قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :
استهل الحديث في الخطبة الثانية عن الذكرى الثانية عن الذكرى السنوية الأولى لعزيز العراق (رض) حجة الأسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم هذا الرجل الذي لي معه رفقة تنيف على الثلاثين عاما منذ ان خرج من العراق مهاجرا وحتى ارتحل الى الباري عز وجل كان عبارة عن شعلة من الحركة ومن الدأب والسعي والجهاد من اجل اعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى وأداء الواجب الشرعي وإذ لايسعني التحدث كثيرا في هذا الأسبوع واعد ان اتحدث عنه في الأسبوع القادم . هنا اشير الى طبيعة ماكان هذا الرجل يعمل به تجاه التكليف الشرعي والتكليف الشرعي كلمة نحن نستخدمه ببساطة ورغم بساطتها الا انها قد تحتاج الى أثمان باهضة جدا ، اثمان قد ترقى الى انه يجابه باعدام اخوته والتهديد باعدام المزيد منهم ان لم يتوقف عن حركة الجهاد ضد النظام المجرم ، وقد كانت كلمته هو وشهيد المحراب (رض) كلمة واحدة النظام يهددنا ونحن نعمل بتكليفنا هيهات منا الذلة . كنت معنيا بكثيرمن الأمور التفصيلية في الأعمال الخاصة وما رأيت منه اي حالة من الكذب او التعب ، في بعض االأحيان الثانية ليلا الرابعة او الخامسة فجرا يأتي التليفون وتجده مستيقيظا ويقول باني اعمل بالقضية الفلانية او الموضوع الفلاني لم ينته .
والى اللحظات الأخيرة من حياته وانا كنت من اواخر من رأوه من خارج عائلته لم نجد من هذا الرجل الا سؤالا عن العراق وشعبه ولم نجد الا ان يحملنا مزيدا من المسؤولية ويلقي على عواتقنا الكثير من العبيء والتكليف الشرعي . رجل مريض ومرضه من النمط القاسي جدا ولكن هذه القسوة لم تمنعه من ان ياخذ جرعته الكيمياوية واحيانا النووية ليأتي في اليوم الآخر الى العراق ويمارس عمله ويقول على القل اكون قريبا من الناس لعله يحتاجني الناس ويحتاجني العراق لأمر وساشعر بذنب كبير ان لم اكن بالقرب من الناس .
واتذكر اثناء مرضه الشديد كنا وبعض الأخوة كنا دائبين في حركة في المحافظات واذا به يقول اني اريد ان اذهب الى مدينة البصرة فقلنا له سيدنا لايمكن ان يكون ذلك ونحن نكفيك فقال ثقيل علي ان اراكم تعملون وانا لا اعمل جالسا في بيتي وكان بامكانه ان يعتذر لأنه مريض وبعض السياسيين والله اذا اصيب بزكام يطلب من السفارة البريطانية والسفارة الأمريكية انجدوني اريد ان اذهب الى العلاج واموال الدولة تنفق عليه والرجل اصيب بهذا المرض الخبيث ولم يدخر جهدا الى اللحظات الأخيرة . رضوان الله تعالى عليه اغمي عليه اغماءته الأخير امام عيني ولكن قبل اغماءته كان يتحدث اين توصلتم بموضوع وحدة الشيعة والأئتلاف الوطني وهذا الرجل مقبل على الموت وهو قد اعد للأمر عدته واستعد ولكن الى اللحظات الأخيرة يتحدث بألم الناس .
اتذكر اننا ذهبنا اليه الى المستشفى وكان معي خمسة من وجهاء السياسية ورغم ان الأطباء قالوا من الصعب ان يتحدث لكنه جلس وانفجر امامنا ماذا فعلتم للناس وماذا قدمتم للناس . حينما نفتقده في هذه الأزمة الحالكة والخانقة هذه الأيام لا يسعنا الا ان نستشعر كم خسرنا ه1ا الرجل وللأسف الشديد الشعب العراقي لا يعرف قيمة رجاله الا بعد يفتقدهم وكم كنت اتمنى لو ان الناس استمعوا الى نصح هذا الرجل والى وصاياه لما وقعنا في هذه الأزمات واحدة بعد الأخرى .
ذهب اليه احد الوزراء يقول له فلان ويتحدث عني ( لقد تحدث عني في صلاة الجمعة بشدة وفي البرلمان ) وانا فعلت كذا وبدأ يقدم التقارير وهذه الوزير هو وزير " البلاء " وزير الكهرباء ، بدأ يقدم اوراق حمراء وخضراء ويتصورون ان الناس اميون حينما يقدمون لهم خرائط ورسوم احصائية ، وبعد ما نتهى انفجر وقال له سواء فلان تحدث ام لم يتحدث فالناس لا يمتلكون الكهرباء وانت مسؤول امام الله وامام الناس اين الكهرباء ؟ . صرخاته العظيمة امام الأمريكان وامام البريطانيين اثناء مجلس الحكم واثناء الأزمات السياسية الكبرى لم يكن ليتجرأ احد من كل السسياسيين ان يقف المواقف التي وقفها هذا الرجل وحينما يقال له ان يخفف من وتيرة حديثه يقول ( الناس تتألم وتريدوني ان لا اعبر عن الآم الناس وهذا مصير العراق ومستقبل العراق وضعه الله امانة في ايدينا وسنلعن ان لم نؤدي هذه الامانة ) .
