بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

احداث المنطقة في معايير الانتظار

22 صفر 1440هـ الموافق لـ 2 -10-2018 م

3787طباعة الموضوع 2018-11-02

تحميل الملف
النوع الدقة تحميل
mp4 360p Download

نص الجلسة :

عادت المنطقة لتتصدر الاحداث ولتبعث في النفوس الكثير من الامل والشوق لما فيها من تباشير تتعلق تارة بحراك الظالمين واخرى بحراك المنتظرين وفي كليهما يمكن ان نسجل لحركة الظهور الشريف طلائع وافاق اكثر جدية ووضوحاً مما كانت عليه في السابق، من جهتها طلائع المنتظرين في العراق وفي بقية البلدان التي وفدت الى زيارة الاربعين المباركة يمكن ان نتلمَّس فيها ما يسجل واحدة من اروع الصفحات ومن ابلغ الاشارات في طبيعة الاستعدادات التي تحصل في الواقع الاجتماعي تهيئةً وتمهيداً للانتظار الشريف، هنا لا نتحدث عن مظاهر ولا عن قصص خاصة ولكن لو قُدِّر لنا ان نتأمل في المجتمع العادل الذي تُسَوِّقه النظرية المهدوية الى الامم والتي تتحدث بشمول العدالة للجميع، لو جئنا بهذا النموذج ووضعناه امام ما حدث في زيارة الاربعين وفي مجتمع الزائرين الذي يعشق الامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه، ماذا لاحظنا وماذا سنكتشف؟ هناك ملايين من الناس بلا معرفة ببعضهم البعض انسابوا الى الشوارع وهناك إنفاق هائل بكرم كبير وهناك تعاون هائل بلا توصية وبلا توجيه وهناك ادارة لهذه الجموع تجري بصمت وبلا مدير، الجميع يوجهون وبنفس الوقت يخضعون لطبيعة واجبات الزيارة وطبيعة الاستحقاقات المترتبة عليهم تجاه الاخرين، نجد نكران الذات في صورته الاعلى والتخادم ما بين المؤمنين في صورة مثالية للغاية، كثير من هذه الصور لو تأملنا فيها لوجدنا ان مجتمعاً كبيراً وهائلاً يدار بلا مراقبة ولا قوانين ولا مشاكل بالرغم من الكثير من الاحتكاكات التي يفترض ان تستدعي وجود المشاكل ولكنها لا تحصل، انفاق مليارات الدنانير يجري بصمت كبير وبخفية كبيرة تمرر من احدهم الى الاخر وتتجلى بصورة انفاق كبير على الجميع، الجميع يأكلون من طعام واحد ويشربون من ماء واحد وهناك امتيازات بلا مظاهر الفخفخة الاجتماعية او ما الى ذلك، اذن كيف سيكون المجتمع العادل الذي بشّرنا به اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم؟ نعتقد ان واحدة من الامور التي يجب ان يُنظر اليها بمنتهى الاهمية هو طبيعة ما يجري في داخل هذا المجتمع من تطبيق لمراسيم العدالة ومن تطبيق للإجراءات الأخلاقية التي بشّرت بها منظومة العدالة، هناك لا اقل من عشرة ايام عاش فيها المجتمع الشيعي بوحدة وبإخاء وبتخادم متبادل ما يمكن ان يبشرنا بشكل كبير جداً ان هناك تغير واقبال على عدالة الامام صلوات الله وسلامه عليه بصورة منقطعة النظير خاصةً وان الذي يجري هو بناءً على وجود اثر للحسين عليه السلام في قبره الشريف صلوات الله وسلامه عليه فكيف لو ان هذه المجاميع وجدت اثر الحسين عليه السلام شاخصاً مادياً مجسماً عبر وَلَدَه الامام المنتظر صلوات الله وسلامه عليه؟ كيف ستتعامل حينها؟ قد يُقال ان الكثير من هؤلاء اميّون والكثير لا يفقهون الكثير من الأشياء، لكن نحن لا نحتاج هنا الى معلمين وانما نحتاج الى متخلِّقين في حالة امساكهم بالقضايا العقائدية او العلاقات مع المجتمع، وجدنا ان الفقير ينفق على الاخرين وهو مسرور بإنفاقه لم يجبره أحد الا تلك القيم المعنوية التي احتلت كيانه فحولته الى حالة الايثار المطلق، لم نَرَ أي صورة من صور الأنانية في ذلك الطريق مما يدعونا الى القول بان هذا المجتمع الاربعيني يتحول شيئاً فشيئاً الى ابراز حالة التأهل الى مشروع الامام صلوات الله وسلامه عليه، اذن يمكن ان نقول بان المجتمع الاربعيني سواء في صورته العراقية او في صورته الخليجية او الإيرانية او من اي دولة جاء كل هؤلاء حينما انصهروا في هذا المجتمعٍ تركوا حدودهم وتركوا صفاتهم القومية والوطنية واتجهوا الى الصفة الجامعة للجميع وهو ان جميعهم كانوا يذكرون الامام الحسين صلوات الله عليه، ومن الحق ان نقول بانه لم تزل هناك فوارق ولا شك ان هناك فوارق لكن ذوبان الجميع في بوتقة الامام الحسين عليه السلام أعطت مثالاً لما يمكن ان يأتي في السنة القادمة وما بعدها وصولاً الى العهد الشريف لإمامنا صلوات الله وسلامه عليه وما يمكن ان ننظر الى المجتمع كيف سيتخلّق وكيف ستكون مراعاته للعدالة؟ اليوم حينما ننظر الى واقعنا الاجتماعي ربما نصاب بخيبة امل لما نرى من صراعات هؤلاء ومشاكلهم فكيف سيتحملون عدل الامام صلوات الله وسلامه عليه؟ لكن مع ذلك الملفت هو ان التربية شملت جميع الشرائح في هذه التجربة العظيمة والجميع نجح فيها، الصورة العامة هي ان الجميع دخل في الامتحان الحسيني وخرج مؤهلاً في ان يكون قادراً على نكران الذات وقادراً على التذلل للأخرين وقادراً على قضاء حوائجهم، نشعر ان ما تم انجازه في هذه السنة يمثل مرحلة متقدمة في عملية التأهيل لمجتمع ولمشروع الامام صلوات الله وسلامه عليه ويجب على المنتظرين تنمية هذه العلاقات والاخلاقيات لأنها هي الرصيد الذي يقوي من حالة الظهور.
* بالنسبة الى الجانب السوري هناك احداث يجب ان نتوقف عندها وهذه الاحداث ليست ببعيدة في دلالاتها عن معايير ساحة الانتظار، لدينا تطور في شرق سوريا وفي غرب سوريا، المهم بالنسبة لنا ما يجري في شرق سوريا وهو ما يجري في دير الزور باعتبار اننا موعودون بمعارك شديدة في هذه المنطقة، هذا التطور يمكن ان نلمس فيه اتجاهين: الاتجاه الاول ما يمكن لنا ان ننظر اليه كتحليل بان امريكا نتيجة الفشل الكبير الذي اصابها في العراق ونتيجة لتطلعاتها للمعركة المقبلة بعد تاريخ الخامس من تشرين الثاني موعد العقوبات التي يفترض ان تفرضها على الجمهورية الإسلامية ربما فعّلت من جديد ملف داعش وربما ارادت لداعش ان يتقوّى في منطقة يمكن لها ان تكون رأس حربة لمشروع قادم، هذا على مستوى التحليل لكن على مستوى الواقع داعش خاضت نزالاً مع القوى الكردية بحماية أمريكية واستطاعت ان تنتزع من هؤلاء مناطق كبيرة كانت موضوعة تحت الحماية الأمريكية، وهذا مثير للغاية خصوصاً لمن يتابعون الروايات التي تحدثنا بها مراراً وتميزنا فيها عن الاخرين بقولنا ان معركة قرقيسيا ليست معركة واحدة وانما معركتين تجري بين قوى مختلفة، في الاولى اشارت الروايات الى انها تجري بين ولد العباس وبين المرواني وان هناك صراع شديد جداً تشير اليه الرواية الى ان الله سبحانه وتعالى سيحبس عنهم النصر وسوف يكون عدد القتلى من الكثرة بمكان ما ان يقال لوحوش الارض ولطيور السماء ان اشبعي من لحوم الجبارين، وطبيعة البلاء فيها