دعا امام وخطيب مسجد براثا سماحة الشيخ جلال الدين الصغير القوى السياسية الى الحيطة والحذر من الدور الامريكي في مرحلة ما بعد الانسحاب منتقدا ازدواجية تعامل اعراب الجامعة العربية مع الاوضاع في المنطقة واتخاذها قرارا بفرض عقوبات على سوريا .
وانتقد في خطبته التي القاها في جامع براثا اليوم الجمعة عدم اعطاء الحكومة المركزية الصلاحيات للمحافظات بحسب قانون 21 الذي تم تعطيله منذ عام 2008 مشيرا الى ان قيادة المجلس الاعلى الاسلامي كانت ومازالت ضد الفساد وعندما تم ابلاغها باستجواب امين بغداد طلبت من شروان الوائلي ان يتم الاستجواب امامها لتتخذ اقسى الاجراءات في حال صحة ما ادعاه الوائلي.
ففي موضوع الانسحاب الامريكي من العراق ذكر سماحة الشيخ الصغير اننا نحمد الله ونحن نرى اليوم الذي تتكحل فيه اعيوننا بمغادرة الامريكان لهذا البلد الكريم"مشيرا الى ان هذه المغادرة ماكانت تحصل لولا وجود قوى اساسية تظافرت جهودها منذ البداية لتحرير العراق فلا يوجد احد له فضل على احد اذ ان قوى اساسية اشتغلت منذ البداية لعدم رؤية الامريكان".
واضاف سماحته:"ان خلو الامريكان من الساحة يفرض علينا امور عدة يجب الانتباه اليها اولها ان خلو الساحة من هذه القوى لايعني خلوها من سياسي هذه القوى واقتصادها وثقافتها وضغوطها وايديها اذ انها مازالت تعشعش في العراق بشكل مرير جدا".
وتابع انه " لو يفسح لنا المجال وقرأنا ما يكتب في الصحافة الامريكية عن ما ستقوم به امريكا بعد الانسحاب سيحتم علينا دعوة القوى السياسية الى الحيطة والحذر من ان يكون خروج الاحتلال من الباب ودخوله من الشباك".
وبين سماحته"ان التجربة الامريكية مع الشعوب لاتحتاج الى الكثير من العناء لنجد ان هؤلاء ليس ابرياء انما يعملون دوما لتامين مصالحهم التي تكون بالضرورة ضد الشعوب".
الجامعة العربية
وربط سماحته بين ما ذكره وبين ما اقدمت عليه امريكا من ضغوط مع فرنسا على اعراب الجامعة العربية لاتخاذ قرار بشان فرض عقوبات على سوريا.
واضاف:"ان ما حصل يمثل انموذجا لطبيعة السياسة التي يتبعها هؤلاء فالقضية ليست قضية شعوب فهذه اليمن اذ نسمع يوميا ان قوات الرئيس اليمني تقتل وبشكل رسمي بالطائرات والمدفعية ابناء الشعب العزل ولايتكلم عليهم احد ولايتم فرض عقوبات وغاية ما يذكر خبر في اخر نشرة الاخبار".
وتابع سماحة الشيخ الصغير:"انه اذ ما قدر ان ترى الحكومة السورية ان عناصر تحمل السلاح وتهاجم قواتها وتقتلهم واذا ما ارادت ان تدافع عن نفسها تنقلب الدنيا ولا تعقد ".
وابدى استغرابه من ان اعراب الجامعة العربية لم يتفقوا يوما من الايام على ابسط الامور مثلما اتفقوا على اخطر الامور"مشيرا الى ان" ميثاق وقانون الجامعة العربية يشير الى ان أي دولة ترفض قرار الجامعة يتوقف القرار وعشرات القرارات توقفت بسبب اعتراضات ولكن ما تبين ان الباء لاتجر مع سوريا ووضعت عدد من الدول كل حروف الجر في قضايا اخرى".
وانتقد سماحة الشيخ الصغير عدم رفض العراق للقرار واكتفائه بالتحفظ مشيرا الى ان العراق ارتكب خطيئة كبرى بتحفظه اذ ان ما يترتب على سوريا اليوم سيترتب على العراق غدا.
وبين انه برغم رفض لبنان واليمن للقرار فانه اتخذ كما ان سوريا اعطيت مهلة اسبوعين وقبل انقضاء المهلة اتخذ القرار وسرعان ما سبحت امريكا وهلهلت بريطانيا وكبرت فرنسا وبقية الدول التي تطبل وراء امريكا.
الانتفاضة الشعبانية
وذكر سماحته بما حصل للعراقيين جراء امريكا عام 1991 في الانتفاضة الشعبانية.
وقال :"ان امريكا ليست بريئة مما يحصل ودائما تنظر الى مصلحتها ويجب ان لا ننسى ما فعلوه بنا عام 1991 اذ انهم اعطوا الحرية الكاملة لنظام الطاغية لقتل العراقيين".
