يجب على المؤمنين المنتظرين اعزهم الله وزاد في سدادهم أن يتخذوا مما جرى في مصر عظة وعبرة ومنهجاً يتعلمون منه ويتربون عليه إذ من المعروف ان خفافيش الظلم الطائفي قد اجتمعت منذ ما يزيد قليلاً على الاسبوعين في القاهرة وهم يتنادون بالتحشيد الملياري ضد شيعة أهل البيت عليهم السلام، وتربع القرضاوي على منبرهم إماماً للفتنة وخطيباً للقتلة معه أساطين الحقد والغل ودعاة القتل والسحل وآكلي لحوم البشر والناكحين اللائطين باسم الشرع التكفيري كالعريفي والحويني وبرهومي ومحمد عدو المقصود وبقية الأفاكين واخذوا يتعاوون ضد الشيعة والتشيع ومعهم مسخرة الزمان رئيس الغدرة يبارك لهم فعلتهم وصعد على منصتهم يزبد ويرعد.
ويتذكر المؤمنون كيف أنهم وضعوا أياديهم على قلوبهم وهم يرون كل مكر هؤلاء المجرمين ويترقبون ما سيحصل وتربعت قناة الجزيرة وصفا ووصال والحافظ والرحمة وغيرها من قنوات السوء والفتن تنفخ بنار الأحقاد وتلهب نهم المتعطشين للدماء وافتر سن العرعور ضاحكاً ورقص شافي العجمي مسروراً وطرب سليل قوم لوط دمشقية جذلانا وتغنى وليد الطباطبائي راقصا وهم يتوقعون انهم قد أحسنوا صنعا، وسرعان ما جاء الحصاد عبر يوم اسود حالك أعاد فيها هؤلاء الحاقدون إلى الناس ذاكرة ما فعله أسلافهم في بيت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها حينما احرقوا بيت الشيعة في أبي النمرس وكرروا فعلة أجداداهم مع مسلم بن عقيل عليه السلام حينما سحلوا أبرار آل شحاتة في شوارع أبي مسلّم وامعنوا في التذكير بما أجروه على علي الأكبر عليه السلام في جسد الشيخ حسن شحاته يتعاوون عليه ينتهشون لحمه ويقطّعون جسده وباتت شيعة أهل البيت عليهم السلام في مصر مشردين مطاردين قد استفرد بهم اخوان الغدر وسلفية الغل والحقد فكان هؤلاء المظلومين كما قال الله تعالى: {حتى إذا استيئس الرسل} ورقص المجرمون على جسد شحاته ومن ورائهم كشر أربابهم عن أنياب ضحكتهم وانتشى مشايخهم بسكر ما يلغونه من الدماء وانتفخ صدر ابناء قوم لوط من دمشقية والعرعور وأضرابهم وزبانيتهم وما علموا أن جزاء الاستيئاس هو قوله تعالى: {أتاهم نصرنا} وجاء نصر الله ليعرب عن مصداقية عظمى لقول أئمتنا صلوات الله عليهم: إن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم فما مر يوم إلا وسقط أحمقهم في لبنان أحمد الأسير بعد أن صرفوا عليه المليارات ودججوه بالسلاح وبكل مسموم الأفكار وأرذال الأفعال كي يصنعوا منه صنما لطائفيتهم المقيتة وتحول بطلهم في يوم وليلة من رعديد إلى مجرد باحث جديد عن حفرة يختبئ بها اسوة بمجرمهم صدام، وفيما هم مذهواون مما جرى لهم في لبنان غفلوا عن تجمع الآيات والنذر في سمائهم فدم شحاته يغلي ويفور وبيوت الحقد تتهاوى وعناكبهم تنقضها من داخلهم وتهاوى صنم قطر ومعه تهاوى بيت الكذب والإفك والزور الذي اسسه ووضعه بيد الطائفيين وضاح خنفر وفيصل القاسم واحمد منصور يقودهم عجل الطائفية القرضاوي أو ما يعبر عنه أبرار مصر بالقرداوي، وسقطت الجزيرة سقوطاً مريعاً وجاءهم تمرد المكر الإلهي ليسقط صنم الغدر في مصر ولكن باسم اسد الشيعة وشهيد الولاية المظلوم الشيخ شحاته فلقد حوله أبناء مصر الثائرين على عار الطائفية السوداء إلى هتاف ورمز وشعار فلقد رأى الصوفيون المصريون مظلوميتهم فيه ورأت القوى الوطنية مقتلهم فيه وأحس الأقباط بأن درس شحادة سيجري عليهم فاجتمعت كلمتهم على نقض بيت العنكبوت الفرعوني وبأسرع من لمح البصر تهاوى فرعون الطائفية ومعه طرد القرضاوي من قطر شر طردة فعرض نفسه على عشرين دولة يستجدي منها مقداراً من احترام ولكن الدول حصنت أبنائها من قذاراته فعاد بعد أن لقب نفسه قبل اسبوعين بعنوان الإمام عاد إلى القاهرة ذليلاً واستقبله القاهريون بكثير من الاستحقار والتخذيل والاستقذار ولربما ترينا الأيام القليلة إياه وهو يقف وراء القضبان وما اكثر التهم التي يمكن ان توجه إليه فهو لم يدع قذارة إلا وأولغ أنفه فيها.
