بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : لا زالت المواقف هي هي والحديث عن التحالفات وللأسف الشديد ما زال في بداياته ولدينا اشكال تحالفات و ليس لدينا محتوى تحالفات حقيقية



قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة صلاة الجمعة امس الذي امها في جامع براثا في بغداد ان المواقف لازالت كما والحديث عن التحالفات وللأسف الشديد ما زال

في بداياته ولدينا اشكال تحالفات و ليس لدينا محتوى تحالفات حقيقية .

وفيما يلي نصها:

في البداية اتقدم بجزيل الشكر لكل العواطف التي قوبلت بها او استمعت اليها او قرات في الرسائل التي وردتني وهي تبدي اعتراضها على ماتحدثت عنه في الأسبوع الماضي في شأن دخولي الى مجلس النواب ، ولا أجد كثيرا مما احتاج الى التحدث عنه من اننا لا يمكن لنا ان نتخلى عن مسؤوليتنا تجاه شعبنا ولكني اؤكد ان هذه المسؤولية لا يوجد لها ميدان واحد فميادينها متعددة واوضاعها مختلفة وبالنتيجة من لا يخدم في هذا الميدان يمكن ان يخدم في ميادين متعددة اخرى والأمر كان قراري الشخصي ولكن لو قدر ان اخواني من المطلعين على هذا الأمر قرروا شيئا آخر عندئذ لا اجد الا ان اتنازل عن هذا القرار . وانتم تعرفون انني منذ انتخابات البرلمان السابق لم اكن ارغب في الدخول الى المجلس ولكن شاءت الضغوط ان تفعل فعلها ودخلت وأأسف جدا ان تصل القناعات الى هذه الدرجة بحيث اجد نفسي في خارج مجلس النواب افضل مما اجد نفسي في داخل مجلس النواب .

ربما انا مشتبه ولكن يبقى همي واحدا لايمكن ان يتغير سواء تحققت رغبتي ويعلم الله انها رغبة حقيقية في ان لا اجد نفسي في المجلس القادم وسواء تحققت هذه الرغبة ام لم تتحقق لا يمكن لنا ان نتنازل عن مصالح شعبنا ولا عن مصالح ما سبق ان تحركنا من اجله قبل سقوط النظام ، وحينما سقط النظام لم يكن هناك مجلس نواب ولا جمعية وطنية ولا اي شيء من هذا القبيل وتحركنا بالطريقة التي تحركنا بها لننا وجدنا ان مصالح الشعب مرتبطة بهذا التحرك ، لذلك حينما اتقدم في هذا المجال او اتأخر في ذلك المجال فلا يظنن احد انني اتخلى عن هذه المسؤولية .

وحول الوضع الأمني قا سماحته :

الشيء الآخر الذي لابد لي ان اتوقف عنده هو ما نلاحظه من حالة اللا أبالية تجاه المسائل الأمنية والمسائل الأمنية تفعل كل يوم عبر تفجيرات ، عبر اعمال اجرامية ، عبر سرقات ، وما جرى في البياع لم يكن مجرد عملية سرقة بقدر ما هو اختراق كبير للواقع الأمني الذي لا اجد معالجات حقيقية تتم لمعالجة مايجري . الاغتيالات الواسعة التي تجري في بغداد وحركة تفجير العبوات وما الى ذلك ولا سامح الله قد تأتينا كوارث ما حصل في الخالص ومناطق اخرى ينبئ ان العدو لم يتخلى عن منهجه وأنا اعجب حينما لم يتخلى العدو عن منهجه لماذا تتراخى القوى الأمنية والاجهزة الامنية المعنية عن اداء مسؤولياتها وواجباتها . طبيعة العدو من اي جهة كان يبقى عدو وبالنتيجة يمارس ممارسة الأعداء ولكن مالذي يحصل داخل الأجهزة بحيث اننا لا نجد ما يمكن ان يعصم الروح العراقية ويعصم الدم العراقي ، الدم العراقي ينزف في كل يوم والأمور تحصل وكان شيئا لم يكن .

