قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :
احداث مؤلمة مابين دموية بعضها وما بين جرح بعضها الآخر وسماء السياسة مازالت قاتمة لا تعطينا ذلك الأمل الذي من شانه ان يعالج هذه الآلام او يبلسم تلك الجراح . اتعجب اولا ان يقال ان هناك امن في بغداد والأنفجارات تتوالى والعبوات تنتشر والعبوات والقذائف تتساقط من حين لأخر ، واتعجب حينما يقال ان هناك امن والمستهدف هم رجال الأمن وفي الكثير من الأحيان كان بالامكان ان يتعض رجال الأمن حتى لا تنفجر عليهم عبوة او يقتلون بكاتم . واذا كانت الشرطة مستهدفة فاني احسب ان على القيادات الأمنية ان تكتفي من التذرع والتبرير وعليها ان تعود مجددا لنصيحة طالما ذكرتها في ان تنظر في السياسات الأمنية مرة اخرى فالسياسة التي نجحت في 2007 ليست بالضرورة ان تكون ناجحة في 2010 والسياسة التي اوقفت ثغرة ليس بالضرورة ان تكون قادرة على ايقاف كل الثغرات .
وأضاف سماحته :
وهذه الصورة التي نراها اليوم وهي تتزايد وما يؤلم اننا في كل يوم نسمع ذريعة ونسمع تبريرا واللسان الدعائي دائما ( هذه العمليات ليس مهمة وتلك ليست نوعية وهذه تحصل في كل بلد ) نعم كلها تحصل ولكن ارواح الناس حينما ترتفع الى بارئها بهذه الطريقة لا ان ينبيء قيادات الأمن واهم من قيادات الأمن الماسكون بزمام هذه القيادات ان يقولوا ( اننا اخطئنا ) هذه الكلمة السحرية التي لا يتجرأ احد في هذا البلد على قولها . الكهرباء لا وجود لها ولا احد يقول اخفقنا في ملف الكهرباء ، الخدمات معدومة ولا احد يقول اننا اخطأنا في ملف الخدمات ، الشباب يتعطل عن العمل لا يخرج احد ليقول باننا اخفقنا . كل الكلمات سهلة على الألسن ان كانت فيها نجاحات او انتصارات وما الى ذلك ولكن الكل معصوم عن ان يقول بأنه قد اخطأ واخفق ، لا السياسي ولا الأمني ولا الحكومي ولا القضائي فالكل اهل عصمة في الخسائر وفي الهزائم ولكن اصحاب النياشين في وقت الأنتصارات وعلى تعبير المثل الدارج ( الهزيمة بنت اللقيطة ) الكل يتبرأ منها .
وعن تفجير المتطوعين قال الشيخ جلال الدين الصغير :
حينما يتفجر اخواننا في وزارة الدفاع والأنتحاري كما تشير تقارير كثيرة ينزل من سيارة عسكرية في وسط هؤلاء مذا يمكن ان يقال !!! هل ان ذلك مجرد حزام ناسف انفجر ام ان ثمة اختراق كبير حصل وهذا الأختراق يجب ان يعالج والأختراق ليس من خلال جندي او من خلال شرطي فهؤلاء المساكين الذين في العادة تتنزل على رؤسهم المسؤولية لأن الضباط يريدون ان يتبرعوا بالمسؤولية لغيرهم في مثل هذه الحالات . والأنكى من ذلك ان نجد بعض السياسيين يستخدم لغة التهديد اذا لم يحصل سيحصل كذا وان لم يتم الأمر بهذه الطريقة سيتم الأمر بتلك الطريقة ، لغة التهديد التي نسمعها خلال هذه الفترة سياسيا تعاضد لغة التهديد الأمني وتشجع التهديد الأمني والشعب لا حول له ولا طول بقول بعض الأخوة يقولون قبل خطة فرض القانون كنا نستطيع ان ندافع عن انفسنا ولكن الآن من تبرعوا للدفاع عنا وجزاهم الله خير لا يستطيعون ان يمسكوا بهذه الأمور والمعلومة ان اعطيناها لا يؤخذ بها والمجرم ان القي القبض عليه يطلق سراحه بل ان بعض الضباط وبعض المسؤولين وكثير كثير من القضاة والمحققين يستغلون عمليات القاء القبض للأثراء غير المشروع على حساب دماء الناس والأنكى من كل ذلك ان البلد يدار بلا برلمان ويدار بلا قوة تشريعية والكل مؤجلة عندهم كل الملفات الا ملف من يكون في هذا الكرسي ومن يكون في ذلك الكرسي . الكل يتبارون ففي التصريحات وقد رايتموهم خلال هذه الفنرة في اليوم الواحد عشرات التصريحات تخرج ولكن في معاناة الناس كم من التصريحات تتخرج وكم من المتحدثين يخرجوا ليضعوا اياديهم على الجرح على اقل التقادير ان يشعر المواطن ان هناك من يصرخ لاجله .
