بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : سياسة التنفير وسياسة البغضاء وسياسة عنتريات المجرم صدام وأزلام البعث لا يمكن ان تفضي إلا إلى المزيد من التناحر



قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :

الوضع السياسي والأجتماعي على ما كان عليه وغاية ما في الأمر أن الظروف تتجه بإتجاه التأزم والسياسيون  لا يبالون بما يجري ، وأوضاع الناس تزداد شدة والسياسيون مشغولون تماما بعيدا عن هذه الأوضاع . والتردي في الخدمات لا زال يعبر عن نفسه بطريقة أو بأخرى برغم الوعود التي اعطيت وبرغم ما تصورناه انه نشاط جدي من أجل ايجاد حركة في عجلة الأعمار والبناء ، إلا أنه وللأسف الشديد لا أجد هناك الكثير مما كان يفرق قبل هذه السنة إلا اللهم تصريحات منمقة ووعود ووعيد ولكنه أشبه بسحابة صيف بل هو اقرب الى سحابة صيف من اي شيء آخر .

وأنا أحسب انه لا يوجد هناك من يقول انني لوحدي مسؤول والآخر ليس بمسؤول أو ان الأمور تجري بالعكس لأقول أني لست بمسؤول والآخر هو المسؤول فالمسؤولية جماعية يتحملها أكبر رجل في هذه الحكومة سواء كانت في شكلها كرئيس وزراء ووزراءه أو كرئيس برلمان ونوابه أو كرئيس جمهورية ونائبيه في كل الأحوال هذه الحكومة هي المسؤولة ولا ينفع ان فلانا قال وانا لم أقل . واذا كانت القضية ان فلانا قال وانا لم أقل اذا لماذا تبقى في مركب تقول انك لست مسؤولا عنه ؟ . فالمسؤولية جماعية وعلينا ان ننهض به ، فهذا البلد بلدنا وعلينا ان ننهض به . نعم الشعب ليس بيده الشيء الكثير ولكنني اعتقد ان الشعب ليس خليا عن هذه المسؤولية ولكن ايا ما يكن لا أجد في الأفق ما يشعرني بالراحة كي اشعر الآخرين بأن الأمور تسير بهذا الأتجاه .

نعم هناك ارقام تطرح وأننا سوف نعمل كذا ونمارس كذا وهذه الأرقام هي نفسها التي كنا نسمعها منذ اربع أو خمس سنوات . والقضية في تصوري لا تكمن في الفساد فقط ، ولا تكمن في عدم الجدية فقط ، وإنما تكمن في الدرجة الأساسية في أن طبيعة النظام الذي تسير عليه الأمور لا يمكن ان تؤدي الى نتيجة . الفساد مضت اكثر من ست سنوات وهم يتحدثون عنه فيا ترى هل قل أم إزداد ؟، أنا اعتقد انه ازداد وبدأ يفرز وجوها جديدة وبدأ يعطي صورا مختلفة تماما عن الصور السابقة . فالأختلاس كان اختلاسا من ارقام الميزانية ، اما اليوم هو تلاعب على القانون وإمتصاص المال من خلال نفس القانون بعمليات الخداع  وعمليات النصب القانونية التي تتم بإسم القانون .

كثير من عمليات الاعتقال التي تجري لا تجري بناءا على وجود ملفات حقيقية وإنما تجري على أساس اساليب الأبتزاز . يذهب المسكين الى القاضي ويحكم القاضي انك لست مذنبا بشيء ، طيب اخرجوني فيقال له إدفع !، ويمر شهران او ثلاثة أو اكثر وهذه عشرات المصاديق عليها . قوات تهاجم بيت بإسم مكافحة الرهاب بالأشتباه او انهم مشتبهون متعمدون بالأشتباه والمهم أنهم لا يخرجون بأياد نظيفة وإنما عليهم ان ينظفوا البيت بمكوناته الثمينة ! . هذه الصور ماذا نسميها فساد أم نسميها صور عادية تحصل في أي بلد ؟ . هذا الفساد الذي أقول بأنه بدأ يولد اسالبا جديدة ويفرز صورا جديدة ناهيك عما نراه اليوم بصورة مفجعة عبر حركة الأغتيالات وهذه الاغتيالات فيها أكثر مما يجب ان يثير المسؤول الأمني ولكنك لا تجد مثل هذا الحراك . الأغتيالات اساسا تستهدف طبقة معينة من الموظفين ومن العسكريين وغالبا يكونون ضباطا كلما كبر حجمهم كان افضل ، وإن كنت استغرب على عسكري بدرجة عميد أو عقيد وما الى ذلك يقتل بعبوة لاصقة وانت المسؤول الذي من المفترض ان تعلم الناس على كيفية تفادي مثل ذلك كيف يمكن لك ان تقع في مثل هذه القضايا . ان هذا مؤشر على طبيعة التربية التي تتم للعسكريين وعلى حالة اللاأبالية في التعامل مع الملف الأمني وأي لا أبالية ان لا يبالي الأنسان بنفسه حتى !!!.