وتحدث سماحته عن اهمال المسؤولين لشؤون الشعب قائلا :


بالامس على سبيل المثال مررنا بالصدفة بجنب احد المطاعم التي افتتحت فوجدنا كل سيارات الدولة ولعلي لا ابالغ اذا قلت بالمئات من سيارات الدولة التي تحكي عن المسؤولين وحراسهم وحماتهم !!! وهنا حينما نرى ذلك ، تارة نقول لماذا الأهتمام بمطعم بهذه الطريقة ولا يوجد اهتما م بالمواطن العراقي سواء كان في البياع او كان في الحارثية او كان في بغداد الجديدة او كان في الكاظمية او كان في الشعلة او كان في مدينة الصدر وهذه المناطق قد شهدت احداثا خلال الفترة المنصرمة ؟؟ ولماذا لا تتكدس عناية المسؤول على هذا المواطن بالوقت الذي وجدناهم يتكدسون على تلك المطاعم ؟! .

لماذا نجد اهتماما كبيرا بمواطن الترف ولا نجد اهتماما بمواطن الشضف ( مواطن المعاناة ) ؟؟؟! . المواطن افتتح حر الصيف ولم يأتي بعد بهذه الترانيم التي للأسف الشديد الفناها ( انقطاع الكهرباء وبعد ذلك انقطاع الماء ثم ثم والى بقية السلسلة ) ثم لا احد يذهب للمعالجة او يخرج للتحدث حتى التحدث لمجرد الأعتذار .

امس كنت ارى فلما لأحد الوزراء الامريكيين ربما وزير المالية او وزير التجارة فذاكرتي خانتني ، اذ انه اكتشف فسادا في وزارته ولم يكن هو الفاسد فقام هذا الرجل وقدم اعتذاره الى الناس وقدم اعتذاره الى عائلته وقدم اعتذاره الى اصدقاءه وقدم اعتذاره للكونغرس وللشعب الذي انتخبهم ثم اطلق الرصاص على نفسه وانتحر !!. فانا لا يهمني انه انتحر ولكن مايهمني احساس الكرامة بموقع المسؤولية عندما يكون بهذا المستوى اتساءل اين نحن من ذاك ؟! . السنا نقول نحن شعب الكرامات ونحن العرب الأقحاح ولدينا كرامتنا فوق كل اعتبار !! طيب تعالوا ايها المسؤولون وانظروا هذا المواطن وهذه المعاناة وهذه الطريقة من العيش فلماذا لا تعيشون كما يعيش المواطن او لماذا لا تعربون للمواطن انكم تريدون ان تعيشوا هذه المعيشة ؟؟؟! .

كما وجه كلامه الى اعضاء مجلس النواب الجدد :


انا هنا اناشد اخواني الأفاضل في مجلس النواب القادم الذين تم انتخابهم لا شك ولا ريب ان الكثير من هؤلاء قد انتقد مجلس النواب السابق على تصرفات هو رآها لا تليق بمجلس النواب ، ونتمنى ان الذين سيأتون سيعالجون تلك الأخطاء وتلك المشاكل ، واتمنى انهم يتذكرون انتقاداتهم فلا يكررون ما حصل قبل ذلك ، وها انتم ترون الآن الحكومة صراحة انا اقف في خلاف من يقول ان افق الحكومة قريب جدا او ان الحكومة ستشكل عن قريب وثقوا بالله قد اكون متشائم واكون مبالغ في تشائمي ولكنني لا ارى في الأفق حكومة . لحد الأمور اعقد ولحد الآن الجميع متمترس في نفس النقاط الأولى !! . طيب ان الشعب انتخبكم ليس لأجلكم انتم كأشخاص وانما انتخبكم لأنه اراد تغييرا واراد الخلاص من معاناة ومن ألم والآن هذا الفراغ الذي يحصل وحالة إلتهاء المسؤولون الحكوميون بأوضاع الأنتخابات وبطبيعة من سيكون ومن سوف لا يكون وتركت الملفات الكثيرة بعيدا .

الوزارات تعاني لأنها لا تستطيع ان تأخذ من الموازنة اكثر من 12% لأن القانون لا يسمح لها الا بتشكيل الحكومة والمواطن ينتظر متى يأتي الفرج ثم يحققون الوعود التي قطعوها ؟! . ولا زالت المواقف هي هي والحديث عن التحالفات اقول وللأسف الشديد ما زال في بداياته ، فلدينا اشكال تحالفات ولكن ليس لدينا محتوى تحالفات حقيقية . لقد كان اصرارنا منذ البداية ان تعالوا وفكروا في الأدوار وفي المناهج والمشاريع قبل ان تفكروا في الأشخاص . نحن لا يهمنا كثيرا ان يأتي " زيد او عبيد " وما يهمنا هو عمل زيد كيف يكون وعمل عبيد كيف يكون ، فلدينا ملفات صعبة وملفات قاسية ، لدينا ملف امن قاسي ، وملف فساد مزري ، وملف سيء في السياسة الخارجية ، وملف في الأقتصاد سيء ، وعندنا ملفات الكل يعاني منها . خرجنا الى الأنتخابات وهذا صعد وذاك نزل وهذا تقدم وهذا تأخر طبيعة اللعبة النتخابية ولكن الأصل ماذا يحدث ؟ هل ان الناس مشتاقون ليرجع نفس النائب وياخذ الراتب الفلاني او ياتي الوزير الفلاني ليأخذ راتب فهل ان الناس تريد ان توزع رواتب ؟؟!! ، أم ان الناس يريدون ان تغدقوا عليهم من الخير الذي لهم والخير الذي منهم والذي يجب ان يعود اليهم ؟! . لذلك انا اناشد جميع اخواني في كل الكتل السياسية اتقوا الله ، الى متى يبقى هذا الكرسي اللعين لماذا يبقى يفكك في داخل العراقيين ويشرذم في داخل الكتل السياسية ؟! . اذا كانت الرغبة هي خدمة المواطن العراقي فان المواطن العراقي مشتاق لأن يرى حكومة لا تفسح المجال للفراغات الأمنية ولا يأتيه الخطر من بين يديه ومن خلفه ، المواطن العراقي مشتاق لأن يرى الموارد الحكومية في موضعها الصحيح ، المواطن العراقي مشتاق لأن يرى الكفاءة في مكانها والغير كفوء في مكان آخر ، المواطن العراقي يريد ان يرى لالمظلوم قد انتصر ، او ان المظلوم يكون عنده افق يرى فيه من ينجده في ظلامته ، المواطن العراقي محتاج الى الكثير ولحد الآن لا يوجد ما ينبئه بان بعضا من هذا الكثير سيتحقق .

كما ناشد سماحته الكتل السياسية بالأسراع في تشكيل الحكومة قائلا :


انا اناشد اخواني في الكتل السياسية ان يسرعوا في ايجاد الطاولة المستديرة فهي حل كبير فأنتم رأيتم ان مجرد وليمة اقامها السيد رئيس الجمهورية اذهبت الكثير من التشنجات ، فمالذي يمنع ان نجلس ونقول ان الأمن كيف يكون وان السياسة الخارجية كيف تكون ، نأتي ونتفق فأين المشكلة ؟ . نحن في الفضائيات مستعدون للجلوس ساعات او ننتظر ساعات حتى نظهر في الفضائيات !! ، تعال واجلس مع اخوانك فهذا قدرك ان تعيش بين المختلفين وهذه هي السياسة ، فالسياسة هي ان تأتي وتجانس بين المختلفين حتى تخجون بوحدة قرار ووحدة موقف ، ولكن ان تنتظر لتجد ارض صافية لك فهذا امر غير موجود . والكتل السياسية جاءت بأرقام سبق لنا ان نبهنا وقلنا " يا جماعة الخير اتحدوا " ولم يصدق بنا احد والآن اصبحنا امام البوابة وصرنا امام الأنظار .

انا ارجع واقول ان البعض اذا كان قلقا من تقدم القائمة العراقية او هذا تقدم وذاك تأخر فالعيب ليس في القائمة العراقية وليس العيب في المواطن العراقي وانما العيب في الكتل التي لم تتحد ، فالقائمة العراقية كانت قوائم متعددة اتحدوا في قائمة واحدة وجاؤا بارقام لم تكن اكبر من ارقامهم السابقة بل استطيع ان اقول انها اقل من ارقامهم السابقة ولكن المشكلة اننا نحن تفرقنا . فلماذا لا نأتي ونضع هذه الحقيقة امام اعيننا ونبين اننا نحن اصحاب المشكلة ونبادر لمعالجتها .

طيب الآن اقتنعنا اننا اشتبهنا واخطأنا ولم نتحد منذ البداية ، تعالوا وانتم تقولون انكم متحالفون وقدموا ما يمكن لنا ان نطمئن من ان التحالف يسير باتجاه تحالف حقيقي وما نراه انه عملية شكلية ليس الا ، وهذا لا تنتظره الناس ولم تطلبه ، فالذي تطلبه الناس شيء آخر وهو وحدة حقيقية حتى تطمئن ان الخطر لن يقبل عليها .

وسلط سماحته الضوء على مشاكل العراق مع دول الجوار قائلا :

 

الآن تفضل وانظر فعندنا واحدة من المشاكل بدأت وانا اعتقد ان لدينا الكثير منها اذا الحكومة لم تتصرف والقوى السياسية لم تتصرف سيكون يوميا لدينا مشكلة من هذا القبيل ، فالآن سورية تريد ان تستفيد من نهر دجلة فعندها حدود مشتركة وبالنتيجة قسم من مياه نهر دجلة تمر في اراضيها فما الذي سنفعله ؟! ، هل نــخرج " نهوس " ؟؟!! وهل ان " الهوسة " تحل مشكلة ؟. منذ البداية لدينا مشكلة مع تركيا وعندنا مشكلة مع ايران وعندنا مشكلة مع السعودية وعندنا مشكلة مع الكويت وعندنا مشكلة مع سورية ، فالحدود المشتركة تعني وجود مصالح مشتركة ، طيب اذا اللجان المشتركة لا تجلس مع بعضها وتقدر موقف مشترك واحد ففي ذلك الوقت لا انتظر من الآخرين ان يتناسون مصالحهم لأن لجاني الخاصة لا افعلها ولا اهتم بها . مرة نقول ان سياستنا هي سياسة خلق عداواة ، نعم كل مشكلة تحدث تهملها وفي ذلك الوقت تكبر وتتعاظم وتتحول الى عداوة . لكن مرة نحن قدراتنا ودستورنا ومبادئنا وقيمنا قائمة على اساس التعاون وعلى اساس ان نجلب الخير للعراق لا ان نجلب له العداوة . ففي ذلك الوقت هناك شيء مشترك بيني وبين ايران فلابد ان تكون هناك لجنة مشتركة لكي تؤمن هذا الأشتراك ، وهناك بيني وبين الكويت مشكلة مشتركة يجب ان تؤمن وأنا صراحة انا مع قرار حل الخطوط الجوية العراقية فهو قرار صائب من الناحية الاقتصادية ولكن هناك مشكلة مع الكويت يجب ان تحل وهناك مديونية يجب ان تحل اما ادائما أنظر من جهة واحدة للوضع العراقي الحالي فلن استطيع فعل شيء . قبل اشهر خلقت مشكلة بئر في منطقة الطيب وهذا البئر مشترك ن طيب هناك لجان مشتركة فياوزارة النفط العراقية وياوزارة النفط العراقية اجلسوا معا وحلوا المسألة وكم انا استفيد وكم انت تستفيد وكيف تتحرك وكيف انا اتحرك ولا تحتاج الى قصة كبيرة ، طيب اذا انت اهملت ولم تذهب ففي ذلك الوقت اراد الطرف الآخر ان يؤمن مصالحه تقول له لا ؟. سورية هذه قريبة منك ولديها مشكلة مياه ولم تكن بحاجة الى نهر دجلة والآن تحتاج اليه فاجلسوا معهم واتفقوا على سياسة بحيث لا تؤدي الى خلق عداوات ، فلماذا تصعد التصريحات وتنزل التصريحات وبالنتيجة اجلب عداوة ، والعداوة فيها مضرة فهل نرجع الى سياسة " صدام حسين عليه لعائن الله " ففي كل يوم يخلق مشكلة فكانت سياسته مبنية على خلق عدو كل يوم حتى تنشغل الناس بالعدو ليحفظ نفسه ؟! . فنحن لسنا بهذا الشكل ودستورنا ليس بهذا الشكل ايضا فاذا كنا نريد ان نعمر العراق ونبني العراق يجب ان نبادر فهذه ملفات عويصة لا شك ولا ريب وبها مشاكل لا شك ولاريب ولكن لماذا تستغرب منها عندما تحدث ؟ . انا أتأمل من القوى السياسية ان تبادر للأسراع بحل هذه المشكلات وإلا في كل يوم هناك مسألة وكل يوم هناك مشكلة وانا اخشى والله ان يكون البعض يعجبه الوضع بهذا الشكل فلا وجود للبرلمان وحكومة تسير الأمور بطريقة تصريف الأعمال وعلى البقية ان يعيشون هكذا !!، فالنتيجة ان الشعب له مصالحه التي يجب ان تؤمن فالشعب اكبر من البرلمان واكبر من رئاسة الوزراء واكبر من رئاسة الجمهورية وهو الذي جاء بكم ونصبكم في هذه المناصب .

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
22 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :8901
عدد زوار الموقع الكلي: 27008928
كلمات مضيئة
الإمام الباقر عليه السلام: إنما يعرف القرآن من خوطب به