سماحة الشيخ ومنذ بدأت الأزمة في البحرين المظلومة كان متواصلاً بشكل يومي مع العديد من الفعاليات البحرينية في داخل البحرين وخارجها وكذا الفعاليات العراقية بمختلف مستوياتها بغية الحيلولة دون إدخال الشعب البحريني الأبي في حمام الدم الذي نراه اليوم بقلوب مفجوعة وأعين دامعة وهو يرتكب من قبل غدرة الجزيرة وطائفييها، وإنه في الوقت الذي يبتهل إلى الله تعالى في ان يأخذ لمظلومي شعبنا الأبي في البحرين ممن ظلمهم وهو الذي يقول جل شأنه: ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله فإنه يدعو أبناء شعبنا المظلوم في البحرين إلى مزيد من الصبر والثبات والتوحد تحت راية واحدة المهتدية بالموقف الحكيم للمرجعية الدينية الرشيدة، فإن الصبر هو ثمن النصر، والتضحية هي طريق الأباة والسير على الأشواك ونهج هيهات منا الذلة هو الذي يوصل الشعوب لنيل مرادها.
ومن هذا المنطلق يجد سماحته إن نصرة أبناء الشعب البحريني المظلوم بكل طوائفه واجب شرعاً بكل ما يمكن للإنسان أن يقدّمه ولو بالكلمة المواسية، وإنه يحذّر حكام البحرين من مغبة الاسترسال بهذه الأعمال البربرية فأمامهم صورة المجرم صدام والمخلوعين العرب حينما تخلى عنهم شعبهم لم يجدوا أي ناصر لهم، وإن الاتكاء على آل سعود ومن سواهم حينما يقدّمون جهدهم القمعي هذا الذي رآه العالم منذ يوم امس لا يمكن أن يقيم أود الدولة المحتاجة إلى تعاون كل أبنائها، ويناشد حكماء الأسرة الملكية الحاكمة بالفطنة من العواقب الوخيمة من الاسترسال في الاستخفاف بالدم البحريني فالأيام دول بين الناس، وهيهات للظالم من غضب المظلوم الذي يغضب الله له قبل أن يغضب لنفسه.
كما ويدين سماحته الإعلام العربي والعالمي على وقفة اللامبالاة تجاه الجريمة النكراء التي ترتكب بحق أبناء شعبنا ويستاءل أين مصداقية الجزيرة وامثال الجزيرة حينما تتحدث عن إرادة الشعوب؟ ولا يجد إلا تلك الوقفة الطائفية المؤلمة التي ما عادت على دول المنطقة وشعوبها إلا الويل والدمار.
واهاب سماحته بالمسؤولين العراقيين في ضرورة اتخاذ موقف النصرة لأبناء الشعب البحريني واستدعاء السفير العراقي في البحرين كعملية احتجاج على ما يجري بحق المواطنين العزل، وناشد الشعب المصري والتونسي على الخصوص بمبادلة الشعب البحريني المشاعر الحارة والصادقة التي بذلها البحرينيون أثناء ثورتهم المباركة ضد أنظمة الجور في مصر وتونس.
ورآى إن ما يجري في البحرين فضح المواقف الدولية وعلى رأسها موقف الولايات المتحدة الأمريكية الزاعمة مناصرتها لحقوق الإنسان مشيراً إلى إن المواقف الخجولة للأمريكيين تجاه المجازر التي تشهدها ارض البحرين من شانها أن تخدش بمصداقية الأمريكيين وتضيف لتأريخهم صفحة سوداء اخرى في استخدامهم المعايير المزدوجة في التعامل مع الشعوب، وتذكرنا بالموقف المخزي لهم إبان انتفاضة شعبنا المجيدة في شعبان 1991.