر ان الطاولة مطلوب منها ان تحقق برنامجا متفقا عليه في ادارة الملفات المختلفة في كل وضع الدولة في البرلمان ماذا نعمل وفي الكهرباء ماذا نعمل وفي التعليم ماذا نعمل في كل المسائل ماذا نعمل وماذا نقدم وكل هذه الفترة كان مسعانا بهذا الاتجاه .

القضية الثالثة المهمة والاساسية : ما هو الضامن الذي يعطيني ثقة بان الكلام الذي يمنحني اياه الاخر سوف اجد له التزاما وسوف اجد له تكريسا في العلاقة بيني وبينه , ففي السياسة لا توجد نوايا لذلك كنا نبحث عن الضمانات بعنوانها الضابطة الاساسية لمشكلة الخلاف ما بين الكتل السياسية , طبعا انا اخالف من يتصور ان الكتلة السياسية الفلانية كلها شر والكتلة السياسية الفلانية كلها خير والكتلة السياسية الفلانية كلها اصحاب مصالح فهذا المنطق ليس له واقع , نعم كلهم فيهم خير ومنهم من يخشى منهم ويُخاف , لا يقال ان هذه كل المجموعة جيدة وتلك المجموعة كلها غير جيدة , فكيف لنا ان نجمع كل هذا الخليط ؟؟؟ قطعا يراد لنا سياسة الضمانات والتعهدات بحيث اذا قالوا اطمئننا بان القول له حارس يحرسه والذي نسميها الضمانات .

وجرى يوم امس وشاهدتوا ما حصل واكتشف الكثير مما يجري في الكواليس وانتهت الى العلن , وان شاء الله تتشكل الحكومة وانا ابارك للسيد رئيس الجمهورية وابارك للسيد رئيس مجلس النواب ولنائبيه واتمنى ان تنتهي مشكلة ترشيح السيد المالكي وننتهي من مسالة تشكيل الحكومة ولكن العبرة وانا هنا اخاطب اخواني السياسيين وبالخصوص الاخوة الذين فازوا بالمقاعد والمناصب واقول لم تفوزا بها الا بناءا عن معاناة الناس ولم تحصلوا عليها الا على اقل التقادير على الثمانية اشهر التي مضت حيث كانت هناك اثمان باهضة وكبيرة وخلال هذه الفترة اطلقت وعودا كثيرة واستمع اليكم الناس حتى ملوا من الاستماع الان سيبدا العمل وسوف يبدا التنفيذ !!!!

السؤال الاول الذي تسالون فيه انفسكم وانا واحدا منكم لماذا شك بي الاخر ؟؟؟ لماذا ظن بي الاخر ؟؟ لماذا خاف مني الاخر ؟؟ فهذه القضية انتهينا منها اليوم ولكن اليس هناك ثلاثة سنوات ونصف اخرى ستاتي ؟؟؟ وستظهر معادلات اخرى قد ينقص منها شيء او يزيد ولكن لا يوجد هناك شيء اسمه جديد , وهذا المثال حاضر الان الحزب الجمهوري انكسر انكسار كبير جدا في الانتخابات السابقة الان الانتخابات التي جرت خلال هذه الفترة النصفية فازوا فوز كبير جدا على الحزب الديمقراطي فهذه هي اللعبة الديمقراطية والسياسة سجال .

اقول بعد ثلاثة سنوات يا رئيس الجمهورية ويا رئيس البرلمان ويا نائبيه ويا كتلنا السياسية ويا رئيس الوزراء بعد ثلاث سنوات توجد امامكم هذه المشكلة فهل سترجعون وتقولون لماذا هذا خائف مني ؟؟؟؟ لذلك من الان يجب ان اعمل على طمأنة الاخرين بدلا من سياسة الابعاد تعالوا واستخدموا سياسة الاستيعاب فهذا قرانكم وهذا دينكم وهذا عراقكم .

انا لدي مثال ومجتمعنا العراقي امثله بهذا المثال والمثال يصلح لكم ايها الاخوة اهل السياسة الان دعنا نقف على باص , ياتي الباص تدافع الناس ليس لها مثيل حيث الكل يريد ان يصعد في الباص , لكن لو جربت ان تقول للشخص الذي يدفعك تفضل !! ماذا سيفعل ؟؟ هل سيتقدم ؟؟ ام سيقول لك لا انت يجب ان تتقدم امامي ؟؟؟ فطبيعتنا هذه في الحسنى وفي لغة الاستيعاب وفي لغة الاحترام سوف تكسب الجميع فخير العراق كثير وموارده كبيرة وناسنا فيهم الخير والبركة فلماذا هذا التدافع ولماذا هذا التبارز ؟؟؟ قد اخالف الذين خرجوا من الاجتماع يوم امس لكن اوافقهم ايضا اذا أ ُعطوا كلمة يجب ان يتم العمل بها فلست مجبورا ان تعطي كلمة ولكن اذا اعطيت كلمة فانت مجبور !!!! طبيعة المؤمن اذا تعهد بشيء فيجب ان يلتزم به لكن قبل التعهد خض مفاوضات طويلة عريضة وطولها اشهر قل له لا اقبل ولكن اذا قلت اقبل فهذا في الاخير ورائها ما ورائها فالقصة لن تنتهي مع واحد او اثنين بل انت تتعامل مع شريحة كبيرة يمثلون كتل ويمثلون واقع عراقي .