وعن الأداء الحكومي قال سماحته :
والأغرب من كل ذلك حينما ننتقد مثل هذه الاداءات اسمع بين الحين والآخر ان الشيخ جلال في الحكومة فلماذا ينتقد الحكومة والسيد عمار في الحكومة فلماذا يتنقد الحكومة وان الكتور عادل في الحكومة فلماذا ينتقد الحكومة وما علموا ان كلامنا لا يسمع ويشهد الله ويعلم ان لا دخل لنا في كل مايجري . نعم ننصح نعم في الكواليس نقدم انتقاداتنا ونصائحنا ولكن الذين انفردوا بالقرار يخفون هذه الحقيقة ولا يتحدثون ان قرارا تم الأستفراد به ولا دخل لأحد بذلك ، ويقال ان رئاسة الجمهورية هي حكومة ورئاسة الجمهورية لم يسمح لها ان تتتدخل في كثير من الأحيان ويقال البرلمان وانتم رأيتم كيف جرت الأمور وكيف تحولت الأمور وها انا اضرب مثلا بسيط جدا لأن كل واحد يريد منه نصيب ويريد جزءا منه اضافة ان الكل اصبحوا كرماء فكل واحد بيد قائمة انا اعطيكم كذا واريد منكم كذا . طيب انت عندما تعطي اليوم ألا تقول ان حكومتي غدا ستنجح ام لا تنجح وغدا الناس لمن ستحمل المسؤولية وهذا التاريخ امامكم ياأخواننا ويا اعزتنا والله لن تصلوا الى ما وصلت اليه قوة المجرم صدام فأين اصبح الآن وأين اتجه ؟؟؟ . الى اين انتم ذاهبون فأناسكم يتالمون والناس الذين انتخبوكم قد كفروا بلحظة الانتخاب ، طيب هل ان الدنيا انتهت والحمد لله سنة ذهبت من رئاسة الوزراء والباقي ثلاث سنوات فما الذي سيحدث اذا تنازل الواحد للآخر فالناس المهم قد وصل الى درجة كبيرة جدا . واذا يقولون ان فلان يتحدث ويقول تنازلوا فلماذا لا يتنازل هو ؟ ثقوا بالله ليس عندنا اي مطلب شخصي ولم نرشح احد ، نعم لدينا مرشح اذا ارادوه فنحن مستعدون لتقديمه ، بل الكثر من ذلك اننا ابلغنا كل الكتل االسياسية بأننا لن نشترك في حكومة نرى انها لا يمكن ان تنجح ولا نريد وزارة ولا منصب بل نحن مستعدون للجلوس في البرلمان وهناك نمارس معارضة اناسنا ففي تلك الفترة لم نتمكن من قول كل الكلام ولكن في هذه المرة لا يوجد مجال للتغاضي حتى لا يقال كما الاشاعات الان فهل ان الحكومة هي حكومة آل الحكيم ام انها حكومة فلان وفلان؟!؟! والله وبالله ليست هذه هي القضية ولا هذه الصورة ثقوا بالله ليست هذه هي الشاكلة لو سمع رأي السيد عبد العزيز الحكيم ( رض ) لكانت المور تختلف اختلافا جذريا لكن لا رأي لما يطاع واكثر من مرة رأيته يصفق يدا بيد ويقول لا رأي لمن لا يطاع .
وحول الواقع السياسي الراهن تحدث قائلا :
نحن الآن امام صورة انا اناشد فيها اخواننا في كل الكتل السياسية ( كلكم على عيننا وعلى رأسنا وكلكم نوابغ في السياسة ونحلف والله وبالله كلكم على عيننا وعلى رأسنا ) ولكن مضت ستة اشهر وكل واحد تحدث عما في قلبه وسمع مالذي يريده هذا ومالذي يريده ذاك والآن عرفتم ماذا يريد هذا وماذا يريد ذاك وكل الذي تريدوه لا يتحقق وفسم مما تريدوه يمكن ان يتحققق فتعالوا وابدأوا مسيرة التنازلات العملية . نعم نحن حريصون على ان تأتي حكومة مشاركة حقيقية قوية وليست حكومة شخص واحد لا يلتفت وراءه ولا ينظر امامه فهذا لا يمكن ان يتحقق وانا اتعجب من بعض التصريحات التي نحن وغيرنا كلا ، لما غيرك كلا ؟ هل ان ابن البصرة على رأسه ريشة وابن الموصل لا او العكس صحيح؟! ، الحالتان غير صحيحتان فكلاهما مواطنان وكلاهما ابناء هذا البلد ولهما حق وغاية ما هنالك انه يجب ان يدار هذا الحق بالطريقة التي تضمن سلامة المجتمع .