اغتيالات تتم في وسط المناطق المحمية أمنيا ما بين مفرزة ومفرزة تحصل حالة اغتيالات وعلى مقربة من المفارز الأمنية فماذا يعني ذلك ؟. وعلى مقربة من هنا هذه محكمة الكرخ كم وضعت قربها عبوات وقبل ان تكون هذه المفارز الأمنية موجودة كانت هذه المناطق محمية على أفضل ما يكون !!! . فهذا مالذي تسميه ألا تسميه نوع من أنواع الفساد ؟، انه فسد ولكن مع دم .

هؤلاء الذين يظهرون على الاعلام ويقولون لدينا اجراءات جدية ، نعم نسمع ان هناك لجانا شكلت ولكن هذه اللجان حدث ولا حرج فعددها بالآلاف أو بعشرات الآلاف فمالذي تم القبض  منها هل قلت الأغتيالات ؟ . يفترض بالمسؤول الامني ان يتأمل قليلا ان المغتال هو ضابط أو مسؤول في الدولة يعني ان هناك اجهزة اخذت معلومات عن هؤلاء وأماكن تواجدهم وعناوينهم وهي تبحث عن عملية اخلاء الأماكن . نظرية امنية مفادها ان هذا المكان يجب ان يخلى لماذا فأسبابه متعددة ولكن رمي كلل هذه القضايا على اساس انها قاعدة فقط أو على اساس انها بعثيون فقط فهذا إشتباه ووهم كبير . القاعدة مجرمة وحزب البعث اكثر اجراما ولكن لاشك ولا ريب هناك ايادي اخرى ومن داخل الأجهزة الأمنية هي التي تلعب مثل هذا الدور ايضا . أنا لا أشك ان الكثيرين من المسؤولين ربما لديهم صورة حقيقية ولكن ما بين اللامبالاة وما بين ربما الخوف من هؤلاء لأنهم بدأوا يتحولون الى اخطبوط وإلا في هذا الأسبوع كم خسرنا من الشهداء بعمليات الاغتيالات ليس في بغداد وحدها ولكن العتب ان بغداد تحوي كل هذه القوات والمفارز والسيطرات تحصل فيها مثل هذه الاغتيالات وبالعشرات .

أما حديث الأعمار فحدث ولا حرج ، والكهرباء حدث ولا حرج والبريد معروف من عنوان الغلاف فالصيف لم يأتي بعد وبدانا نرى كيف تسقط الشبكة ويحصل ما يسمونه (shut dawn) أو بإسقاط الشبكة وبالنتيجة بدلا من ان يعطونا في الصيف ثمان ساعات حضينا خلال الأسبوعين او الثلاثة الماضية بإثني عشر ساعة من القطع وساعة واحدة نزود بالكهرباء في غالبية المناطق وهنا انا لا أحمل وزارة الكهرباء وحدها المسؤولية وغنما احمل الناس ايضا جزئا من المسؤولية . اقتصد انت قليلا ودع اخوك يستفيد من ذلك لأن غالبية القطع نتيجة عن عدم تحمل المحولات فالمحول يسقط اما لانه قديم او لكثرة التحميل عليه . ونحن لدينا وزارة في الكثير من الحيان تشتهي ان تذكر ارقام الأستهلاك ولكنها تذكر ارقام الأستهلاك لسنة 2003 ولا تذكرر ارقام الأستهلاك لسنة 2011 حيث ازدات المكائن والأدوات الكهربائية وتبدلت الادوات القديمة بالحديثة التي تستهلك طاقة اعلى إضافة إلا ان هذا الشعب محب للكهرباء فبمجرد ان تاتي الكهرباء لا يترك شمعة مطفأة او جهازا غير مشغلا وهذا يقرب من الأشكال الشرعي بل حتما هي اشكال الشرعي ان يتم الأستفادة من الكهرباء أكثر من الحد المطلوب ولا شك انه تبذير وحرمان للآخرين من هذه النعمة .

