بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : بيني ما بين الله لا ارى في الأفق حكومة ولحد الآن الأمور تجري ليس على اساس التفاهم على مصالح الشعب


سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : بيني ما بين الله لا ارى في الأفق حكومة ولحد الآن الأمور تجري ليس على اساس التفاهم على مصالح الشعب

قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :


للأسف الشديد قبل ايام فجعنا باستشهاد احد ابرار هذا الطريق طريق المنتظرين الصابرين على مقربة من هذا المسجد الشريف واعني بذلك اخينا العزيز السيد محمد الوردي ابن الكاظمية البار الرجل الذي ماعرفناه يوم ان عرفناه الا احد الذائبين في خط عشق فاطمة الزهراء (ع) حتى انه من جملة من لقبوا بكلاب الزهراء يوم كانت لبعض الناس تشكيكاتهم بمظلومية الزهراء وبعصمتها ويوم ان انبرى البعض للتشكيك بكل عقائدنا من داخلنا وليس من خارجنا ولكن تقليدا لأبن تيمية وامثال ابن تيمية ، تصدى هذا الرجل وتصدى غيره حتى قبل ان تنبري المرجعية الشريفة لتتحدث بلغة واضحة وصريحة عن مثل هذه القضايا ولكن هذا الرجل كان سريعا في التلبية لأنه انتفض حينما رأى التشكيك يزحف على عقائد الناس بحجج واهية وبأساليب خبيثة . نعت بما نعت وهدد بما هدد هو واصحابه ولكنه بقي صابرا هو وعائلته وفرغ نفسه وعائلته بشكل كبير جد للتصدي للافكار المنحرفة والأفكار الباطلة رغم ان الدنيا كانت قد ادبرت عنهم وان الدنيا قد اقبلت على الذين انحرفوا عن هذا الخط او راحوا يحمون خط الأنحراف ولكن هذا الرجل السيد الجليل ابو ضرغام (رض) بقي صابرا الى الأيام الأخيرة وقد رأيته قبل شهر في مجلس فاتحة والدته وكان يتحدث بنفس الحماس وبنفس اللهجة ( سنبقى كلابا للزهراء ان كان غيرنا كلابا لأعداء الزهراء ) . على اية حال انا في الوقت الذي اعزي فيه مدينة الكاظمية العزيزة وشيعة اهل البيت بهذا الجندي المجهول واشك ان الكثيرين ممن يرونه لا يعرفون اية خصيصة مما تحدثت عنه وكثيرون اؤلئك الجنود المجهولون .
في المقابل حوادث الأغتيالات التي كثرت خلال السنى المنصرمة وما يفترض اننا حققنا امنا واننا انفقنا مليارات الدولارات على الأمن ، مالنا نرى حوادث الأغتيال تزداد يوما بعد تأتي لآخر وما لنا نرى انها تأتي لتأخذ صفوة البارين في داخل هذه الدولة ؟! عشرات المسؤولين وهذا الرجل كان مستشارا لوزير الزراعة . عشرات المدراء ومسؤولي الأقسام والأساتذة وما الى ذلك غيبتهم رصاصات الكواتم والكواتم تعمل بالقرب من مفارز الجيش ومفارز الشرطة بمعية مئات العبوات اللاصقة التي افجرت خلال هذه الفترة واتعجب ان البعض يقول ان لدينا امنا !! ، وكلما تحدثنا قال انظروا كيف كانت الأوضاع في سنة 2006 , نعم كانت الاوضاع في سنة 2006 وخيمة جدا ولكن لا توجد مدعات الى ان اماثل بين 2010 و 2006 بعد ان صرفنا كل هذه الأموال وبعد ان انفقنا كل هذه الأموال وهذه التجهيزات .

وعن الوضع الأمني قال سماحته :


