لم استغرب القرار الظالم الذي اتخذته وزارة الخزانة الامريكية بضم الأخ الفاضل فالح الفياض رئيس هيأة الحشد الشعبي الى لائحة العقوبات الامريكية، فلقد دأبت إدارة الاستكبار على مثل هذه الأعمال التي تعرب عن استمرار استهتارها بسيادة العراق والتدخل في شؤونه الداخلية ومحاولة فرض نفسها كوصية على قراره السيادي.
وإني إذ أجد أن هذا القرار يستهدف أساسا هيأة الحشد الشعبي ومقام الحشد الوطني ودوره في حفظ الأرض والعرض والمقدسات واسهامه الكبير في الإطاحة بدمية الامريكان المتمثلة بمجرمي داعش والتي اعترف نفس الرئيس الامريكي ترامب بان امريكا هي التي أسستهم ومولتهم، فإنني أؤكد بأن لا علاج لهذا الاستهتار الا بتفعيل قرار مجلس النواب العراقي المؤيد من الإرادة الشعبية المليونية لشعبنا الأبي بإنهاء الوجود الاجنبي في العراق وعلى رأسه الوجود الامريكي البغيض، وزيادة التلاحم الوطني للوقوف بوجه المؤامرات التي تستهدف النيل من إرادة التحرر في عراقنا الحبيب، فالعراق سيد على نفسه ولا سيادة لاحد عليه.
واني في الوقت الذي أعبر عن ادانة هذا الاجراء الجائر ورفضه ادعو الحكومة الامريكية الجديدة الى تغيير سياستها تجاه شعبنا والغاء كل الممارسات التعسفية التي طالته من قبل ادارة ترامب، لما فيها من دور في تحطيم ما تبقى من اواصر العلاقة بين البلدين، كما وادعو الحكومة العراقية في ان تنفض عن كاهلها التردد في شأن الدفاع عن مواطنيها ومؤسساتها وكيانها، فالتعرض لمقام رسمي من دون رد سيؤدي الى مزيد من الاستهتار والتمادي على بقية المؤسسات.
اني مطمئن بأن هذا الإجراء سيعزز الصورة الوطنية للحاج فالح الفياض حفظه الله ويؤكد صحة وسلامة النهج الوطني الذي التزمه إبان رئاسته لهيأة الحشد الشعبي، وإن أمريكا في خطوتها البغيضة هذه ستعزز موقف الرفض لها في عراق الإباء والعز.
جلال الدين الصغير
٢٤ جمادى الأولى ١٤٤٢ الموافق ل٩/ ١/ ٢٠٢١