أبو يوسف التميمي (منتديات جابر البلوشي): رغم المُقدمة التي أستهل بها سماحة الشيخ جلال الدين الصغير بحثه هذا ومُحاضرته تلك والتي بين بها سرعة تأثّر المجتمع العراقي بحركات الادعياء لليمانية أو المهدوية وتحذيره من مغبّة الوقوع بشراكهم!!
إلاّ إنه وللأسف الشديد لا يزال يروج لهكذا أفكار بنظريّاته وأُطروحاته تلك والتي يمهّد لقبول فكرة أن اليماني من جنوب العراق وليس من اليمن!!!
وبما أن الروايات الشريفة للأئمة أهل البيت عليهم السلام تُؤكد بأن اليماني يظهر في وقت واحد مع الخراساني والسفياني فهذا يقودنا الى إستنتاج التالي:
السفياني في أول ظهوره سيؤسس دولته ( بلاد الكُوَرْ الخمس بالشام ) لينطلق بعدها بجيشيه الى العراق والمدينة المنورة!!
وكذلك ينطبق هذا الأمر على الشخصيتان المُناوئتان له ( اليماني والخراساني رضوان الله عليهما ) فهما حتما سيبسطا نفوذهما على مناطقهما التي سيخرجون منها بالاضافة الى المناطق المجاورة لهم !! وسيؤسس كلاً منهما جيشه من أبناء تلك المناطق الخاضعه له ليكونا على أهبة الاستعداد لنصرة أهل العراق من بطش السفياني!!!
أجمع كل الباحثين والعلماء المهتمين بهذا الأمر بأن اليماني يخرج من اليمن حصراً خلافاً لرأي الشيخ جلال الدين الصغير.
والمُلاحظ أن المجتمع بدأ يتكامل عقائدياً بصنعاء ( بمدينة صعده تحديداً حيث معقل الحوثيين حالياً وقد بدأو يتركون المذهب الزيدي الى الامامي الاثني عشري ) وهذا ما يجعل تلك المنطقة وشعبها حاضنة له ينطلق من خلالهم الى دول الجوار الخليجية والتي هي بالأصل مُهيأة لإستقباله ونصرته فهي تضم ملايين الشيعة من مواطني ( عُمان والامارات وقطر والبحرين والسعودية والكويت ) وهؤلاء بالأغلب مُتكاملين عقائدياً وفكرياً وعلى أهبة الاستعداد لنصرة اليماني والانخراط بجيشه والعمل ضمن منهاجه وتعليماته!!
وهذا يجعلنا نتوقع وبشكل جازم بأن اليماني سيحتل تلك الدول وتكون تحت سلطته مثلما تكون ( بلاد الشام الكِوَرْ الخمس تحت سلطة السفياني)
وطبعاً هذا لا يعني خلو تلك البلدان من بعض فلول النواصب الذين سيقتلون النفس الزكية بين الركن والمقام !! ولكنه سيبسط نفوذه بشكل عام حيث لن تؤثر به ولا بجيشه قلاقل هنا أو هناك !! وهذا الامر يجعلنا نتفهم سبب لجوء النواصب الى السفياني للإلتحاق بجيشه في الشام وتحريضهم له على غزو المدينة والعراق!!!
وحينما يبسط اليماني نفوذه على ( بلاد اليمن والخليج والجزيرة العربية ) سيجعله جُغرافياً على تماس مُباشر مع حدود العراق عن طريق الكويت وبعض الاراضي السعودية المُتاخمة لجنوب العراق !!
مما يعني بأنه سيكون جيشه وخلال ساعات محدوده في قلب الحدث ( بوسط الكوفة ) لنصرة شيعة العراق من بطش السفياني وجيشه !!
وهذا ينسف التهويل الذي بينه الشيخ جلال الدين الصغير في ختام بحثه فجيش اليماني لا يحتاج الى قطع مسافة 2000 كيلو متر أو أكثر ليصل الى الكوفة ولن يحتاج الى عشرات السفن لنقل جيشه فيها !! فجيشه سيكون على حدود العراق الجنوبية من جهة الكويت والسعودية ومن المُرجّح كثيراً أن جنوب العراق وأهله من ضمن عداد ذلك الجيش المُبارك ...