واضاف:"ان العراقيين قتلوا في عام 1991 في الانتفاضة الشعبانية دون ان يتكلم احد فابناءنا يقتلون ويرمون من طائرات الهليكوبتر ونساءنا تربط على الدبابات والمدرعات وتقتل بطريقة بغاية الوحشية ولم تتحدث امريكا او تتخذ اجراءاتها لا هي ولا اعرابها فالقضية لم تكن قضية شعوب".
عمليات امريكية سرية
ودعا سماحته القوى السياسية لليقظة والحذر من العمليات السرية الامريكية اذ ان تهرأ العلاقات بين الكتل السياسية سيفسح المجال لهذه العمليات بالتنفيذ بعد الانسحاب.
واشار الى ان البلد بحاجة الى تحصين الامن بعد الانسحاب فتحصين الامن لاتؤديه القوى الامنية فقط وانما هي عناصر فاعلة فيه وعلى الكتل السياسية ان تتبانى على مشروع سياسي واحد اذ ان الجميع يعلم ان المشروع السياسي متهرأ واننا نسير من تصعيد الى اخر ومازالت عملية الاستفزاز موجودة.
وتابع ان البلد ومنذ 3 سنوات يسير من تصعيد الى اخر دون ان نسكن ويجب ان تنتهي مسالة التصعيد وان تنزل الى اقل مستوى لها.
اقليم يضر بالعملية السياسية وبالوحدة الوطنية
وفي موضوع اقليم صلاح الدين انتقد سماحته معالجة الحكومة المركزية للموضوع ومطالبة مجلس المحافظة باقامة الاقليم.
واشار سماحته :"اليوم امامنا استحقاقات اقليم للون سياسي مضاد للعملية السياسية ولون طائفي مضاد للوحدة الوطنية وهناك روح الانتقام لهذه الاستحقاقات".
واضاف سماحته :"ان السياسات التي تعالج بها الامور تكون بشكل خاطىء اذ ان افضل علاج لايتمثل بما يطلبه مجلس محافظة صلاح الدين باقامة اقليم ولا هي الاجراءات المركزية اذ ان الاجراء الافضل هو الالتزام بقانون 21 الخاص بصلاحيات المحافظات والذي تم تعطيله منذ عام 2008.
وتسائل سماحته عن كيفية ان يثق من لم يتم اعطاءه الصلاحيات منذ 3 سنوات بالوعود مشيرا الى انه لايوجد علاج الا بتفعيل هذا القانون.
وبين اننا نحتاج الى مناخ وطني افضل من ماهو موجود حاليا لتنطلق الفيدراليات فنحن خيارنا الاول هو الفيدرالية ولازلنا نعتقد انها الخيار الامثل لحل مشكلة العراق يتمثل بالفيدراليات ولكن ليس على اساس طائفي او ان يؤثر على الوحدة الوطنية فنحن مع فيدرالية ادارية تخدم الوحدة الوطنية مثل ما موجود في كندا والهند والامارات.
استجواب امين بغداد
وفي شان استجواب امين بغداد اعرب سماحته عن اسفه من ان المناخ الحالي السياسي لايشجع بل يعمل على ايجاد التشنجات مرة بعد اخرى ولعل النموذج الي طرح مؤخرا يمكن ان يكون بادرة لان يتكرر.
واضاف ان" كل الاستجوابات التي حصلت سابقا تزامنت معها حملة شرسة لاسقاط المستجوبين لاغراض سياسية او مصالح شخصية وهذا ما حصل مع المفوضية ووزير الكهرباء والنفط وغيرها والتي سبقتها حملة دعائية شديدة ضد الاستجواب.
وابدى استغرابه من عدم مرافقة هذه الامور لاستجواب امين بغداد اذ لم يخرج احد ويقول ان الاستهداف سياسي بالرغم من وضوح القصد.
وشرح سماحته الخطوات الاولى التي كانت قبل الاستجواب بالقول" عندما ابلغنا بان هناك استجواب من قبل النائب شروان الوائلي لامين بغداد طلبنا ان يتم استجوابه امامنا وقلنا اننا سنكون معك ضده لو ثبت ان هناك فسادا ولكنه قال ان هذا حق دستوري واريد ان امارسه امام مجلس النواب.
وتابع سماحته"قلنا له ان أي فساد فنحن سنقف ضده بالرغم من اننا نعلم ان اوضاع البلد الادارية فيها من السوء ما لايمكن لاية ادارة ان تنجح او ان تمر بطريقة سلسة بعيدة عن مسير الارتباك".
واشار الى انه مع ذلك فاننا قلنا اننا مع اية خطوة تحارب الفساد اذا كان هناك فساد فسنقف معك".
وبين ان المجلس الاعلى قدم هذا النموذج لكي نقول للمقابل انه لايوجد دائما عمل يقابله عمل مضاد فنحن اسلاميون ويامرنا اسلامنا بالحلم وكظم الغيض وان تفاعلات هذه الامور يجب ان تظهر في سلوكيات السياسيين من اجل حل الازمات التي تصادفنا".
ودعا سماحته الى ان تحل الازمات التي تصادفنا عبر سياسة الاحتواء واتباع القوانين التي هي من تحدد ما نقوم به وعندها لن تحدث ازمات".
وفيما يلي التسجيل الكامل لخطبة سماحته :