اخواني الاعزاء الفرصة لا زالت موجودة امامنا شهر حتى تتشكل الحكومة وعلينا خلال هذه الفترة وانا املي وطيد بالاخوة الذين تصدوا لما تصدوا له ان نمر من هذه الازمة وتتشكل الحكومة باعلى درجات التوافق لست مسرورا بان السيد رئيس الجمهورية لا يحصل على النصاب من المرحلة الاولى فرئيس الجمهورية يمثل الكل ويفترض ان ينتخبه الكل , لانه حصلت مشكلة وكان بالامكان التريث وكان بالامكان حل المشكلة لكن على اي حالة حدثت , انا عندما اريد ان اكسر عظم لا انتظر ان الامور ستاتي خالية وهادئة لا ستصبح شضايا وستحصل اضرار والى اخره . كنت اتمنى ان لا تسير الامور بهذه الطريقة كنت اتمنى ان نحظى باجماع حتى يستطيع الجميع ان يجدوا انفسهم فيه

القضية الاخرى مجلس النواب فيه كتل وامامهم مشاكل كبيرة جدا وللاسف الشديد يبتدأ مجلس النواب جلساته بصراع فكيف سنرى الجلسات التي ستاتي بعدها , هذه احدى التداعيات المتوقعة التي ستحصل ابتداءا من يوم السبت القادم وايضا سندخل يوميا في مشكلة وسندخل في مشكلة القانون الفلاني والميزانية امامنا مشكلة ايضا والى اخره . كان بالامكان تجاوز كل هذه الامور دفعة واحدة والتخلص من خلال القناعة المشتركة وتحقيق القناعة المشتركة , لذلك عشمي بالاخوة الذين اقبلت عليهم الكراسي ان يستوعبوا ان اقبال الدنيا له امد وحكم التاريخ حكم خالد لا يتغير عليكم ان تنصروا الناس وعليكم ان تنظروا الى محرومية الناس . وما جرى من احداث امنية خلال هذه الفترة هي رسالة لكم لم تحصلوا على هذه المناصب الا بسبب هذه الدماء التي نزفت , هذه الدماء الطاهرة التي سالت في مناطق بغداد المختلفة يوم واحد اكثر من عشرين انفجار وقبلها بيومين الفجيعة في كنيسة النجاة وبعد ذلك التفجيرات التي حصلت كل هذه دماء عزيزة ودماء نفيسة لم تكن مياه القيت كيفما اتفق هذه الدماء هي التي اوصلتكم ,

اذا كنتم تريدون حكومة قوية تستطيع ان تؤمن الخدمات لا تتحدثوا بمهنية وما الى ذلك فهذا الحديث يمكن ان يخدع الانسان العادي ولكن لا يخدع السياسي اسوء الوزارات كان فيها وزراء يسمونهم مهنيين وزير الكهرباء على مستوى مهنيته عالية جدا ولكن افشل وزارة كانت , يستطيع اي وزير بقراره السياسي ان يقول انا سياسي ان اتي بالكهرباء يشغل كل مهنيي البلد وهو يصبح قائد المهنيين , السياسي حتى يعمل اذهبوا واقنعوه ولتكن المشاركة مشاركة حقيقية فمنطق الاستبعاد ومنطق الاستهزاء ومنطق الاستخفاف بالاخرين هذا المنطق لم يجر على العراق الا الوبال .

نحن قلنا منذ البداية لا نريد اي منصب في قبال هذه الامور الثلاثة الضمانات , المشاركة الكاملة , تامين البلد اي منصب لا نريد وعازفين عنه وانا ارجع واقول عرضت علينا العديد من المناصب ورفضنا وجاء بعض الاخوة متاذين لانه لم نحصل على منصب , ولكن ثم ماذا ؟؟ وماذا سيحصل ؟؟ والله لن يتلقى مني اي مسؤول الا التعزية لانه عرض نفسه الى بلاء شديد ووضع رجليه على شفير جهنم فهذا الامر ليس لعبة فغدا الحساب عند الله وغدا هناك التاريخ سيذكر ماذا حصل وغدا هناك شعب هذا الذي يجب خطب وده وانالة رضاه .