لانه من المنطقي جداً حين ظهوره اليماني سيبادر شيعة العراق بالجنوب الى الالتحاق به وتأييده ونصرته بكل ما أوتوا من قوة وإمكانيات.
وهذا يجعل الكوفة عن اليماني وجيشه بضع كيلو مترات !! وليس آلاف الكيلو مترات كما يريد الشيخ الصغير أن يُقنعنا !!
ختاماً: ما أُريد التنويه له والتنبيه منه هو: اليماني ليس من جنوب العراق وكل من يؤسس لتلك الفكرة هو صاحب غايات منحرفة كائن من كان!!!!
أنا إبن الجنوب العراقي وأستشعر أكثر من غيري خطورة هذا الطرح وتلك النتائج لأنها ستفتح الباب على مصراعيه لكل من يرغب بتقمص شخصية اليماني مما يجعل تلك المنطقة في قادم الايام مركزاً لإهتمامات الادعياء وأهل الإفك والضلالة !!! وسينحرف بسببهم الآلاف من البسطاء ممن يغترون بطروحاتهم المختلفة كما حصل مع الضال أحمد إسماعيل كاطع ...
ومسألة الاصرار على هكذا إطروحات غير مسبوقة ولا مألوفة لا تخدم أتباع المذهب بشيء بل ستكون وبالاً عليهم إن إعتقدوا بها وأخذوها على محمل الجد !!!
ولهذا من الأفضل التصدي لها ورفضها جُملةً وتفصيلا حتى لا تتغلغل بالنفوس وتصبح من المُسلّمات!!!
وإذا أصر سماحة الشيخ جلال الدين الصغير أو غيره على هكذا رُؤى وطُروحات فهم سيتحملون وزر ما أسسوا له وأشاعوهُ بين الناس.
ومن الطبيعي أن أكون أنا وغيري ممن يستشعرون خطورة هكذا طرح حادّين وحازمين بالرد حيال هكذا دراسات ونتائج جدلية إذا ما أصر مُروجيها على ترسيخها بعقول عامة أهل الجنوب
بل ومن مُنطلق تكليفي الشرعي والاخلاقي يجب عليّ أن أُنبه أهلي وأخواني الشيعه بالجنوب العراقي كونهم المعنيين بخطورة هذا الأمر أكثر من غيرهم.
وإنني أتسائل الى ماذا يرمي سماحة الشيخ بهكذا طروحات ؟؟؟ والى أين يريد أن يصل بنا من خلال تلك النتائج؟؟
عموماً إن غداً لناظرهُ قريب!!!
أما النواصب بالجزيرة العربية والخليج فسيلتحقون بدولة السفياني آجلاً أم عاجلاً وستكون المنطقة خالية منهم ومن شرورهم إلاّ ما ندر لأن المنطق يقول ذلك فمثلما يُبادر الشيعه للإلتحاق بركب اليماني سيبادر النواصب للإلتحاق بركب السفياني أينما كان !! ولعلك تُلاحظ طلائعهم التي تُحارب هذه الايام النظام الحاكم في سوريا قادمين من الخليج والمغرب العربي واليمن وباكستان وأفغانستان وبعض دول أوربا!!!
فما بالك إذا ما ظهر سفيانيهم واسس دولته ؟؟؟ هل تعتقد بأنهم سيتقاعسون عن نُصرته أو الإلتحاق بدولته ؟؟؟
أما قوام جيش اليماني فانا لا زلت أعتقد بأنه سيكون من خلاصة أهل اليمن وشيعه الخليج ويُضاف لهم شيعة جنوب العراق وستكون لهم قوات مُتمركزة بالجنوب العراقي أو على حدوده ستكون على أهُبّة الاستعداد لصد هجوم السفياني وجيشه .. وهذا ما يجعلهم قريبون جداً من موقع الحدث فروايات اهل البيت عليهم السلام تصف اليماني والخرساني كفرسي رهان حينما يتقدما بأتجاه العراق لنصرة الشيعة فيه وهذا دليل على السرعة القصوى التي يتمتعان بها في تلك الأثناء فهما يتوقعان دخول السفياني للكوفة وأعدّا العُدة والخُطة مُسبقاً لصدّه ودحره !!