كم يفتقد هذا الرجل وكم يؤلم لن يتعرض الى ظلم كبير من هذا ومن ذاك في السنة الأولى من وفاته حينما راينا البعض يتحدث ويقول ان هؤلاء يتآمرون على الحكومة او يريدون اسقاطه وانا اتحدث واقولها امانة للتاريخ ان جبهة التوافق حينما اخرجت وزراءها من الحكومة وضعت الحكومة قاب قوسين او ادنى من السقوط ، يومذاك جاء الدكتور طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية الى بيت السيد (رض) وكانت الساعة الحادية عشر والنصف . طلب وترجى من سماحة السيد ان ينهي هذا الأمر وان تقدم رئاسة الوزراء الى السيد يختار من يشاء . هذا العرض السخي يقدم الى من قيل انهم يتآمرون على الحكومة ، قال موعدنا في جبهة التوافق في الساعة الثانية عشر سنعقد مؤتمرا صحفيا نعلن فيه الأنسحاب من الحكومة ولم يبقى الا ان يؤشر السيد الى وزراءه الذين ارسللهم الى الحكومة وينتهي كل شيء .
بعد ايام قليلة جاءه احد الشخصيات الكبار فكان هناك صراخ شديد في بيته بعد ان طلب هذا الرجل من سماحة السيد ان يقبل بسحب الثقة من الحكومة فمن المؤلم ان يقال بأنه كان يتآمر هو واصحابه على هذه الحكومة وما يؤلم اكثر ان هؤلاء كانوا اكثر الناس معرفة ان الجهة الوحيدة التي حفظتهم هي جهة عزيز العراق مع ان بعض العروض يشهد الله ويعلم قيل لنا لا تصوتوا فقط اقبلوا ولاترفعوا ايديكم حتى تحرجوا اما اخوانكم وسنسلمكم رئاسة الوزراء . بالنسبة لنا الأمر ليس ان نحصل على هذا المنصب او ذاك فهذا الخط الذي نتحدث عنه (خط التكليف الشرعي ) قطعا لا يفكر بمنصب بل يعتبر المنصب مسؤولية وبلاء كبير .
ان حكومة لا تستطيع ان تؤمن ابسط مقدمات الخدمة الى اناسها كيف يمكن لرئيس وزراءها ولوزراءها ولرئيس برلمانها ان يتصوروا انهم في نعيم بالعكس . في هذا الحر الشديد حينما لا يجد الناس اموال الكهرباء ولايجدوا اموال الوقود فكم دعوة خالصة تخرج من الاعماق على من تسببوا بهذا الأمر فهل تتصورون ان المسألة هينة حيث ان هناك راتب وهناك حراسة وهناك اعلام فغدا هناك الله وهناك قبر وهناك محاسبة وتاريخ وهناك اناس تعرف كيف تسمع ولا تنسى .
انني اتعجب من احد المسؤولين يقول اننا لم نأخذ هذا المقدار من المال وانا اسمى بعراب الميزانية في مجلس النواب اشهد امام الله وامام الناس اننا حتى نهاية سنة 2009 سلمنا الحكومة بمعزل عن ميزانية كردستان وبمعزل عن ميزانية مجلس النواب وبمعزل عن ميزانية مجلس القضاء الأعلى ورئاسة الجمهورية وكل المؤسسات التي لا ترتبط بالحكومة ما يقارب مائتين وعشرين مليار دولار ويضاف لها ميزانية 2010 واتعجب من انهم يقولون لا توجد اموال فتعالوا وقدموا فواتيركم وقولوا اننا صرفناها في الموضوع الفلاني ، والعجيب البعض يقولون ان الوزراء استلموا تلك الأموال ثم ارجعوها !!! .
نحن في التقارير التي قدمت لنا وعلى ضوءها قدمنا اموال الى الحكومة بناءا على الكهرباء سنة 2010 المفروض ان العراق يقترب من الأكتفاء الذاتي لأن في سنة 2011 حسب التقارير المقدمة لنا المفترض اننا نصدر كهرباء الى خارج العراق والحمد لله والشكر الأسبوع الماضي اخواننا المهندسين في وزارة الكهرباء اخبروني ان الوضع اذا استمر على هذه الحال فإن حتى الساعة من التجهيز ستنتهي والحمد لله سرعان ما انتهت .
الكل مشغولون فلان سيكون رئيس وزراء او فلان سيكون رئيس وزراء وللاسف لحد اقولها كما قلت قبل اسبوع لا ارى في الفق حكومة وليس هنالك الا ثلاثة طرق اما ان ينتهي اخواننا في دولة القانون من حديثهم مع القائمة العراقية ويعودوا الى التحالف الوطني وينتخبوا من يمكن التوافق عليه او ان الأئتلاف الوطني يرتب اموره ويتحالف مع الأخرين وبالنتيجة يؤسسون الى حكومة ومعالجة المشاكل المترتبة خلال هذه الفترة واذا قدر انه في هذا الشهر يتفقون فسنحتاج عدة اشهر حتى نرى الحكومة الجديدة تعمل مما يعني ان سنة من عمر الحكومة انتهت منذ البداية . فهذا العراق وهذا الضيم والناس ذنبهم الوحيد انهم اتجهوا الى اناس لا يعرفون تكليفهم الششرعي وتكليفهم الوطني ، الذين يعرفون تكليف الكرسي وتكليف الكرسي في الوقت الذي يعطي وليس في الوقت الذي يأخذ .
وفيما يلي التسجيل الكامل لخطبة سماحته ::