بالأمس او اول امس حادثة رهيبة في منطقة ( جديدة الشط ) والاعلام ساكت اخرس وكأن شيئا لم يحصل ويتحدثون عن اربعين شهيدا والأرقام تتحدث عن اكثر من ذلك ولكن حتى لو كانوا شهداء اربعة فهذه دماء وارواح ، وقبل ذلك ماجرى في تفجير الفلوجة والنبار وغيرها من المناطق التي اصبحنا نتعايش مع اخبارها والأنكى من ذلك ان اصبحت اخبارها اخبار عادية . مرت هذه الجرائم والكل ينظر اليها ولا يبالي ولكن من حقنا ومن واجبنا ان نذكر ( اين هو الأمن ياسادة الأمن ولماذا هؤلاء يسرحون ويمرحون ) ؟! وعشرات المفارز التي يفترض ان واحدا من مهماتها هو تقليص حوادث الاغتيال ، ولكن ماذا يحصل ونحن نرى ان عصابات الأغتيال مجهزون بهويات رسمية ويمرون على الحواجز وربما تؤخذ لهم التحيات على هذه الحواجز فاين سيتجه ابن البلد ؟!!! . وجاء المسؤولون وهم يتحدثون عن الاختراقات ، طيب اذا كنا جميعا نتفق على وجود الاختراقات فاين هي السياسات الصادة والمانعة من الاختراقات اذا كان وزراؤنا كلما جاءهم امر من هيئة اجتثاث البعث كلما خبأت الكتب في طاولاتهم وابعدت عن الأنظار . الآن العشرات من المسؤولين ومدراء الاقسام صدرت بحقهم كتب للأجتثاث ولكن الوزراء لا يلبون ولا ندري على من نعتب . هل هذا يسمى تسيبا اداريا ، هل هذا يسمى استخفافا بالقانون ، هل هذا يسمى تلاعبا بارواح الناس ، هل هذا يسمى تلاعبا وامتهانا للمال العام ؟ سمه ما تسمه فهذا الواقع هو هو وهذا هو الذي يجري في هذا البلد . على من نعتب وزهرة رجال العراق يذهبون في كل يوم والآخرون ينظرون الى الأوراق ويقولون ( الحمد لله اليوم عندنا عشرون قتيل جيد فهذا افضل من الأيام السابقة حيث عندنا مئة ) !!! . ان هذه العشرون وتلك الخمسون كلها اختراق وكلها ارواح ودماء وخرق للقانون وتدمير لهذا البلد والنكى من ذلك ان بعض المسؤلين يبلغ دائرته بعدم عرض هكذا تقارير عليه .

وعبر الشيخ الصغير عن تعامل بعض السياسيين مع اوضاع البلد بالقول :


قبل مدة التقى احد اخواننا بأحد المسؤولين الكبار في احدى الدول العربية فقال له ( فلان انا كل يوم يدخلون الي ورقة يجب ان اقرأها كلها لأطلع على اوضاع البلد ) !!! ، ونحن امامنا الااف الاوراق يوميا يجب ان تقرأ ويجب ان يتخذ فيها قرار ويتخذ بها موقف ولكن للأسف الشديد العيون تتحرك ولكن الأيادي لا حركة فيها والقلوب لا اهتزاز بها وهذا هو الوضع الموجود الآن الكل مشغولون بمن يأخذ المنصب الفلاني ومن لا يأخذ ومن يمنع ومن يحجز زابن الشعب عليه ان يتجرع غصة الأمن ويتجرع غصة الكهرباء وعليه ان يتجرع غصة البطالة وعليه ان يتجرع غصة الفقر وعليه ان يتجرع الكثير من الالآم لوحده دون غيره .
قبل ايام كنت استمع لأحد المسؤولين وهو يرد على كلام مسؤول آخر بأن الدولة خلال خمسة سنوات قبضت 342 ترليون دينار اي ما يقارب من 300 مليار دولار وهذا رجل مسؤول يقول ( لا هؤلاء يضللون الناس ) سبحان الله من الذي يضلل ومن الذي يضلل ؟! الشعب هو الذي يضلل والواقع مر فان 300 مليار دولار هل هو لعبة وهل هو مبلغ سهل ، وفي خمس سنوات اين ذهبت هذه الأموال ، ولماذا بقي ابن الشعب يتلظى ؟! . قالوا ان الكهرباء يتم اصلاحها وكلما اعطونا وعد وضعنا ايدينا على قلوبنا وقلنا ذهب الموجود ، وقالوا اننا عملنا امن وذهب الامن وقالوا سنقدم الخدمات وذهبت الخدمات ، فهذا التسيب الموجود الا من احد يقول ان الناس هم المتضررون منه . والى متى تيبقى الكتل السياسية والقادة السياسيين كل همهم ودأبهم وكل حرصهم ان فلان صعد وفلان نزل وفلان ذهب وفلان اتى فالى متى ؟! . وهذه الازمة التي يمر بها البلد والكل يتفق على انها ازمة ما سببها ، سببها كرسي وليس اكثر من كرسي !!! .هذا يريد هذا وذاك يفرض شروطا والبلد هو الذي يدفع الثمن والشعب يدفع الثمن والشهيد الوردي وغير الشهيد الوردي هم الذين يدفعون الثمن زهرة شبابهم واعمارهم .