ان الغلام الحزور وهو الغلام اليافع الذي لا زال على قوته يشيب من هول ما يجري في هذه المعركة، الصورة الموجودة الان هي ان ما يجري في دير الزور هو ما بين ولد العباس وما بين المرواني، سبق ان ذكرنا ان المرواني راية كردية تعود الى الأسرة المروانية التي حكمت هذه المنطقة وحكمت شمال سوريا فضلاً عن بعض مناطق جنوب تركيا المعاصرة، الروايات اشارت الى المرواني في غير مرة، تارةً اشارت اليه بعنوانه احد خمسة مع السفياني واليماني وشعيب بن صالح والخراساني واخرى أُشير اليه بعنوانه هو المتوجه في هذه المعركة التي تجري مع ولد العباس، سبق ان قلنا بان ولد العباس انما هم المُسَوِّدَة الذين حملوا شعار بني العباس ولباسهم السواد وراياتهم سوداء وقلنا ان المجاميع التكفيرية هي مصداق كبير جداً لما يسمّى بدولة بني العباس او خلافة بني العباس الثانية او بولد العباس كما أُشير اليه في هذه الرواية، من الواضح ان المنطقة في فترة سابقة سُلِّمت الى ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية، وهذه القوات قيادتها كردية تختلط مع العرب لكن القوة المؤثرة والجادة فيها هي القوات الكردية وهذه القوات استلمت المنطقة الحدودية بين العراق وبين سوريا، كانت هناك اتفاقات متعددة جرى العمل بها وحاولت امريكا ان تجعل هؤلاء مستند للنفوذ وتمكنت بذلك من ان تبسط نفوذها على منطقة شاسعة جداً، اما لماذا اخذت داعش هذه المنطقة؟ فمن الواضح جداً ان البنية الاقتصادية لهذه المنطقة كبيرة جداً وبنيتها الاستراتيجية كبيرة جداً باعتبار ان غالبية النفط السوري في تلك المنطقة ويمكن ان تعود داعش لتمويل نفسها بنفسها، لكن السبب الجوهري في تقديرنا ان الامريكيين اعادوا تسويق ملف داعش سورياً، اما ملف الارهاب في ادلب ستكون فيه المعارك شديدة، داعش لا وجود له في ادلب بل توجد النصرة وفيها بقية المجاميع المسلحة، الان تجري معارك عنيفة وهي مرشحة الى ان تزداد بشكل اكبر ابتداءً من الشهر الثاني في السنة القادمة نتيجة لظروف البرد والصقيع التي عادةً ما تستولي على هذه المنطقة مما تمكن القوات الحكومية من اداء دور افضل في هذه المعركة او ان تستمر الى الربيع، لكن ما يهمنا هو تفعيل المعركة في دير الزور، سبق ان بينّا ان قرقيسيا هي مدينة البصيرة لكن هذا لا يعني ان المعركة يجب ان تكون في البصيرة ولن تتعداها بل كل هذه المنطقة تسمى قرقيسيا باعتبارها كانت عاصمة لحضارة وهذه تمتد الى مناطق ابعد بكثير من مدينة البصيرة الحالية او مدينة قرقيسيا القديمة، لذلك يمكن ان نرى في الصورة الحالية ما يمكن ان يبشرنا بانه قد يكون ما أُشير اليه في الروايات هو ما يجري في هذه الأيام، هنا ملاحظة اساسية انه يمكن لنا ان ننظر الى ان المعارك القادمة مما يمكن ان يطلق عليه كما ورد في الروايات الشريفة المعارك التي يتقاتل فيها اعدائنا مع بعضهم البعض وبشرى تقاتل الأعداء فرح بالنسبة للموالين، لذلك ربما لا نجد مشاركة للمؤمنين في مثل هذه المعارك لكن هي معارك طاحنة جداً ستكون بين الأعداء، ما يهمنا في هذه المعارك هو ان الروايات اشارت انها لن تنتهي الا بخروج السفياني، بمعنى لا وجود لمنتصر فيها ولن ينتهي اوار هذه المعركة الا بخروج السفياني، وبعد استيلاء السفياني على الشام ستكون معركة قرقيسيا الثانية.