وأضاف قائلا :

لا أدري كيف يمكن ان أنظر الى المشهد السياسي بعيدا عن هذه القضايا وانا اجد القوم لا زالوا على ما كانوا عليه في الأمس ويتصارعون على نفس المناصب . الوزارات الأمنية منذ اكثر اربعة اشهر اليوم وغدا فلماذا لا تعينون هذا او ذاك فهل ستأتون بأنبياء او بملائكة ؟؟؟ . كل اسبوع يقولون لنا الأسبوع القادم سيتم تقديم الوزراء والقضية باقية واعتقد انها باقية الى أمد ليس بالقريب . أما الشعب أين ومطالب الناس أين ووعود المئة يوم أين والقوانين لاتي لها شان بمحاربة الفساد أين القوانين التي يمكن ان تقدم خدمة للناس أين لا أدري ؟ .

هذا قانون قوى الأمن الداخلي ووزارة الداخلية ورواتبها كلها غير قانونية بالسقف القانوني وليست ضمن قانون وانها ماشية على امور لو حوسبت قانونيا من المستحيل ان تصل الى هذا النصاب وفي كل اسبوع تسمع في هذا الأسبوع سوف نحسم ولا ترى إلا العراك . نعم دع البرلمان يتعارك فطبيعة البرلمان هي رأي ورأي آخر ولكن مالضير وهنا خطابي الى رئيس البرلمان في ان يكون يوم واحد تبلغ فييه العضاء ان هذا اليوم سيكون فيه تصويت فقط وتجلسون من الصباح الى الليل بل من الصباح الى الظهيرة تستطيعون ان تصوتوا على عشرة قوانين فالتصويت ليس اكثر من عملية قراءة  ورفع أيدي وليس فيها نقاش ولكن للأسف الشديد " اغلق فمي واغلق فمك وظملي وأظملك " ولكن مالذي تحقق في هذه القضايا فحدث ولا حرج عن الوعود وعن كلمة سوف وماذا تحقق وماذا حصل فعليك ان لا تسأل .

وعن تعرض أحد نواب البرلمان لشخص الأمام الخميني (رض) قال سماحته :

 أما القضية الأخرى هي قضية اسفاف البعض من مرتزقة السياسة بحق مقدسات هذا الشعب أو لنقل مقدسات المكون الرئيسي لهذا الشعب . قبل ذلك كنتم تتحدثون عن صفويين وما الى ذلك والحمد لله قليلا ثم قليلا بدانا نسمع تغيرا في الخطاب . أما اليوم وما نراه من تعرض مزر لأحد النواب بحق احد المراجع الكبار لهذا المكون ويحصل ذلك في داخل مؤسسسة رسمية فيها العدد الاكبر من هذا المكون من دون احترام لأحد وتقدير لقدسية أحد هذا الأمر كيف يمكن لي ان اتصور انه خلق من أخلاق المشاركة وطريقة للتعبير عن احترام الآخر ؟ . نحن نتحدث عن الوحدة الوطنية ولكن الوحدة الوطنية ليست مجرد شعار يتحقق بالسحر او بالمعجزة . الوحدة الوطنية مني خطاب ومنك خطاب ومني هدوء ومنك هدوء ومني يد ومنك يد . أما ان يخرج من تربى في أحضان البعث ليصف رجلا كالأمام الخميني (رض) بالأوصاف التي وصفت وهو مرجع الطائفة الأكبر وهو العالم الرباني الكبير كيف يمكن لي ان اعتبر ان هذا الحديث مجرد سهو من هذا اللسان او ذاك . وكيف يمكن لبرلمانيينا ان يسكتوا أن يسكتوا على مثل هذا الأستخفاف بهذه الطائفو وبمقام المرجعية . بالنسبة لنا مقام المرجعية يبقى مقدسا بمعزل عن الأسماء فالمرجع عندما يساء إليه يساء لنا لن المرجعية لم تلعب يوما من الأيام أي دور يمكن ان يلحق الضرر بهذا الشعب .