ونصح سماحته الكتل السياسية بالقول :


انا انصح السياسيين والكتل السياسية ، من المتيقن ان احدكم لا يريد الأخر ولا يثق بالآخر وهذه ليست ( حزورة ولا فزورة ) وانا لا اتحدث بلغة مطلقة ولكن قطعا الحالة نسبية ولكن الثقة اصبحت شبه منعدمة بين الكتل . طيب أأتوا باحد لا ينتمي الى هذه الكتل ولا الى هذه الأحزاب فسوف لن يتفرعن عليكم هو وحزبه ولا يكون ضعيف لكم وقوي على غيركم ويكون في خدمة الجميع وانا لا اقول ان مصالح الأحزاب خطر محدق فكل حزب لديه مصالح اناسه ومن حقه ان تكون له مصالحه الخاصة ولكن تعالوا فكروا بهذه الطريقة والطريقة الأسلم ديمقراطيا هي ينتخب البرلمان من يأخذ اكثر اصواتا وتنتهي هذه الفزورة ولكن مع ذلك هناك ممانعة لأنهم لم ولن يقبلوا بهذه الطريقة ومعروف من سيفوز بهذه الطريقة . فاذا لم يقبلوا فيا دولة القانون ويا ائتلاف وطني مطلوب منكم ان تقدموا ملم ترشح مقبول عند الاخرين واذا تتمكنوا من ترشيح شخص من هذه الأحزاب المنضوية فاختاروا شخصا حتى ولو من خارجكم المهم انه انسان يرضى عنه الجميع ويتمكن من العمل مع الجميع . واذا كنتم تقولون اننا نريد ان نبني دولة المؤسسات فلماذا يجب ان تكون الدولة بيد حزب او بيد مجموعة ، لا فلتكن الدولة بيد جميع الأحزاب فأين هي المشكلة واذا كنا نريد ان نبني دولة مؤسسات فليس مهم من الشخص الذي يتقدم ومن الذي يتأخر .

وحول انفراج الأزمة السياسية قال الشيخ الصغير :


انا اتعجب من بعض السياسيين يخرج يوميا ويقول ان الأزمة انفرجت وان الايام المقبلة ستشهد انفراجات ، وقبل شهرين قد قال ان هناك انفراجات فأن هذه الانفراجات . وانا بيني ما بين الله لا ارى في الأفق حكومة فأنا مطلع ولحد الآن الأمور تجري ليس على اساس التفاهم على مصالح الشعب . منذ اشهر ننادي ياجماعة الخير تعالوا برامجكم ، رتبوا برنامج الأمن حتى لا يغتال السيد الوردي مرة اخرى وعشرات الامثال من السيد الوردي وحتى لا تتفجر جديدة الشط وحتى لا تتفجر الفلوجة والانبار اجلسوا وفكروا كيف يحفظ الامن . في خطة فرض القانون لم يحفظ الجيش الأمن ولكن اتفاق القيادات السياسية هو الذي حفظ الامن واوجده وليس لأن فلان خرج وفلان أتى . فانا اتذكر تلك البيام بكل تفاصليها ، رحم الله عزيز العراق الذي كان يتصل بالسياسيين واحدا واحدا وكان يتصل برئيس الوزراء ويشجعه ويربط على قلبه فما بقي واحد من كل الأطراف الا واتصل به وبهذه الطريقة حفظ الامن . لكن اذا بقينا نحن مختلفون فيما بيننا وجئنا برئيس الوزراء فهل المشكلة ان لدينا كراسي فارغة ام ان لدينا برامج فارغة فلا توجد سياسة طاقة حقيقية موجودة ولا سياسة اقتصاد موجودة ولا سياسة خدمات موجودة . فلماذا نذهب الى دول عديدة في كل فترة نشاهد فيها تغير وبغداد مازالت نفسها ما عدى بعض الأوراد وبعض النافورات والعلامات المرورية فلماذا نكذب على انفسنا ونقول الاموال اين ذهبت وانا لا اقول انهم سرقوها والعياذ بالله فانا لا اتهم احدا ولكن انا متيقن من ان السياسات التي استخدمت هذه الأموال كانت سياسات على اقل التقادير ليس فيها اي حنكة في التدبير في صرف الاموال .

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
13 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :2760
عدد زوار الموقع الكلي: 24836444
كلمات مضيئة
قال الإمام العسكري عليه السلام: من وعظ أخاه سرا فقد زانه . ومن وعظه علانية فقد شانه.