* ما يميز قرقيسيا الاولى عن قرقيسيا الثانية هو ان اطراف المعركة تختلف ففي الاولى المرواني ممثلاً للأكراد وولد العباس كما تشير اليه الرواية وفي الثانية بنو قيس والاتراك والسفياني بمعنى ثلاثة جهات بينما جهتين مختلفتين في الأولى، والمائز بينهما ان الاولى قبل السفياني ولا تنتهي الا والسفياني قد خرج اما الثانية فيشترك فيها السفياني بمعية الاتراك وبمعية بني قيس في هذه المنطقة، اشارت الروايات الى ان تركيا ستنزل الجزيرة وهذا معناه انه يمكن لقرقيسيا الاولى ان تمهد للنفود التركي في المنطقة وقبل النفوذ التركي ستكون الحرب العالمية، ما بعد الحرب العالمية وما بعد النفوذ التركي الى هذه المناطق بنزول الاتراك الى الجزيرة (والجزيرة المقصود بها جزيرة الرصافة التي هي ما بين نهر الخابور ونهر الفرات في سوريا) بعد ذلك يخرج السفياني كما أُشير اليه في الروايات، لكن الشيء المهم هو ان الحرب العالمية تسبق نزول الاتراك، وحينما يقال بان المعركة التي ستجري في قرقيسيا لم تجري قبل ذلك منذ خلق ادم ما يمكن ان يطمئننا بان تداعيات معركة قرقيسيا الاولى يمكن ان تمتد الى اوروبا وتؤدي الى حالة الحرب العالمية بحيث يمكن ان نهضم فكرة ان وحوش الارض وطيور السماء تُدعى الى مأدبة هائلة جداً لتأكل مما وصفته الرواية بلحوم الجبارين، لحوم الجبارين اشارة تتعدى كلمة الطواغيت والمعاندين وما الى ذلك بلفظ جديد اشارة الى ان الاقوياء سيطاح بهم، والصورة الموجودة لدينا في الروايات هي الوحيدة التي تُعبِّر عن هذا الامر بان ثلثا السكان سيبادون او من كل سبعة يقتل خمسة او ما الى ذلك من الروايات التي اشارت ابادة كبيرة، نعتقد ان نقطة الاستثناء التي اشارت اليها الروايات في معركة قرقيسيا هي ان تداعياتها ستمتد الى هذه الحرب التي يعبر عنها بانها يشيب لها الغلام الحزور، هل ستطول معركة قرقيسيا الى سنوات كثيرة؟ الرواية لا تعبّر عن مدة كبيرة لكن تعبّر عن شيء اساسي وهو ان الله لن يعطي النصر لاحد والالم والتراجع سيشمل الجميع، لذلك في الصورة التي من بعدها سنشهد تغير في القوى الإقليمية وسنرى قوى اقليمية متمثلة بالسفياني والخراساني وشعيب بن صالح واليماني وما الى ذلك، وتختفي الصورة التي كانت تشمل دولة بني فلان او الاتراك او ما الى ذلك بالشكل الذي يمكن ان نقول ان هناك بشائر جدية في موضوع الشام يمكن ان تؤدي الى خسائر اساسية في المشروع المعادي لكن تحتاج منّا الى مزيد من الاستعداد والى استحقاقات مثل هذه المعارك، لا يمكن تصور عدم تأثير هذه المعارك علينا، سنتأثر بطرق مختلفة ومتعددة جداً لكن يبدو لنا ان ما يشغل ائمة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم هي الفتن الداخلية وبراءة البعض من البعض ولعن وتكذيب البعض للآخر، هذا اكثر ما يشغل الامام صلوات الله وسلامه عليه.
* اما في موضوع السعودية جميعنا يعرف انها اليوم تمر بأسوأ اوقاتها السياسية ولم يمر على ال سعود وقتاً سيئاً أكثر مما يمرون به الان، الحصار ازداد قوة بعد ان افتُضِحَت لعبة خاشقجي، حاول ترامب ان يغطي جهد الامكان لكن الغباء الذي أبرزه محمد بن سلمان عبر تلك العملية والقصة التي أطلقها ادّت الى موجة من الاستنكار السياسي مما ادى الى شطب سياسي دولي على وجود محمد بن سلمان كلاعب يمكن القبول به في الساحة السياسية، الان يبحثون عن مخرج والذي يدل على ذلك ان الامريكان والبريطانيين والاسرائيليين قبلوا بمجيئ احمد ابن عبد العزيز لكي يحاول اقناع بن سلمان بالتنحي واعادة الشرعية لخلافة الأسرة كما يسموها الى نصابها الحقيقي، هل سيقنع ابن سلمان بهذه المحاولة بعد كل هذه المغامرات؟ ما يعرف عنه انه ابعد ما يمكن ان يقبل بمثل هذه القضية لكن القدر المتيقّن سواء قبل او لم يقبل يمكن لنا ان نشاهد حمامات الدم القادمة ما بين هؤلاء، ويمكن لنا ان نشاهد احتراب هؤلاء مع بعضهم خاصة وان بعض رواياتنا تشير بشكل مذهل جداً عن ان بعضهم سوف يولّى في النهار ويخلع في الليل وهذا الامر يشير الى ان من يتولّون الامور سوف يعانون من الصراعات الداخلية، هم مقبلون على حمامات دم كبيرة جداً ونسال الله ان يرينا هذه الايام ويُدخِل الشفاء في قلوب المؤمنين من كثرة ما اجروا من اجرام، لكن نتوقع ان ايَّ مغامرة من محمد بن سلمان سوف يخفف فيها الوطء على الجبهات الشيعية الأخرى، امريكا الان تحتاج الى ان تنظم جبهتها الخليجية من اجل ان تواجه ايران ومن اجل ان تعضّد معركتها القادمة لكن هي طُعِنت في الصميم من خلال هذا العمل الاحمق الذي لم يستطع ترامب ولا بن سلمان ان يغطيه، وربما خُدِع بن سلمان كما خُدِع صدام من قبل الامريكان في قصة الكويت التي اتخذوها ذريعة للانقضاض عليه هنا ربما تكون نفس القضية، او ربما غباءه من الكِبَر بمكان بحيث ينفذ عملية بهذه الطريقة، ومنتهى الغباء ان ينفذ هذا العمل في داخل دولة سبق ان تآمر عليها قبل ثلاثة سنوات في قصة الاطاحة باوردغان والانقلاب الذي حاولت مجموعه فتح الله غولن وامثالهم ان ينفذوه باعتبار ان السعودية هي المتهم الرئيسي في هذه القضية، ربما كان بن سلمان يفكر بحل المشكلة مع الأتراك باستثمار عدة مليارات لكن من سوء حظه ان هناك ثلاث امتيازات في حادثة جمال خاشقجي: الامتياز الاول ان معركة الكونجرس على الابواب وبما ان وجود ترامب هو الاضعف في داخل الكونجرس وكل التوقعات تشير الى انه سيفقد المعركة خلال هذه الفترة لذلك أُخِذَت هذه القضية وسرعان ما تحولت الى لعبة انتخابات داخلية وسُيّست بشكل كبير جداً في سياسات الحزب الجمهوري والديمقراطي، الامر الثاني ان هذا الرجل يعمل في صحيفة الواشنطن بوست وهي احدى الصحف المرموزة جداً في اثارة الشغب على مستوى العالم ولذلك هي الان مجنّدة لوضعها بشكل كامل من اجل الإطاحة ببن سلمان، القضية الثالثة كونه نفذها في داخل تركيا، اما بخصوص رواياتنا فإنها تشير الى وجود حالة الاحتراب في داخل هؤلاء ووجود من يولّى ويُخلع ووجود من سيقتل خمسة عشر كبش من هؤلاء ولدينا رواية تشير الى انتهاء حكم السنين ليذهب الى حكم الاشهر والأيام، كل هذه الدلالات تتقاطع بشكل مذهل مع طبيعة الذي جرى والذي سيجري ان شاء الله تعالى، ما نتوقعه نتيجة هذه الاحداث ان الحرب الناعمة ستزداد علينا بشكل كبير جداً، ففي خلال هذه الفترة هيأت امريكا جيشاً الكترونياً كبيراً جداً بوسائل ومناهج كثيرة وسوف تواجه عدة طبقات من المتدينين واولهم المرجعية والقوى المجاهدة او المقاومة والقوى المؤثرة في الواقع الاجتماعي، فضلاً عن ان القيم الاجتماعية ستُهاجَم بشكل شرس جداً كون هناك اتفاقات متعددة مع ابواق كثيرة منها قنوات متعددة وعِمَم واعلاميين واقلام مأجورة، في هذا المجال نحن امام مسؤولية وهي توعية الناس لان المعركة معركة تزييف للوعي ومهمة المنتظر هو ان يبادر الى حماية اخلاقيات المجتمع وافكاره وعقائده ومرجعيته، نعتقد ان نصرة الامام صلوات الله وسلامه عليه في هذه الفترة هي بهذه القضايا لان هناك اسوار في داخل المجتمع يجب الّا تتحطم، هؤلاء يحاولون ان يحطموا الاسوار الداخلية للمجتمع ليستفردوا بالواقع الاجتماعي لكن شاء الله ان يخذلهم بأيادي غيرنا وربما بأياديهم والآية الكريمة "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" نراها واضحة وجلية تُطبَّق في الكثير من هذه الاحداث والقادم اكثر من ذلك، لكن على المؤمن ان يثبت بانه نصر الله سبحانه وتعالى حينما وجد دين الله وعيال الله بحاجة الى نصرته، والحمد لله اولاً واخراً والصلاة والسلام على رسوله وآله ابداً.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
90 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :14629
عدد زوار الموقع الكلي: 27311940
كلمات مضيئة
الإمام الصادق عن عمه الشهيد زيد بن علي: كان عالما وكان صدوقاً