التقى سماحة الشيخ الصغير مساء امس في مكتبه في جامع براثا عددا كبيراً من الزوار السوريين الذين وفقوا للمشاركة في زيارة الأربعين وقد تحدث الأخوة السوريون عن طبيعة ما يجري في سوريا وعن المخاطر التي تعترض سوريا وهي تعيش غمار الفتنة التي تثيرها جهات متعددة، كاشفين عن حركة تهجير واسعة تنظمها الجماعات الطائفية للشيعة في محافظة حمص صاحبتها حركة قتل واعتداء على المواطنين العزل مناطق عدة من محافظة حمص، وقد تحدّث سماحة الشيخ بإسهاب عن طبيعة الفتنة التي تدار من أجندات خارجية اقليمية ودولية، ورأى أن المستفيد الأكبر من هذه الفتنة هو إسرائيل التي تعد هي المحرك الأكبر لها، مشيراً إلى أن تركيا وقعت في فخ صهيوني حينما اندفعت في موقفها للتدخل في الوضع السوري، منوها إلى أن الجهد القطري المحموم هو جزء من هذا التوجه الصهيوني، وقال: بعيداً عن طبيعة المشاكل والأخطاء التي أدت إليها سياسات الدولة في علاقتها مع المواطنين السوريين، إلا إن واقع الحال يكشف عن أن الجميع سيتضرر من هذه الفتنة التي لن تعود إلا بالندامة الشديدة على من افتعلها، لأن سوريا ووضعها الجيوبولوتيكي ليست دولة عادية يمكن افتراسها من دون تعرض المنظومة الأمنية الإقليمية بل الدولية إلى الخطر الشديد، ودعا سماحة الشيخ إلى توحيد الصف وعزل العناصر التي تريد أن تربك الوحدة لأن الوحدة هي التي تقي من الفتن الخارجية، وهي التي تطيح بطوابير الفتنة الداخلية وتفضحهم، وأكّد أن الوحدة ليست شعاراً يطرح فحسب، بل إنها منهاجاً يجب السعي لتجسيده، ورأى أن اتباع العلماء الهادين والمعروفين بإتزانهم وحرصهم على مصالح المجتمع هو الذي يعطي لعملية التجسيد صيغتها العملية المطلوبة، فنحن قد نختلف كأفراد في تقدير المصالح وفي تقييم الأمور، ولكن حينما نتحد في التبعية للعلماء فإن اختلافنا سيذوب في بوتقة مرجعية العلماء.