تصنع حكومة لا يشترك فيها السنة او تغيضهم ستدخل البلد في اللا استقرار ، تصنع حكومة تغيض فيها الشيعة تدخل البلد في حالة لا استقرار ، تصنع حكومة تغيض الاكراد ستدخل البلد ايضا في حالة لا استقرار ونكون لم نعمل شيئا . نعم نحن نعتقد بيننا ما بين الله وحبا في هذا الوضع ان الحكومة يجب ان لا تخرج من التحالف الوطني ليس لأن التحالف يمثل هذا اللون وانما لأنه الأكفأ في توزيع الأدوار اذا ما تم الحديث عن توزيع ادوار للجميع اذا ما تم الحديث في ذلك فمطلبنا الرئيسي هو مشاركة حقيقية للجميع ولكن لا يمكن ان نفكر بخروج الحكومة عن التحالف الوطني ، والحمد لله الآن جربوا مع الآخرين والكل استمع الى الكل وعرفوا جلال الدين الصغير ماذا يريد وفلان ماذا يريد فتعالوا وقولوا بسم الله تعال انت وتنازل وانا اتنازل فالدنيا لم تنتهي والأنسان اذا لم يشترك في الحكومة ليست بالمشكلة الكبيرة فكثير لم يشتركوا في الحكومة فهل نزل مستواهم او انتهت قضيتهم ؟؟ بل يوم او يومين يرون ان الفرصة بكثير من الفرص الحالية . اتذكر احد اخواننا في جبهة التوافق وهو صديق عزيز في الدورة السابقة يرفع يده ويقول ( ياالهي كم هناك من البرلمانات في العالم لم يأتي بي الا في هذا البرلمان وفي هذا الوقت ) . اخواننا ايما يكون يا قادتنا السياسيين انتم ارجلكم في ماء بارد ولكن الشعب قلبه في لهيب فالخدمات متوقفة والأقتصاد متوقف والوضع الأمني في تردي وحدث ولا حرج عن وضع الناس فالى متى الصبر والتماهل . وانا ادعو اخواننا الذين يصرحون في كل يوم واحد يصرح الأيام القليلة القادمة ... ونحن الجالسون في عمق الكواليس نستغرب ونقول هل ان هؤلاء عندهم ملائكة في السماء تخبرهم بشيء لا نعرفه نحن . (ان المتشبثين بالكراسي لعنة الله على الكراسي التي تجعلكم مكروهين عند شعبكم فشعبكم هو الذي أتى بكم وشعبكم هو الذي يبقيكم وشعبكم هو الذي يطردكم ) .
وختم سماحته الخطبة بالقول :
انا متألم جدا لطبيعة ماجرى في مدينة الناصرية وفي مدينة البصرة ، مسؤولونا حفظهم الله اذا يقولون ان هناك خدمات لنا الناس فلهم الحق ان يعتبون على الناس ويعتقلونهم ولكن انسان يعبر عن اموره بطريقة حضارية جدا والدستور يكفل هذا الحق فأنا اهيب بأخواننا في الناصرية ان يكفوا عن مهزلة اعتقال الناس ، هب انهم كسروا زجاجة وهب انهم شتموا احدا فهؤلاء يشتمون كل لحظة بسبب عدم وجود الخدمات وعوائلهم دمرت واقتصادهم دمر . نعم انا ادعو الناس ان يتسلحوا بالأساليب القانونية لكن لا معنى ان تظهر شرطتنا قوتها على اناسنا ؟! والآن المصيبة الجديدة التي نراها ان القوات تداهم مناطق وعندما لا يجدون الشخص المطلوب يعتقلون فردا من عائلته لماذا فأي دستور واي دين يبيح واي قانون يبيح ذلك اتقوا الله ؟! . الآن اخلاءات السكن قائمة على قدم وساق هل تريدون ان يدخل البلد كله في ازمة ؟! نعم هم مخالفون للقانون لكن خدمات معدومة وصيف لهيبه ما شاء الله وارهاب ما شاء الله وكل الأمور دفعة واحدة ثم انتم تأتوت وتكونون شطارا على هذا الوضع . طيب هذا شهر رمضان كيف تتحملون شخص صائم يدخل السجن لأنه قال كلمة وانتم كنتم تقولون في محاضراتكم ان مالك الأشتر يرمى بحجر في السوق وهو القائد العام للقوات آنذنك وبعد ذلك يدخل المسجد وعندما يقولون للرجل ان هذا مالك الأشتر فيلحق به الى المسجد فيجده يصلي ويقول له انني اتيت اصلي لاستغفر لك فهل نقرأ هذه اناشيد لأنفسنا ام لنعمل بها في الواقع ونطبقها في العمل ( حجينا العزيز ابو اسراء الله يحفظك ليس بهذه الطريقة انت معني بأخراج هؤلاء واطلاق سراحهم ) نعم من لا يطبق القانون ينصح ويردع بطريقة معينة ولكن سجن وضرب بهذه الطريقة فانا مطمئن ان السيد رئيس الوزراء لن يفوت رحمة لنفسه ولذويه من هذا الشعب .
وفيما يلي التسجيل الصوتي الكامل لخطبة سماحته :::