في السابق كان الأدعياء الذين يتقمصون دور اليماني دعواهُم مكشوفة ومفضوحة ولا سند لها !!! أما بعد هذه الفرضيات والاطروحات التي تبناها الشيخ جلال الدين الصغير وأسس لها في بحوثه ؛ كُتبه ؛ ومُحاضراته.
فأن الأدعياء مُستقبلاً سيتخذون منها ملاذاً وسنداً يؤسسون عليها صحة دعواهم الباطلة .. بحجّة إنهم من أبناء الجنوب العراقي .. فينطلقون ولا يجدون من ينكر عليه دعوتهم إلاّ بعد فوات الأوان.
أنا فقط أنبّه لخطورة هذا الطرح !!! وما يترتب عليه من نتائج إن أخذنا وأعتقدنا به بشكل أو بآخر !!!
الجواب: اضطررنا إلى أن ننقل جميع ما كتبه الأخ التميمي حفظه الله ورعاه في عدة اماكن ونجمعها في مكان واحد حتى نحغظ حقه فيما فكر به وصرح به، ومع تقديري لمخاوفه وتثميني لحرص الأخ على عقائد شيعة أهل البيت عليهم السلام وهو أمر لا أشك أنه هو الذي يقف وراء حماسه في كتابه هذه الأفكار إلا أن ما يؤلم أن ينجر إلى لغة الاتهام والتجريح، وهي لغة كنت أربأ به وبمثله من الأخوة المؤمنين أن ينجروا إليها، فهي ليست لغة العلم والفكر، فضلاً عن مجانبتها لضوابط التدين والتقوى بلا أدنى شك، ومن جهتي فإني أسقطت كل حق لي في الكلمات التي انطلقت في هذه اللغة، ولكن أنصح الأخ الكريم وغيره أن لا ينساقوا إلى ذلك فهي ليست بضاعتهم، وشيعة الأمير صلوات الله عليه أبعد ما يكونوا بحاجة إلى مثل ذلك.
وللمناقشة العلمية البحتة دعونا أولاً أن نترك لغة العواطف والهواجس، فهي غريبة عن مثل هذه المناقشات، ومحض ان يكون طرح أمر يمكن للأدعياء أن يستفيدوا منه لا يدعونا إلى تركه، لأن ذلك سيلزمنا بقائمة كبيرة من رفض أفعال الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام، وإلا تخيّل أن يقال لرسول الله صلوات الله عليه وآله لا تطرح فكرة الوحدانية لأن اليهود والنصارى سيستفيدون منها!! لذلك أملي أن لا ننساق وراء هذه اللغة فهي في أحسن أحوالها تبقى مجرد استحسانات ذوقية ومزاجية لا قيمة لها في المجالات العلمية.
على أن طرح هذه الأمور وبهذه الإسقاطات الشخصية يستدعي منا الجزم بأن هذا الزمن هو زمن اليماني الموعود مما ينسف كل الافتراضات التي افترضها الأخ الكريم عن قدرة اليمنيين على السيطرة الكبيرة على غالبية الجزيرة العربية والخليج مما يجعلهم على الحدود العراقية الجنوبية عشية دخول السفياني للعراق، وهذا مما لا يمكن لأي محلل سياسي مهما بلغت به السذاجة ان يفكر به او يتخيله، إذ ان تصور ذلك يقتضي أولاً تغييراً ديموغرافياً هائلاً في اليمن يمكنها من أن تكون قاعدة وحاضنة لأهدى الرايات، ولعمري كيف يمكن تصور حاضنة من هذا القبيل مع وجود من هو أهم منها وأسبق وأعمق في الهدى؟!
لذلك دعنا نبتعد عن هذه الافتراضات التي لا تدلنا عليها رواية ولا تستند إلى أي من المعطيات الواقعية ضمن آفاق عشرات السنوات المنظورة إن لم نقل المئات، ولنبق في الدليل العلمي في أصل المطلب، وهو هل أن خروج اليماني سيكون من اليمن أو من جنوب ووسط العراق؟.