الأمام الخميني (رض) واحدة من الأمور التي أتذكرها جيدا أثناء الحرب التي الحرب التي شنها المجرم صدام على الجمهورية الأسلامية كان النظام آنذاك قد اغرق المدن الأيرانية بالصواريخ ، فمن سنة 1980 الى سنة 1986 كانت المدن الواحدة تلو الأخرى تطالها صواريخ المجرم صدام والقتلى بالعشرات وكان يضغط على الامام للرد بالمثل ولم يسمح بذلك إلا في عام 1986 او 1985 وكان يقول ان الخسارة هنا وهناك هي هذا الشعب المسكين فلم يكن ينظر الى هذا او ذاك بعنوان شعب يفرق عن شعب نعم هذا له جنسية وذاك له جنسية ولكن هذا مظلوم وذاك مظلوم . والان اذا ماقدر للبعض ان يكون الضحية لتلك الحرب فليس المدافع هو الظالم وإنما من اجترح العدوان يجب ان تلحق به كل الآثام التي تحصل في الحروب . صدام بطل البوابة الشرقية ، فمن الذي باع البوابة الشرقية الى الشاه ؟! . من اجل ان يتفرغ للأكراد ذهب الى الشاه عبر ما يسمى بإتفاقية 1975 وأعطى الشاه الأراضي التي ارادها سواءا من شط العرب أو من شرق العراق ولكن دفعة واحدة أصبح سيف سعد مقدس فمن الذي باع تلك الأراضي ؟ .

ثم جائت ثمان سنوات وقلت انها حرب واحرقت الأخضر واليابس في هذا البلد وفي ذاك البلد ، ومن شباب العراق ما بين مجروح ومقتول واسير أكثر من مليون انسان ذهبوا ضحية واذا دفعة واحدة " اشتهى " ليقول ان ان الاتفاقية صحيحة وعفى الله عما سلف ولنبدأ صفحة جديدة !!! . لم نسمع فلان وفلان الذين يتحدثون عن مساوء ايران لم نسمعهم في يوم من الأيام يتحثون عن من باع الوطن . الآن يتحدثون عن الكويت فهل كانت الكويت تطالب بأراض في العراق وقد كانت تستخدم اسلوب " يا مستورة انستري " الى ان ارتكب المجرم صدام حماقته عند ذلك تدخل المجتمع الدولي واستغلوها فرصة فالسياسة ليست فيها هذا عيب وذاك خجل فحددوا الحدود وجاؤا بالامم المتحدة وأصبح قانون دولي وحدود دولية . لماذا لا يلام صدام في أي قضية وإنما اللوم من اعتدي عليهم . هذا الأمام الخميني (رض) هذا الرجل الذي تحول الى امثولة في طبيعة شجاعته وتدينه فأي رجل من رجال السياسة الذي وصل الى هذه الدرجة من العفة ومن النزاهة بحيث يملك كل ايران وايران حينما نتحدث لا نتحدث عن دولة وإنما نتحدث عن شبه قارة ويخرج صفر اليدين لا يمتلك إلا بيتا قديما في مدينة خمين ويهبه الى من يسكنه ويخرج وهو يودع الناس ( اسمحوا لي ان أودعكم ) وبأي طريقة ؟ ، بنفس مطمئنة وبقلب راض عما يقبل عليه فهذا الكلام لا يستيع اي احد ان يقول عليه .

وختم سماحته الخطبة بالقول :

أنا لا اعتب على هؤلاء الصعاليك حينما يتجرأوا على مثل الأمام الخميني (رض) ولكن عتبي على اخواننا من البرلماننين الذين لم يبادروا الى الجاءه ليعتذر الى هذا الشعب وانا لا اعتقد ان القضية متعلقة بكيان سياسي وإنما القضية متعلقة بمكون اساسي في هذا البلد ونحن بإنتظار اعتذار رسمي وإلا فالأمور لا يمكن لنا ونحن نرى المشهد السياسي يتازم وهناك حديث عن حل البرلمان وحل الحكومة وهذا يعني مضاعفة الأزمة . يا اخواتن يا شيعة ياسنة يا أكراد لستم وحدكم في هذا البلد وقدر الله ان تعيشوا معا وليس امامكم سياسة إلا سياسة التشارك ، اما سياسة التنفير وسياسة البغضاء وسياسة عنتريات المجرم صدام وأزلام البعث لا يمكن ان تفضي إلا المزيد من التناحر وقد أشرت ان الذي يحدث في سوريا قادم لا محالة وتحتاجون الى الكثير من تحصين الوضع الداخلي قبل أن يدهمكم الخطر ولكن وضعي كما قال الشاعر ( لقد أسمعت لو ناديت حيا _ ولكن لا حياة لمن تنادي ) .  

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
40 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :8210
عدد زوار الموقع الكلي: 27023908
كلمات مضيئة
قال الامام العسكري عليه السلام : قلب الأحمق في فمه وفم الحكيم في قلبه.