لقد اجمع السلفون واخوان الغدر في مؤتمر القاهرة كلمتهم كي يشتتوا جموعكم وما أن مرت أيام قليلة وها هي جموعهم قد اصبحت أيادي سبأ فقد صاح بهم صائح مكر الله فشتت جمعهم وفرق كلمتهم واوقع سيف الغدر بينهم، وغدوا ما بين ملاحق ومكفّر ومخوّن ومشتوم ومطرود يتهم بعضهم بعضاً ويتوعد احدهم الاخر بالمفخخات والأحزمة وكل مرارة سبق لهم أن أذاقونا إياها فارتد سحرهم عليهم وتبدد الجمع والقادم من الأيام مثقل بحبل اعظم من كل ما جرى لحد الآن، ومع مكر الله نودي المؤمنون بحنو الإيمان ورأفة الرحمن {وكفى الله المؤمنين القتال} فانتصر دم الشهيد شحاته على سيوف البغي فحولها إلى عمياء لا تبصر أين تتقحم! وبلهاء لا تعرف كيف تفكر؟ يفتك ببعضهم وينهش بكلمتهم ويفل جمعهم وها هم بعد أن أرادوا تطريد الشيعة من مصر أصبحوا طرائق قددا وديارهم خرائب بددا يلوذون بأردية النساء ويكشفون لكل من هب ودب عورة عمرو بن العاص من جديد، وحينما أرادوا تشويه سمعة الشيعة راحت مكتبات القاهرة والإسكندرية واسيوط واسوان تشتكي من هجوم مثقفي وعلماء أزهر مصر عليها الذي جاؤوا يبحثون عما قال الشيعة وعما فكر الشيعة وعما ارتأى الشيعة فكان ذلك مصداقاً لقوله تعالى: {يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره} وهذه فاتحة الطريق للهداية بعد أن أراد الطائفيون ان تكون بداية النهاية..
فليعتبر أحبتنا وليصبروا وليثبتوا على مر الحوادث وقسوة الظروف فالنصر قادم لا محالة وفرج الله آت وقريب، وليتمعن أحبتنا وأعزتنا في عظيم مكر الله وحسن صنائعه كيف أرادوها مقتلاً لنا فحولها مكر الله إلى مقاتل لهم، وهذا اول سهم من كنانة المكر الإلهي والآتي أعظم بإذن الله على أحفاد آكلة الأكباد وأشد على تلامذة حارقي الأبواب والخيام فإن جمّعوا حطبهم فوعيكم وثباتكم هو الذي سيحول هذا الحطب إلى حريق في ديارهم ويبدّل المضغ التي اقتطعوها من أشلاء شهدائنا إل ىالسرطان الذي يفتك بهم فلا يبقي في ديار الكافرين ديارا، وترون أن قنوات الكذب وأئمة الجور وسلاطين الغدر ووعاظهم واعوانهم وغدرتهم ليسوا بأكثر من نمور ولكن من ورق بال ورخيص فلقد نقضت عنكبوتهم بيتها عليهم، وحتى تعود إليهم ببيت جديد ستجدون أعلام النصر الإلهية قد صدح داعي الحق فيها وهو يناديكم: إلا أن بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ويحسبونه بعيداً ونراه قريباً وما النصر إلا من عند الله