ودعني أقول في البداية بأن الموضوع مهما بلغ الاختلاف عليه، فهو مما لا يوجب التحزب ولا التخندق كيفما اتفق، إذ لا يوجد في البين ما يمكن أن يستفاد منه سياسياً او اجتماعيا، فالداعي لا يؤمن بالنزعة الوطنية ولا القومية ولا هذه الحدود ولا تلك، بل كل إيماني منحصر بعقيدتي فهي حدودي ودولتي وشعبي، ولا يهمني من الناحية العملية من أي مكان سيخرج منه هذا العبد الصالح، إذ أن نصرته تستدعي مني الولاء له لو قيّض الله لنا توفيقاً لكي نرى أيامه ونسعد بلقياه.
أما بالنسبة للحديث العلمي أخي الكريم فمصدره وأساسه هو من أسس للحديث عن اليماني الموعود وأعني بذلك أئمة الهدى صلوات الله عليهم، وأنا أرجوك وأرجو غيرك ممن وصفتهم بالعلم والاهتمام بهذا الموضوع ممن أجمع على أن اليماني هو من اليمن أن يدلوني على رواية معتبرة واحدة تؤكد ما ذهبوا إليه، ولا أعتقد ان مطلبي صعباً بالنسبة لمن قلت بأنهم أجمعوا إذ لا بد ان اجماعهم ابتني على وجود شيء في الروايات المعتبرة قادهم إلى ذلك، وأنا أزعم أن دون ذلك خرط القتاد وأن اجماعهم المدعى مبتني على التسامح واعتماد الطريقة الحشوية في التعامل مع الروايات، فهذه روايات أهل البيت عليهم السلام المعتبرة التي بين أيدينا لا تحكي ما قالوا؟ فمن أين جاؤوا بإجماعهم هذا؟ بل أنت من رأيت في نفسك واجب التصدي لمثل هذه الأمور كيف بنيت تفكيرك في هذه القضية؟ وأين مصادر تفكيرك في ذلك؟ دلّني بالله عليك فأنا بحاجة إلى من يصوّب رأيي فلست بمعصوم لكي اتشبث برأي قلته وأنا أعرف تماماً أني خرقت المألوف والمشهور، ولكن الذنب ليس ذنبي! بل ذنب الثقافة العامية التي تسربت وحسبها البعض انها ثقافة أهل البيت عليهم السلام، ذنبي الوحيد أني خرقت قواعد الطريقة الحشوية في التعامل مع الأخبار، وهي الطريقة التي لا تنسجم مع مباني التعامل الجاد مع حديث أهل البيت عليهم السلام، وكشفت في ذلك ركاماً هائلاً من الأخطاء التي سدرت بها ثقافتنا المهدوية، وذنبي الوحيد أن رأيت أن الإجماع المزعوم قائم على فراغ ليس إلّا.
أنا أنتظر بلهفة لأن تزودني برواية معتبرة واحدة ضمن القواعد العلمائية ولا أحتاج إلى أكثر من ذلك، عند ذلك ستجدني عبد الدليل لا أكثر ولا أقل.
أما أن تكون من جنوب العراق وذا حساسية خاصة تجاه هذه الأمور، فمن تحسبني أكون؟ وممن أكون؟ وبالرغم من أن هذه الأمور لا قيمة لها من الناحية العلمية، فالواجب واجب سواء كان الإنسان جنوبياً او غيره، عراقياً أو من سواه، ولكن دعاني قولك لأذكّرك مع من تتحدث، فإن كنت تجهل أصولي في عمق الجنوب، وإن كنت لا تعلم بمواقفي وحساسياتي العقائدية فمعذور، ولكن من يعرف حساسياتي تجاه أي انحراف عقائدي لا يزايد بهذه الموضوعات أمام رجل مثلي.
كنت اتمنى أن يكون هذا الرد على منتدياتكم الكريمة، ولكني أبلغت من قبل الأخوة في مكتبي بانكم أغلقتم الحساب الخاص بهم مع أنهم لم يكتبوا حرفاً واحداً، ولعله كان ذلك سهواً من الإدارة.
وفقك الله لكل خير وسداد وأخذ بيديك لما فيه الصلاح والإصلاح.