نحن بالنسبة لنا سنبقى امناء على شعبنا وسنبقى ندافع عن شعبنا سواء كنا في هذا الموقع او ذاك الموقع فالامر سيان فقد كنا في السجون وفي المعارضة , شعبنا في بعض الاحيان يغفل بعض افراده ولكن هذا لا يعني اننا سنغفل وننسى مسؤوليتنا , انا اتذكر مثال بليغ جدا والقصة حصلت معي : سنة 1978 انا كنت معتقل في مديرية امن بغداد الجديدة في ذلك الوقت كانت للتو مفتتحة بالقرب من ملعب الشعب الدولي , في ملعب الشعب حصلت فيه مباراة في احد ايام التعذيب الشديدة كنت اتعذب والناس تصرخ وتهتف الى الفريق الكروي الفلاني ونحن كنا نصرخ من اجل هؤلاء , الناس مخدوعين لا يرون الصورة بصورة صحيحة لكن مسؤوليتنا لم تكن تمنعنا عن ذلك ولا اعطينا الدنية من انفسنا عذاب شديد ما تزحزحنا قيد انملة لماذا ؟؟؟ لانه تكليفنا يقول هؤلاء الناس ايتام آل محمد هم مسؤوليتنا وسوف لن نتخلى عنهم , تتغير المواقع وتتغير المواقف وتتغير الواجهات ولكن الاصل لدينا هو الدفاع عن الشعب .

وانا ارجع واقول المسؤولية مسؤوليتنا حتى نبلغ اخر الرمق , هذا المنطق الذي يجعل الانسان يلتزم به وهناك توازن وهناك سكينة للنفس وهناك طمانينة للشارع , اما منطق الاستخفاف ومنطق التشمت لا ينفع معنا , فكم تشمت بامير المؤمنين وقالوا ما شأنه لا احد يدخل الى بيته ولكن بعد ذلك ماذا حصل ؟؟ هذا امير المؤمنين تقبل عليه الدنيا ويدفع الناس الاموال الباهضة من اجل الذهاب الى زيارته فهذا هو المنطق الذي يجب ان نتمعن فيه ويجب ان نتامل فيه , نحن بالنسبة لنا مسؤوليتنا هو الدفاع عن ناسنا الذين هم ابعد سني في محافظاتنا الغربية الى ابعد شيعي في محافظاتنا الجنوبية الى ابعد كردي في محافظاتنا الشمالية فهذا هو منطقنا وهذا حرصنا ولن نتزلزل عن ذلك سواء اقبلت الدنيا او لم تقبل . لا نجد شيء يستحق القتال عليه الا وحدة شعبنا وحفظ ديننا . اما دنيا الكراسي فقد سبق ان تناطحت عليها قرون وقرون وامم , ولم يبق الا الخير الذي بمدح به نتيجة لثباته والا الذي يذم نتيجة لطبيعته الاخلاقية وطبيعته السلوكية .

انا اشكر الله سبحانه وتعالى على كل الجهود التي بذلت والتي بينت ان هناك ثلة امنت بربها وتركت كل شيء الا بمقدار تامين هذه المبادىء وتامين هذه القيم اما الدنيا اقبلت ام لم تقبل فهذه ليست غايتنا وليست هي مطلوبنا المطلوب الاول بالنسبة لنا هي ان نحقق رضا الله سبحانه وتعالى من خلال البر بعباده ومن خلال الدفاع عن المستضعفين وعن المظلومين من خلقه اكثر من ذلك لا نبتغي في هذه الدنيا , قيل عنا ما قيل باننا نشتهي ونريد ونرغب وما الى ذلك وسيقولون اكثر من كل ذلك لن نتغير ولن نتبدل عن كل هذه المبادىء التي ذكرناها وسنبقى نلتزم بها حتى لو لم يبق معنا الا واحد من الناس او الا انفسنا بالنسبة لنا ان تكليفنا هو الاصل وعملنا بهذا التكليف هو الذي سينجينا غدا يوم القيامة . اما ان لديك ملايين ثم ماذا ؟؟ وليكن لديك مئات الملايين ثم ماذا ؟؟ وانتم تعرفون ان تاريخنا مملوء باصحاب الملايين الذين يصفقون لهم بل المليارات . اليست امريكا يصفقون لها الملايين بل مئات الملايين ثم ماذا ؟؟ امريكا هي امريكا

 وفيما يلي التسجيل الصوري الكامل لخطبة سماحته ::

 

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
93 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :15050
عدد زوار الموقع الكلي: 27312361
كلمات مضيئة
قال الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ): أحبب حبيبك هونا ما ، فعسى أن يكون بغيضك يوما ما ، وابغض بغيضك هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما