بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

الشيخ الصغير: المخاطر لا تستأذن احداً حينما تريد ان تهاجم، ووحدهم المستعدون من يتمكنون من مواجهة هذه المخاطر ولجمها

4385طباعة الموضوع 2013-05-27

الشيخ الصغير: المخاطر لا تستأذن احداً حينما تريد ان تهاجم، ووحدهم المستعدون من يتمكنون من مواجهة هذه المخاطر ولجمها

قال سماحة الشيخ الصغير: إن المخاطر حينما تهجم لا تستأذن أحداً شخصاً او جماعات، شعوباً أو دولاً، ووحده المستعد من ينجو منها ويتخلص من شرورها بل ومن يستطيع ان يلجمها قبل هجومها، ومن لا يرى المخاطر العظيمة التي تحيق بنا الآن إما أنه أعمى وإن كانت له عينين، أو أصم وإن كانت له أذنين أو انه يحمل صفات الجهل المركب التي يتصور نفسه عالما بما يجري وهو في واقع الحال ليس بأكثر من مغفل كبير، والتأريخ لا يصنعه المغفلون بل هؤلاء في العادة يصنعون ذل الأمم وبوارها، ولقد كنت قد حذرت منذ أوائل السقوط من الفتنة الطائفية، وانتفض الكثيرون ضدي بأني اخيف الناس بلا موجب وقيل أني متطرف، وحينما وقعت الكارثة، غطى هؤلاء وجوههم وجلسوا في بيوتهم لأنهم لا يريدون أن يتحملوا المسؤولية.

في طبيعتي لست متطرفاً، ولكن مشكلتنا أن هناك من لا يستطيع ان يرى ما نراه فيتصور أن ذلك تطرفاً، ومشكلتنا اننا نشخّص المخاطر والمصالح قبل حيانها، وليس ادل على ذلك أن ما سبق أن اتهمت بالتطرف فيه التزم به من بعدي كل الذين اتهموني به، وهذه مهمة السياسي الذي لا يريد لأمته أن تقع في شراك أعدائها، فالسياسي هو الذي يشخّص مبكراً طبيعة ما تقبل عليه الأمة، وليس السياسي هو الذي يصرح ويحلل بما يجري اليوم، فاليوم أحداثه سبقت ووقعت ولن ينفع كثيراً مجرد تحليلها والوقوف عند اطلالها نتحسر أو نندب حظنا لماذا لم ننتبه؟ وإن سؤلنا من يريد أن يعاتب سارعنا لمط شفاهنا ومددنا أعناقنا وأكتافنا لنقول: وما ادرانا بالذي حصل؟ إن بني جديس كانت لهم فتاة ترى وتحلل ما تراه اسمها زرقاء اليمامة، وحينما رأت أشجاراً تتحرك في الأفق هتفت بقومها أن استعدوا فلقد جاءكم جيش كبير، فاتهموها بالخرف، ولكن هذا الاتهام لم يمنع من أن الجيش زحف على بني جديس وسمل عيون زرقاء اليمامة، وما كن لعينيها ذنب بل كانت مشكلتها أنها لم تكن مغفلة لتخدع بالصورة الأولى وحينما رأت بباصرة التحليل ما خلف الصورة أنبأت قومها بما سيأتيهم في الغد، فما صدقوها ولكن من صدق ومن لم يصدق كان قد التصق سيف أعدائهم بنحورهم فاصبحوا مضرب مثل.

إن هذه أقوال العاجزين عن تحليل الواقع ورؤية المستقبل، فرؤية المستقبل لا تحتاج إلى الأحلام وقراءة الفنجان أو الكفين أو استنطاق الأرواح والجن أو الضرب بالأحجار وقراءة ما يسمى بالرمل وسائر ذلك مما يدخل في عوالم الشعوذة أو في عوالم الغيب، بل يمكن لمن يجيد رؤية الواقع الذي يحياه، ان يرى المستقبل لأن المستقبل لا يأتي من فراغ، بل يأتي من خلال خيوط وجذور موجودة فعلاً في الواقع الذي نحياه، ومن يرى هذه الجذور وامتداداتها ويحسب اطوالها ويزن سرعتها هو وحده الذي سيعرف ماذا سيأتي به المستقبل!!

إنني أحذر من التخدير العقلي ومحاولات تزييف الوعي والتي عادة ما تتقنع بأمور تبدو وكأنها عقلائية حينما تكون مجردة عن أي واقع، ولكنها تكون كالأفيون حينما تلصق بالواقع الذي يحياه المرء، وفي الكثير من الأحيان هؤلاء يحاولون ان يخفوا كسلهم وتقاعسهم، أو يخفوا عجزهم لأنهم متعلقون برؤية احلام وردية، إن منطق الله كريم كما يصلح في الأمور العقائدية فإنه يتخذ حجة للمتكاسلين والمتواكلين في غالب الأحيان، وإن منطق من يقول؟ يصلح في الشهادات، ولكنه يمكن أن يتخذ للتعمية على حقيقة ما قيل، وإن منطق ما تقول المرجعية الدينية؟ صحيح في الأحكام وعالم الفتيا، ولكنه يتخذ كحجة لقتل الوجدان والإحساس، بل في الكثير من الأحيان لتبعد الناس عما سبق للمرجعية الدينية ان قالته مرارا وتكرارا، بالرغم من أن الكثيرين قد لا يفقهون لغة التمييز في الخطاب المرجعي بين ما هو خاص وعام، وبين ما هو ناصح وآمر، ولكنهم يخلطون الأمور ويحسبونها كلها واحدة

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
36 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :9975
عدد زوار الموقع الكلي: 27010002
كلمات مضيئة
الإمام الصادق عن عمه الشهيد زيد بن علي: كان عالما وكان صدوقاً